اختارت وزارة الثقافة البحرينية جمهورية مصر العربية كي تعلن جوائزها للكتاب المصريين والذين شاركوا في الجائزة المخصصة لوظيفة الفنون اليوم في المجتمعات، من خلال تنظيم أيام ثقافية زاوجت بين الثقافة والفن وكرست أواصر التعاون بين المشهدين الثقافيين ورسخت التعاون بين البلدين، يأخذنا هذا التقرير الى جزء من الفعاليات التي شهدتها مصر خلال الشهر الماضي.

جائزة البحرين للكتاب 2014

من على أرض القاهرة، حيث تلتقي الحضارات وتتداخل التجارب الإنسانية العريقة، أعلنت وزارة الثقافة من خلال مؤتمر صحفي عقد في قاعة المجلس الأعلى للثقافة ظهر اليوم الخميس الموافق 13 نوفمبر 2014، عن الأيام الثقافية البحرينية التي تستمر من 13 وإلى 23 الجاري من خلال معرض فنون تشكيلية يجمع سبعة فنانين، ثلاث حفلات فنيّة مع فرقة محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي والإعلان عن جائزة البحرين للكتاب لعام 2014 والمخصصة للكتّاب المصريين حول مبحث "دور الفنون في الارتقاء بالمجتمعات".

أثناء المؤتمر الصحفي أعرب معالي وزير الثقافة المصرية الدكتور جابر عصفور عن سعادته بالأيام الثقافية البحرينية التي تنقل إلى الجمهور المصري غنى هذه الثقافة مؤكداً على ارتباط العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تعود إلى عهود قديمة، كما ثمّن عمل وزارة الثقافة وعلى رأسها معالي الشيخة مي التي "تعلي من شأن الثقافة العربية".

بدورها، شكرت معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الاستقبال الذي لاقاه الوفد البحريني والذي جاء حاملاً شعار "الفنّ عامنا" من خلال "الفنانين: أجمل سفراء للبحرين" كما أعربت عن أهمية الثقافة في التعبير الحق عن الأوطان والمجتمعات مشيرة "من هنا، من القاهرة أطلقنا المنامة كعاصمة للثقافة العربية عام 2012 ونعود إليها اليوم مقدمين ثقافتنا التي نعبّر من خلالها عن أوطاننا"، كما أشارت إلى عمق العلاقات الثقافية التي تجمع البلدين معبّرة عن سعادتها في أن تخصص جائزة البحرين للكتاب لهذا العام للكتّاب المصريين.

حضر المؤتمر الصحفي سعادة سفير مملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية سعادة الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة، وعدد من المثقفين والفنانين والإعلاميين.

أما جائزة البحرين للكتاب فتحدث عنها الدكتور صلاح فضل رئيس لجنة تحكيمها والذي أعلن اسم الفائز "أشرف إبراهيم" عن كتابه "الفن بناء" وهو فنان تشكيلي وكاتب في الشأن الثقافي في عدة صحف ومجلّات متخصصة، وقد عمل مسؤولا عن النشاط الثقافي في متحف محمد محمود خليل، إضافة إلى عمله في إدارة المعارض القومية بقطاع الفنون التشكيلية. أما الكتاب فيتناول "علم الجمال" بدءاً من مرحلة ما قبل تأسيسه مع نظريات سقراط وأفلاطون مروراً بالنظريّات الألمانية الحديثة، ليتطرق بعد ذلك إلى وجود النظرية العربية في "علم الجمال" عند كتابات فلاسفة العرب أمثال الكندي وابن عربي وغيرهم، ويثبت بذلك وجود نظريات عربية تتفق إلى حد كبير مع النظريات الغربية في هذا المجال. يتكوّن الكتاب من 11 فصلاً، وينتهى إلى أن النظرية العربية في "علم الجمال" ما زالت بحاجة لمزيد من التطوير، ويختتم بالتساؤل حول إمكانية تأسيس نظرية للجمال العربي، في ظل ميول المثّقف العربي إلى الاستقاء بالمصادر الغربية أكثر من المصادر العربية لتكوين ثقافته حول علم الجمال وغيرها من المجالات الثقافية والاجتماعية.

رئس لجنة تحكيم الجائزة لهذه السنة الدكتور صلاح فضل من جمهورية مصر العربية، إضافة إلى عضوية كل من السيد ابراهيم بوهندي من مملكة البحرين و السّيد علي حرب من جمهورية لبنان واللذين حضرا إلى القاهرة للاحتفاء بالأيام الثقافية وإعلان الجائزة.

