الرسم الكاريكاتيري من أرقى الفنون التشكيلية وأصعبها، بعد أن أوكلت إليه مدرسة (السهل الممتنع) مهمة إثارة الجدل عن طريق إيصال الفكرة والحدث بطريقة مبسطة، فاحتل هذا الفن الساخر مساحة هامة ومكانة يستحقها لقدرته على اختزال كم هائل من المشاعر والمواقف في مشهد واحد يعتمد التكثيف البصري والمعالجة الغرافيكية لاستنفار مخيلة القارئ وإشراكه في اللعبة. ولأن فن الكاريكاتير يقترن في معظم الأحوال بالسياسة والقضايا الكبرى في الوطن العربي، فإن ذلك الاقتران يضيف بُعدًا جديدًا إلى رسالته، يكون الثمن أحيانا باهظًا يصل إلى التضحية بالحياة في سبيل هذا الموقف مثل الشهيد الفلسطيني الفنان "ناجي العلي" الذي دفع حياته ثمنًا لدفاعه عن القضية الفلسطينية.
لمحة عن هذا الفن بريشة التاريخ
عرف فن الكاريكاتير عند الآشوريين واليونانيين، وذكر المؤرخون أن رساما يونانيا يدعى بوستن، أو بوزون، رسم بعض مشاهير عصره على شكل يدعو إلى السخرية، تحدث عنه أرسطو وأرستوفانتس بوصفه شخصاً يرسم رسوماً ساخرة للناس، وقيل إنه قتل تحت التعذيب بسبب تلك السخرية!
وفي العصر الحديث بدأ هذا الفن الساخر بالظهور أوائل القرن السابع عشر في هولندا، ومن ثم في انجلترا حيث ظهر جورج توتسهند، ووليم هوجارت، وتوماس رولاندسون، وجيمس جيلراي وكانت رسوماتهم ترسم باللونين الأبيض والأسود، ثم يلونونها بأيديهم ويوزعونها على المكتبات، وفي إيطاليا ظهر جيروم بوش وينبال، ويعّد الكثير من الباحثين ليوناردو دافنشي أبًا لفن الكاريكاتير في إيطاليا، أما فرانشيسكو غويا فهو واضع حجر الأساس لحقبة ازدهر فيها هذا الفن الذي ظهر فيه مصطلح كاريكاتير المشتق من الكلمة الإيطالية كاريكيرcaricare، التي تعني (كل ماهو مبالغ فيه)، ثم استخدم الكاريكاتير في الصحافة الأوروبية وكانت الريادة لفرنسا على يد دوميه ولويس فيليب، وفي انجلترا على يد أندرسون الذي قام بعدد من الأعمال الجيدة رغم عدم نضوجه ثم ظهر فريق (الكوكرينكس) وهم ثلاثة فنانين متعاونون كانوا من أهم رسامي روسيا.
فن الكاريكاتير من الفنون السهلة والصعبة في الوقت نفسه، كما أنه يمكن أن يلعب دوراً كبيراً جداً في مواجهة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة. قال أحد النقاد عن فن الكاريكاتير أنه الفن الوحيد الذي لا يحتاج إلى شرح، وأنه مرصد هزلي للواقع ولكل المتغيرات والتناقضات الموجودة في العلاقات الاجتماعية في مجموعة من الأفكار والرسوم. ويمكن أن نضيف فنقول: ليس الأساس في الكاريكاتير رسم الضحكة على شفاه القراء أو المتفرجين فقط، وإنما الهدف منه جلاء البصيرة والتمكن من رؤية الواقع بلا ألوان خدّاعة، وكشف ما قد يغيب عن الأذهان.
وإذا كان من حق الفنان أن يغير الخطوط الطبيعية، من أجل التعبير عن رأيه، فإن هذا الخروج -عن حدود الواقع- هو محور الكاريكاتير، مما جعله من أقرب الوسائل إدراكا لفئات كبيرة من المجتمع وأسرعها تأثيرا، من حيث أن له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحياناً.
