حماية التراث في الدول العربية

ضمن مساعيه المستمرة لصون الموروث التراثي للشعوب العربية، يستضيف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي على مدى يومي 15 و 16 نوفمبر الجاري "الاجتماع التحضيري حول الإعداد لميثاق عربي للمحافظة على التراث الثقافي في الدول العربية وتنميته"، والذي تنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بالتعاون مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي والمركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي في الشارقة (آثار / إيكروم).

وترأس اجتماع اليوم الأول كل من الدكتور منير بوشناقي مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، الدكتورة حياة قطّاط مديرة قسم التراث الثقافي في منظمة الألكسو  والدكتور زكي أصلان مدير مركز آثار /إيكروم في الشارقة، إضافة إلى حضور خبراء مختصين في مجال قوانين الحفاظ على التراث العالمي. 

وأكد الدكتور بوشناقي في افتتاح الاجتماع أنه يشكّل فرصة فريدة لدراسة القوانين الخاصة بحماية التراث في الدول العربية، مشيراً إلى أن تطوير قوانين حماية التراث تقع ضمن الاستراتيجيات الرئيسية للمركز. وأضاف الدكتور بوشناقي أن المركز الإقليمي يعمل باستمرار على إيجاد صيغة قانونية صحيحة تدفع تجاه حماية شاملة للتراث الثقافي والطبيعي في الوطن العربي.

من جهتها أشادت الدكتورة قطّاط في كلمة لها بالجهود التي يبذلها المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، معتبرة أن المركز مكسب عربي للحفاظ على التراث الثقافي وداعم رئيسي في حمايته وتكوين شبكة خبراء عربية في مجالات التراث المختلفة. كما وجهّت الدكتور قطّاط شكر منظمة الألكسو للقائمين على المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بشكل عام، وإلى معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة مجلس إدارة المركز، معربة عن أملها بأن تتوّج بتوقيع اتفاقية تعاون ما بين منظمة الألكسو والمركز الإقليمي بالمنامة.

وقد قدم الدكتور زكي أصلان بإسم المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي في الشارقة (آثار / إيكروم) اقتراحات بخصوص الآليات التى يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل الخبراء خاصة في ميادين التوثيق والتقييم لوضع التراث الثقافي الراهن في المنطقة العربية ووسائل معالجته خاصة من خلال التدريب والتكوين للكوادر المحلية. 

 

 

وتناول الاجتماع في يومه الأول مجموعة من المواضيع التي ركزّت على التحديات التي تواجه التراث الثقافي في الوطن العربي، إضافة إلى تقديم شروحات لأوضاع الموروث الحضاري في الوطن العربي من حيث تعرضه لمخاطر النهب والتدمير نتيجة الانفلات الأمني في بعض دول العالم العربي.  كما استعرضت مجموعة الخبراء عروضاً حول تعامل الدول العربية مع الاتفاقيات، المواثيق والتوصيات الدولية في مجال الحفاظ على التراث، إضافة إلى طرح أفضل السبل لتكوين فريق من الخبراء يتولى صياغة ميثاق عربي لحماية التراث والممتلكات الثقافية في الدول العربية. 

وسيرفع الاجتماع في نهايته توصيات ترفع إلى منظمة الألكسو، والتي بدورها ستقوم بتقديم مشروع قرار يعرض في المؤتمر الوزاري لوزارء الثقافة خلال اجتماعهم في شهر ديسمبر القادم بالمملكة العربية السعودية ليضع تصوّرا لفريق العمل الذي سيقوم بوضع آليات تنفيذ الميثاق. وكان اجتماع ممثلي الدول العربية المشاركة في الدورة الحادية والعشرين من مؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي التي إستضافتها الجمهورية التونسية في شهر أكتوبر 2013 قد أوصى بإعداد ميثاق عربي للمحافظة على التراث في دول الوطن العربي. 

يذكر أن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مملكة البحرين افتتح عام 2012م في المنامة أثناء احتفائها باختيارها عاصمة للثقافة العربية بعد إقرار إنشائه من قبل المؤتمر العام لليونسكو في دورته الخامسة والثلاثين والذي عُقِد عام 2010م، كما ويعد المركز المرجع الأول للعالم العربي للحفاظ على الإرث الثقافي الإنساني والطبيعي في المنطقة.