شهدت جامعة "بريدج ووتر" بولاية فيرجينيا الأمريكية انعقاد فعاليات "مهرجان بريدج ووتر الدولي للشعر"، على مدار أربعة أيام، اختتمت في الثامن عشر من يناير الجاري، بمشاركة عربية، وحضور قرابة 50 شاعرًا من 15 دولة.
وأوضح البروفيسور ستان جلواي مدير المهرجان وأستاذ علم اللغة في جامعة "بريدج ووتر" أن المهرجان يُعقد دوريًّا بهدف الانفتاح على آداب الشعوب المختلفة وتعميق الحوار الثقافي بين المبدعين، مشيرًا إلى أن دورة هذا العام شهدت للمرة الأولى في عمر المهرجان حضورًا للشعر العربي.
وقد شارك من مصر الشاعران شريف الشافعي، وسارة علام، وحضرا من القاهرة من أجل المشاركة بدعوتين مباشرتين من إدارة المهرجان، ودعم وتوجيه من وزارة الثقافة المصرية. كما شاركت العراقية رنا جعفر ياسين، والسوريان الكرديان جهاد صالح، وسيروان قجو، المقيمون في الولايات المتحدة.
وحفل المهرجان بقراءات شعرية من دول عدة، منها: الولايات المتحدة، وفيتنام، وأوكرانيا، وكندا، وفرنسا، واليابان، والهند، وجنوب إفريقيا، وفنزويلا، وجاميكا، والصين، وغيرها. وبعض هؤلاء الشعراء قد حضر بالفعل، وشارك آخرون عبر "سكاي بي".
وقد بدأ حفل الافتتاح، الذي شهد حضورًا طيبًا من طلاب الجامعة وأساتذتها والعاملين بها وجمهور الشعر، بكلمة ترحيبية ألقاها البروفيسور ستان جلواي مدير المهرجان، تلتها كلمة أخرى للبروفيسور سكوت سيوتر رئيس قسم اللغة الإنجليزية بالجامعة.
وبعد حفل الاستقبال والغداء الذي أعدته الجامعة للشعراء والناشرين الذين حضروا من دول العالم المختلفة، بدأت قراءات اليوم الأول الشعرية، على ثلاث جلسات. ومن بين الذين شاركوا في اليوم الأول: السوري الكردي سيروان قجو.
كما شارك الشعراء الأمريكيون: ستان جلواي، جاكلين بيشوب (المقيمة في نيويورك)، هيذار بانكس، باميلا يوشوك، ميشيل أوهين، ستيفن كوري، وغيرهم. وقرأ كذلك الشاعر راستاكورا من جاميكا، والشاعرة الصينية مي لين هونج، وغيرهم.
وشهد اليوم الافتتاحي أيضًا عقد مائدة لكبار الناشرين في الولايات المتحدة، حيث عرضوا عليها أحدث إصداراتهم في حقل الشعر، والمجال الأدبي على وجه العموم.
وتنوعت فعاليات اليوم الثاني، من أيام المهرجان، ومن بين الذين شاركوا في القراءات الشعرية، العراقية رنا جعفر ياسين، والسوري الكردي جان صالح، المقيمان في الولايات المتحدة. وقد قرأ جان صالح بالإنجليزية، في حين قرأت رنا بالعربية، وتولى السوري الكردي سيروان قجو، قراءة الترجمة الإنجليزية لقصائدها.
وشارك عدد كبير من الشعراء في قراءات اليوم الثاني، من الولايات المتحدة، وأوكرانيا، والهند، وجاميكا، والصين، وغيرها. ومنهم عبر "سكاي بي" الهنديان: سوسيل ماندال، وإندرانيل أتشاريا، والأمريكي المقيم في اليابان جيس جلاس.
كما أقيم معرض للفن التشكيلي، للشاعرة والرسامة الأمريكية جاكلين بيشوب، تضمن أحدث أعمالها بالأبيض والأسود، التي تلخص رحلتها، منذ مولدها في جاميكا، مرورًا برحيل أسرتها إلى الولايات المتحدة، ثم إقامتها بالمغرب بضع سنوات، حتى توجهها إلى نيويورك، التي تقيم بها حاليًا.
وتضمنت نشاطات اليوم الثالث العديد من القراءات الشعرية في قاعتين كبيرتين، والجلسات النقدية، والموائد المستديرة، وورش العمل والكتابة. ومن بين الذين شاركوا في القراءات الشعرية في ذلك اليوم، المصريان شريف الشافعي، وسارة علام. وقد قرأ الشاعران بالعربية، في حين تولى مدير المهرجان البروفيسور ستان جلواي قراءة أعمالهما باللغة الإنجليزية.
وقد قرأت سارة علام من ديوانيها "دون أثر لقبلة"، و"تفك أزرار الوحدة"، الصادر حديثًا عن دار "العين" بالقاهرة. في حين قرأ شريف الشافعي من ديوانه "البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية" (الأعمال الكاملة لإنسان آلي – الجزء الأول)، الذي صدر في ثلاث طبعات عربية في القاهرة ودمشق وبيروت (2008-2010)، كما صدر إلكترونيًّا عن مجلة "الكلمة" اللندنية.
وفي تقديمه لقراءة الشافعي، أشار الدكتور ستان مدير المهرجان إلى أن الترجمة الإنجليزية للجزء الأول من "الأعمال الكاملة لإنسان آلي" (وهي تجربة شعرية مكتوبة على لسان "روبوت") هي التي فتحت فضاء معرفته على تجربة الشاعر شريف الشافعي.
وقد اختير هذا الديوان في وقت سابق للتدريس في جامعة "آيوا" الأمريكية، وذلك بوصفه "إضافة حيوية إلى قصيدة النثر العربية"، و"نقطة التقاء حميمة بين الإبداع الورقي، والإبداع الإلكتروني"، بحد تعبير مُعدّة المنهج الدراسي بالجامعة، الشاعرة العراقية دنيا ميخائيل.
كما قرأ الشافعي، الذي شارك في الصيف الماضي في مهرجان "لوديف" الدولي للشعر بفرنسا، من ديوانه الأخير "هواء جدير بالقراءة"، الذي صدر في يونيو 2014 باللغتين العربية والفرنسية، عن دار "لارماتان" في باريس، بترجمة الشاعرة المصرية المقيمة في كندا منى لطيف.
وشارك عدد كبير من الشعراء في قراءات اليومين الثالث والرابع، من الولايات المتحدة، وفيتنام، وجاميكا، واليابان، والصين، وأوكرانيا، وغيرها. وشارك الشاعران كرستمان وأندرو مانيكا من جنوب إفريقيا، عبر "سكاي بي".
وقد قررت إدارة المهرجان طبع "أنطولوجيا" باللغة الإنجليزية، تتضمن نماذج من أعمال الشعراء المشاركين.