تعددت الآراء وتنوعت حول أنواع هذا الفن فمنهم من قال أن هناك: الكاريكاتير السياسي، والاجتماعي، والرياضي، والاقتصادي. إلا أن أكثره الأنواع شيوعا هو الكاريكاتير السياسي (وهو موضوع بحثنا).
فالكاريكاتير السياسي لا يبرز إلا من خلال تطرقه لقضايا وتناقضات الواقع السياسي، وهذا النوع سخريته لاذعة وتهكمه شديد وتأثيره لا محدود وعواقبه قاتلة.
وللكاريكاتير مدارس عدة، تختلف فيها طرق التعبير وتلتقي بين التشكيل فقط أو التعليق مع التشكيل. من المدرسة الأوروبية الشرقية التي تعتمد على الرسم فقط، إلى المدرسة الأوروبية الغربية التي ترتكز إلى الرسم التخطيطي البسيط، والأمريكية التي تعطي الرسم مضامين ودلالات تتضح أكثر بالحوار، ولا يُذكر الكاريكاتير السياسي الأمريكي إلا ويتجلى في الذهن مباشرة رسم الحمار (شعار الحزب الديمقراطي)، والفيل (شعار الحزب الجمهوري)، والعم "سام" (الحكومة الأمريكية)، والدب (روسيا)، والتنين (الصين).
غياب البعد الإنساني الحضاري للكاريكاتير
مع تطور الأحداث السياسية والاجتماعية والمتغيرات العاصفة في كافة أرجاء الوطن العربي مع نهاية منتصف العقد الخامس من القرن العشرين خصوصاً تلك المرافقة لنكبة فلسطين وتشريد الشعب العربي الفلسطيني عام 1948 واحتدام دورة الصراع العربي الصهيوني مرورا بالغزو الأمريكي على العراق، في حروب متعاقبة جعلت كل الأمور الحياتية للشعب العربي مرتهنة ومندمجة في متطلبات الصراع والمواجهة في كل تفاصيل الحياة اليومية وعلى كل الجبهات، فكما هو متعارف من أن أوجه الدفاع تختلف، إلا أن الأسلحة الثقافية فاعلة ومشاركة للكاريكاتير في هذا الميدان منتقلة من حيز شكلي بصري عبثي غايته التسلية والإضحاك إلى حيز اتخاذ موقف جاد هدفه المساهمة في معركة التصدي للمشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة العربية، محملاً برياح التغيير والإيديولوجية والتعبير عن السياسات المرسومة في هذه المطبوعة العربية أو تلك، باعتباره من مكونات الصحف العربية ومن أبوابها المهمة حتى أمسى في بعضها بمثابة افتتاحية القراء المحببة، ومن خلاله يمكن رصد حركة البلد الاجتماعية والسياسية، ويكون بذلك قيمة بصرية مضافة لنبش ذاكرة الناس ومواقفهم من الحدث ويعكس حقيقة التوجه السياسي والأيديولوجي لهذه الدولة العربية أو تلك، وان كانت القضايا الكبرى الإنسانية في سياقها العالمي والمسائل القومية العربية مازالت تحتل مساحة معقولة من ابتكارات رسامي الكاريكاتير العرب، لكن الهم الوطني والخصوصية المحلية القطرية بدأت تحل مكان تلك القضايا الكبرى في محطات جغرافية وسياسية تشغل كافة أقطار المعمورة وتلبس رسوم الفنانين فيها دثار الهم الاجتماعي اليومي من متطلبات وأمان ورغبات، هذا الأمر جعل رسامي الكاريكاتير في كل قطر عربي في منافسة مع أقرانهم في ابتكار أدوات ومواضيع تعبير تمكنهم من الاحتفاظ بمكانتهم في فنهم وعملهم، مما أوقعهم في مصيدة اجترار المواضيع المطروقة والنقل غير المبرر لرسوم مأخوذة من مساحة الفن العالمي لاسيما تلك المتاحة في وقتنا الراهن عبر تكنولوجيا المعلومات وشبكات الانترنت على وجه التخصيص، ولا تخرج مواضيع وأساليب الفنانين عن المساحة الأيديولوجية الممنوحة وفق هيئة التحرير وسياسة المجلة أو الجريدة.
