تعبر قطع فنيّة من أعمال تشكيليين بحرينيين المسافة من البحرين إلى بنغلاديش، وذلك للمشاركة ضمن بينالي الفن الآسيويّ 2014 في بنغلاديش، وتأتي المشاركة بالتزامن مع احتفاء وزارة الثقافة بمملكة البحرين بشعار "الفن .. عامنا" والذي تحتفي من خلاله بدعم شتّى أشكال الفنون والفنانين البحرينييّن، إضافة إلى اختيار البحرين عاصمة للسياحة الآسيويّة 2014، حيث تعّد تلك المشاركات الفنيّة الآسيويّة بمثابة الترويج الفنيّ للحياة الثقافيّة ووهجها في البحرين.
يشارك في بينالي بنغلاديش أربعة فنانين بحرينيّين هم: عبدالرحيم شريف، بلقيس فخرو، إبراهيم بوسعد، وخليل الهاشميّ. وتتنوّع المشاركات ما بين اللوحات الفنيّة والقطع المنحوتة البرونزيّة.
قال الفنان عبدالرحيم شريف، الذي يشارك بلوحات تحمل عنوان "رجال العصابات" إنه عبر عمله كفنان محترف طوال 40 عاماً ماضياً، توّصل إلى ثلاثة عناصر مهمة تتسم بها المخلوقات في موضوع الخلود في الفن وهي: السلوك، النبض، والكيان. حيث شكلّت هذه العناصر نقطة الولادة في روح لوحاته، التي تتجسد في طبقات متعددة من الصوت والحركات من الطاقات والأفكار والمشاعر الكامنة وراء الطبيعة الفيزيائية للأشياء.
أما الفنانة بلقيس فخرو، التي تشارك بلوحات تحمل اسم "بدون عنوان" فبينت أن فكرة أعمالها الفنيّة تدور حول الانتماء والأماكن التي زارتها أو التي تتواجد في خيالها، وينعكس ذلك في أسلوبها التجريدي عبر غموض الأماكن التي تنتمي إلى الشكل البدائي والمكان الذي كان الأجداد الأوائل يعيشون فيه كالخيام والكهوف والمساكن البدائيّة. وأضافت: أحاول أن أبرز الحدة بين الضوء والظل في الأعمال الفنيّة بالإضافة إلى تعقيد ملمس اللوحة وتدرجات الألوان الواحد لإضفاء الشعور بالحلم والغموض. لدفع المتلقي والمشاهد لترجمة ما يراه مبنيّاً على خلفيته وثقافته.
من جانبه فقد تطرّق الفنان إبراهيم بوسعد إلى الذاكرة الشعبيّة وحكاية غدر القط، الذي إذا جاع أكل غذاء صاحبه، وأشار الفنان بوسعد أنه قام بإسقاط حالة الغدر على الإنسان لنجدها حالة مذمومة تصنف في خانة الشر، وأضاف هناك قطط كشفت عن رأسها وبيّنت صفة الغدر في نفوسها وهناك منها ما زال نائماً إلى أن يحين الزمن المناسب ليصحو.
كذلك تأتي مشاركة الفنان خليل الهاشمي، الذي يشارك بعدّة قطع تحت عنوان "الحفلة، الحريّة"، من وحيّ الطبيعة، ولكن مع الطيور، حيث يرى الطائر بأنه رمز الحريّة، ويحوم ضمن حدود رحلة يتحول فيها ما كان بالداخل إلى الخارج والخارج إلى الداخل، مشكلاً بذلك نقاشاً يدور بين الحجر والبرونز يدعو للسفر في رحلة المعنى ضمن السديم الذي نسكنه ويعود المعنى ليتحول كرة أخرى ليخلق مساحة تجذب عين المشاهدة ليرى ما لم يكن يعرفه وليرى ما يعرفه بطريقة يجهلها من قبل