تلت الجائزة ندوة بعنوان "دور الفنون في الارتقاء بالمجتمعات" برئاسة الدكتور صلاح فضل، تحدث فيها كل من السيد علي حرب، الفنانة بلقيس فخرو، الفنان عبدالرحيم شريف، الدكتور زين نصار، الدكتور محمود الضبع، الدكتورة هدى وصفي والأستاذ عز الدين نجيب كانت خلاصتها دعوة للتواصل عبر المشاركات واللقاءات الثقافية الفنية كالأيام البحرينية الثقافية والتي تقوم بدور لقاء الحضارات مع تبادل الأفكار الذي يغني المشهد الثقافي العربي.

واستمراراً لفعاليات الأيام الثقافيّة البحرينيّة في القاهرة، تضمنت الفعاليات المسائيّة لليوم الأوّل افتتاح معرض للفن التشكيليّ البحرينيّ، بقاعة محسن شعلان في متحف الفن الحديث، حيث افتتحت  المعرض معالي وزيرة الثقافة الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة وبحضور معالي وزير الثقافة المصريّ سعادة السيّد الدكتور جابر عصفور، سعادة سفير مملكة البحرين الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة وعدد من المثقفيّن والمهتميّن بالفن.  

وأكدت معالي الوزيرة خلال افتتاح المعرض على تقديرها للفن والفنانين، وأهميّة دعم الجهود الفنيّة المحليّة بوصفها واجهة حضاريّة مشرقة وقاطبة للسياحة الثقافيّة في البحرين كما هي عامل جذب ثقافي لكل من يشاهد أعمالاً كالمعروضة خلال الأيام البحرينية الثقافية.

وتأتي فكرة المعرض التشكيليّ ضمن فعاليات الأيام الثقافيّة البحرينيّة من التزام وزارة الثقافة بدعم الفنون، خصوصاً أن العام 2014 كان بمثابة حفاوة لاحتضان البحرين المعرض الأربعين للفن التشكيليّ. وكذلك من إيمان وزارة الثقافة بالفن كأسلوب حضاريّ في خلق مساحة من حوار الحضارات ونقل للتجارب الإنسانيّة والإبداعيّة.

ضم المعرض أعمالاً لعدد من الفنانين البحرينيين وهم: عبدالرحيم شريف، بلقيس فخرو، إبراهيم بوسعد، خليل الهاشمي، هلا آل خليفة، عدنان الأحمد، وهدير البقاليّ.

وقد أبدى الزائرون للمعرض إعجابهم بما تضمنته اللوحات البحرينيّة من أساليب فنيّة ومدارس متنوّعة، مشيدين بتطوّر التجربة البحرينيّة في مجال الفنون التشكيليّة. وكذلك أثنوا على اهتمام وزارة الثقافة البحرينيّة بدعم المثقف والفنان المحليّ، من خلال إقامة الفعاليات والأنشطة المتنوّعة على مدار العام، ودعم الفنان البحرينيّ للمشاركة في المعارض العالميّة والعربيّة الخارجيّة.

هذا واختتم مساء اليوم الأول من الفعاليات الثقافيّة البحرينيّة بأمسيّة فنيّة أصيلة، قدمتها فرقة محمد بن فارس لفن الصوّت الخليجيّ، على مسرح الجمهوريّة. حيث قدّمت الفرقة مجموعة من الأغنيات والألحان البحرينيّة المعروفة والمميزة، إذ كشفت تلك المقطوعات عن جمال الفن الشعبيّ البحرينيّ في سهرة استثنائيّة حظت بإعجاب الحضور الذين استطاعوا الاستماع بالفنّ البحرينيّ، كما ستقدّم فرقة محمد بن فارس حفلين آخرين ليومي 14 و 15 على خشبة مسرح معهد الموسيقى العربية في القاهرة.

يذكر أن مشاركة البحرين بأيامها الثقافيّة في مصر جاءت تلبيّة لدعوة وزارة الثقافة المصريّة، وذلك لتعزيز العلاقات الثنائيّة المشتركة بين البلدين، ودعم العمل الثقافيّ والجهود الراميّة إلى الارتقاء بالأنشطة والفعاليات الداعمة للثقافة والسياحة.