الكاريكاتير السياسي في الوطن العربي
يجمل فنان الكاريكاتير "جورج البهجوري" عوامل ما أسماه "أزمة الكاريكاتير"، في عدم إفساح المجال أمام الرسامين الشبان، وغياب المناخ الملائم اجتماعيا وسياسيا، وغياب المنابر الصحفية لأشكال الكاريكاتير بعامة والسياسي بخاصة. وغياب "مشروع وطني أو قومي" يزدهر خلاله هذا الفن، وضعف الأجور، وغياب معايير موضوعية لاختيار الرسامين. وإذا كان العالم العربي شهد ولادة جديدة للرسم الكاريكاتيري بتقاليده وأسسه الحديثة مع يعقوب صنوع، صاحب الجريدة الهزلية «أبو نضارة» التي لاقت رواجاً كبيراً، فإن فنانين آخرين لعبوا دوراً كبيراً في تأليب الرأي العام ولفت انتباهه إلى تفشي ظواهر اجتماعية وقضايا سياسية خطيرة أمثال صلاح جاهين، وجورج البهجوري، وناجي العلي، وبهجت عثمان. وكان هؤلاء هم الدفعة التي غيرت وجه الكاريكاتير العربي في أوائل الخمسينات، إذ نجحوا في ابتكار شخصيات عبروا من خلال حركاتها وسكناتها عن همومهم ومواقفهم السياسية والاجتماعية. وعندما نستعرض الأسماء الفنية البارزة في مجال الفن الكاريكاتيري في الوطن العربي لا يغيب الملف العراقي عن الساحة، حيث يقف الفنان كفاح محمود بين الأسماء اللامعة في هذا المجال. فقد شغل الناس بأعماله التي كانت تتلقفها بلهفة الصحف والمجلات العراقية مثل (ألف باء) التي كانت زاويته الكاريكاتورية الأسبوعية فيها (أسبوعيات حمدان) شاخصة في الأذهان إلى هذا اليوم، كما عمل رساماً للكاريكاتير في مجلة "المرأة"، و"وعي العمال" وجريدتي "الجمهورية" و"القادسية" وجريدة "العراق".
وأما الصحافة المصرية فهي المدرسة الأشهر للكاريكاتير في الوطن العربي؛ وذلك مع انطلاق مجلة "صباح الخير" عام 1956؛ التي تخرج منها صلاح جاهين، وجورج البهجوري، وناجي العلي، وبهجت عثمان.
فن الرقابة.. على فن الكاريكاتير العربي
يشكو العديد من فناني الكاريكاتير في الوطن العربي من غياب المنبر الحر، الذي يستطيع أن يحمل سخرية الكاريكاتير وانتقاداته المرة؛ فأغلب الصحف والمجلات العربية التي يعمل بها هؤلاء، لا تُعنى إلا بالجانب الجمالي من الرسوم، بناء على طلب وتوجهات هذا الخط الصحفي أو ذاك، وهذه المؤسسة وتلك، وغياب معايير موضوعية لتقييم رسام الكاريكاتير؛ حيث تقتصر عملية التقييم على رئيس التحرير أو سكرتير التحرير، دون وجود معايير فنية مهنية.
