“اقعدي يا هند” عبارة وجهها النائب الأردني يحيى السعود تحت قبة البرلمان إلى النائبة هند الفايز (46 عاماً)، في مشهد يجسد التنافر البرلماني المنعكس بارتدادات إقليمية.
لقطة فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لمشادة كلامية بين النائبين السعود والفايز، في محاولة للأول إسكات صوت الثاني، ما حدا بخروج الكوتة النسائية من البرلمان الأردني احتجاجاً على هذا التصرف.
لم يكن في الحسبان أن تصل الأمور إلى هذا الحد، إلا أن الصوت النسائي، ولأول مرة، استطاع أن “يدغدغ” طبقات المجتمع العربي، وسياق الخطاب التفاهمي كان يجب أن يكتب بكلمات عنوانها: “لسنا مع يحيى بتصرفه وألفاظه، ولسنا مع هند في إطالة مداخلتها”.
الشارع العربي أمام ظاهرة داخلية عناصرها “صراع الإقصاء مع الاحتواء” و”صراع الفردانية مع الجمعانية” و”صراع الصراع مع الصراع” و”صراع الكتاب مع القلم” و”صراع السلوك مع الثقافة”، ولربما نشهد العديد من العناصر التي ترغب بالدخول ضمن حدود معترك تلك المعادلة البرلمانية، وكأن الصراخ أقوى من مقومات الوطن والمواطنة.
المطلوب أمام هذا المشهد المتجدد، أن يتم ترسيخ الاحتواء بعيداً عن الإقصاء، واتباع الاستقصاء؛ لمعرفة الأسباب التي أدت إلى نشوب “حرب الجندر” لمعالجة وتقريب وجهات النظر؛ لأن الساحة العربية في وضع لا تحسد عليه، ومثقلة بكثير من المناكفات والانشطارات والتشظيات.
كاتب صحافي ومحلل سياسي من فلسطين