الرقابة المفروضة من الدولة، لكل صحيفة من خلال توظيف أشخاص تعرض عليه الأعمال لإجازتها، أما الأعمال التي ترفض فترسل إلى مكاتب الرقابة العليا التابعة للحكومة. وكانت بعض الرسوم الكاريكاتيرية السبب في ملاحقة أصحابها سياسيًّا وقضائيًّا؛ كما حدث مع فنان الكاريكاتير العربي صلاح جاهين، الذي واجه تهمة الإساءة المتعمدة بإحدى رسوماته الكاريكاتيرية للاتحاد الاشتراكي أمام المدعي العام الاشتراكي في السبعينيات، وكان البهجوري هو أول كاريكاتيرست يتعرض للانتقام؛ بعدما صور الأنف الطويل للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في إحدى رسومه.
الرقيب الثاني هو رئيس التحرير، فكثير من رسامي الكاريكاتير يرون أن الرقيب الأول أفضل وأرحم من الرقيب الثاني، فالأول لديه قائمة ممنوعات محددة ومعروفة، أما الثاني فيطلب منك أن تفكر بمستوى تفكيره وتطلعاته، فارضا عليك أجندة محددة، فأي فكرة تتعارض مع ماهو مسطر سيرفضها، وهنا تكون دائرة الممنوعات أوسع وليس لها حدود، والأخوف من ذلك أن تكون تلك الدائرة ذاتية شخصية لا مهنية يُجهل مداها، وهذه الدائرة يختلف اتساعها من رئيس تحرير إلى آخر.
السلاح الأول لجأت إليه بعض الأنظمة؛ لحجب الرسوم الكاريكاتيرية التي تعارض سياساتها أو تنال من صورتها؛ مثلما حدث مع الفنان المصري بهجت عثمان؛ الذي ضاق به الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى درجة منع رسومه وطرده من الصحافة، مع نخبة ممتازة من الصحفيين والكتاب والمعلقين السياسيين في السبعينيات، ورمز الكاريكاتير العربي الفلسطيني الشهيد ناجي العلي الذي استخدم رسمه كشكل من أشكال التعبير السياسي؛ حين تم اعتقاله من قبل أفراد المكتب الثاني (المخابرات اللبنانية)، وكان يرى أن مهمة رسام الكاريكاتير السياسي مهمة تبشيرية على حد قوله لصعوبة فرض رقابة على رسم الكاريكاتير، وقد اغتيل في لندن عام 1987؛ بسبب سخرية رسومه من بعض الأوضاع السياسية الفلسطينية، وإذا كان هذا هو حال الكاريكاتير السياسي خلال فترة ظهوره، فماذا عن واقع الكاريكاتير السياسي اليوم؟
كيف يرسم الكاريكاتير الغربي القضايا العربية؟
قد لا يتسع المجال لتسليط الضوء بشكل تفصيلي على أولئك الفنانين الغربيين المناوئين لسياسات الإدارة الأمريكية بمجملهم، أو على خلفياتهم الفكرية، أو الجنسيات التي ينتمون إليها، أو حتى على مدى تأثيرهم. لكن، قد تجدر الإشارة إلى نقطة مفصلية أدت دوراً بارزاً في التأثير على وجهة نظر كثيرين منهم، ودفعت بهم إلى ترك موقف الحياد إلى خط المواجهة ضد ما اعتبروه ثنائية غير مبررة تخضع لها مقاييس الرأي العام في الغرب. وتمثلت هذه النقطة بحدثي الرسوم الكاريكاتيرية الدنماركية بما لاقته من دعم وتأييد غربي منقطع النظير من جهة، ومسابقة «الهولوكوست» التي أعلنت عنها جريدة «همشهري» الإيرانية، وما لاقته من شجب واستنكار غربيين من جهة ثانية.
تتركز أعمال هؤلاء الفنانين على التصويب باتجاه هذه الثنائية، وتتنوع آلية عملهم انطلاقاً من الرسوم الكاريكاتيرية مروراً بأنشطة أخرى تهدف لنقد السياسات الممارسة من قبل الولايات المتحدة واسرائيل في العراق وفلسطين بشكل خاص، وفي الشرق الأوسط بشكل عام. فلم يتوان الفنان البلجيكي بنيامين هاين وبمبادرة فردية عن الدفع باتجاه الإضاءة على القضايا العربية في الأوساط الكاريكاتيرية من خلال إجراء حوارات مع عمالقة فن الكاريكاتير في العالم، مركزاً فيها على المفارقة التي تصبغ مبدأ «حرية التعبير» في الغرب، وعلى الثنائية المعيارية التي يخضع لها هذا المبدأ. أما الفنان الانكليزي بانكسي، الشهير بجدارياته الضخمة، فقد أحال جدار الفصل العنصري في فلسطين المحتلة إلى معرض لوحات تخلق من صمت الحجر لغة لونية يتراقص فيها جمال الإبداع مع التعريض بسطوة الاحتلال، وتعكس مستوى المعاناة التي يرزح تحتها الشعب الفلسطيني.
وتعرّض الفنان البرازيلي الفائز بالجائزة الثانية في مسابقة الهولوكوست كارلوس لطوف، لحملة دعائية عنيفة قادها مناصرو حزب «الليكود» الإسرائيلي وصلت حد التهديد بقتله، بسبب رسومه الكاريكاتورية التي انتقدت آلة الحرب الصهيونية على لبنان خلال حرب تموز 2006.
لكن ورغم كل ذلك، لا يمكن إنكار الدور الايجابي الذي أدّته الإنترنت في الإضاءة على وعي هؤلاء الفنانين ومدّهم بالمتابعة السياسية اليومية الدقيقة للمستجدات. ولقد ساهمت الإنترنت في مد الجسور بينهم وبين عدد من فناني الكاريكاتير العرب. وفي الإطار ذاته، لا يمكن إغفال الدور الذي أدّته مواقع الكاريكاتير الإلكترونية المختصة العربية، على قلتها النسبية، في توفير مساحة معينة لهم، تبلورت كمنبر لعرض رسوماتهم وتغطية أهم أنشطتهم.
لكن، قد يكون من المؤسف القول إن الكثير من هؤلاء الفنانين الذين ينعمون بشهرة ذات وزن في الأوساط الكاريكاتيرية العالمية، ويتمتعون بمخزون فني، ثقافي رفيع، لا يزالون غير معروفين في أوساطنا العربية بشكل عام. فنشاطاتهم تنصب للدفاع عن صورة العرب، وهي نتاج جهد فردي، لا ينعم بأي دعم أو رعاية من أي هيئة أو جمعية أو مؤسسة. وقد لا يحتاج المرء للتذكير بأنهم رسل حضارة، اتخذوا من فن الكاريكاتير وسيلة للدفاع عن القضايا الإنسانية العادلة، وانبروا للذود عن القضايا العربية والتعريف بعدالتها وقيمتها في مجتمعاتهم الغربية، غير عابئين بالتهديدات التي قد تطالهم أو بالأثمان التي سيكون عليهم تكبّدها بالنتيجة.
أخيرا، يمكننا القول أن صوت الكاريكاتير السياسي عربيا حقق في محيطه حضوراً خاصاً، متفاعلا مع حراك الشارع في صور جاءت في أغلبها محتشمة، لكن في أحيان كثيرة كان لصيقاً بنبض الناس ووجدانهم، حيث شكلت أعمال الرسامين الكاريكاتيريين العرب علامةً بارزة بما تحمله من طرافة وحذاقة لاذعتين في حس نقدي تجاه ضراوة الواقع المتأزم، ووطأة تفاصيله الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فلامس بتعبيراته وتلقائيته المجتمع بفئاته المختلفة، يناضل من أجل قضايا هادفة تهم بسطاء الناس سواء السياسية أو الاجتماعية وغير ذلك، حاملا قضية يعبر عنها ويترجمها لا للإضحاك فقط بل تعبيرا عن مقال كبير في رسم بسيط بلا تعليق.