التقى النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في العاصمة الاردنية عمان باعضاء لجنة الامم المتحدة المستقلة و التي شكلها مجلس حقوق الانسان للتحقيق في ماجرى في الاراضي المحتلة منذ حزيران الماضي.

 وعلى مدى ثلاث ساعات اطلع الدكتور البرغوثي اللجنة على تفاصيل ماتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات في القدس و الضفة الغربية و قطاع غزة و قدم شهادته الحية لما شاهده ووثقه اثناء وجوده خلال العدوان في قطاع غزة من جرائم حرب و جرائم ضد المدنيين و تدمير للمنازل و البنية التحتية و ما حصل من ابادة لعائلات باكملها ومن تدمير للقطاعات الصحية و  الزراعية والصناعية والتعليمية و الدينية فيما وصفه بانه عملية اجرام بشعة و عقاب جماعي لشعب بأكمله.

وقدم الدكتور مصطفى البرغوثي للجنة مجموعة من الصور و الاشرطة و المعلومات الاحصائية حول تفاصيل العدوان الاخير على غزة و الذي استخدمت اسرائيل خلاله ما يزيد على و احد و  عشرين الف طن من المتفجرات فيما يعادل قنبلتين نوويتين كما اظهر بالتفصيل استخدام البراميل المتفجرة و الاسلحة المحرمة دوليا و تقصد الاعتداء على المدنيين و الاطفال مشيرا الى استشهاد ما يزيد على 2260 فلسطينيا معظمهم من المدنيين و بينهم 580 طفلا وجرح أكثر من احد عشر ألفا سيصبح مئات منهم معاقين الى الابد.

و شرح الدكتور البرغوثي بالتفصيل الاعتداءات على المستشفيات و المراكز الصحية و سيارات الاسعاف وهي تقدم الاسعاف للمصابين مشيرا الى استشهاد اثنين و عشرين ممرضا و مسعفا بالاضافة الى ثمانية عشر صحفيا.

و أكد الدكتور البرغوثي للجنة ان منعها من قبل اسرائيل من زيارة فلسطنين اوالوصول الى الضفة المحتلة و قطاع غزة يستهدف حرمانها  من الوصول الى الحقائق الكاملة و أكد ان اللجنة يجب ان تبذل كل جهد ممكن للوصول الى قطاع غزة لان شيئا لايمكن ان يغني عن رؤية الواقع بالعين المجردة و مقابلة أسر و عائلات الضحايا ورؤية آثار الدمار الاجرامي الذي احدثته اسرائيل.

وقدم البرغوثي تفاصيل عما جرى من جرائم في الضفة الغربية و القدس في الفترة الاخيرة و خاصة جرائم اطلاق الرصاص الحي على الاطفال و الشباب العزل كما جرى مع نديم نوارة ومحمد ابو ظاهر او جريمة حرق الطفل محمد ابو خضير حياو ما اعقب ذلك من اعتقالات و تنكيل في القدس و سائر انحاء الضفة الغربية.

 و قال البرغوثي ان ما جرى و يجري في فلسطين ليس فقط جرائم حرب و حشية  بل نظام قمع مخطط و تنكيل منهجي عنصري مستمر منذ اكثر من سبعة وستين عاما و احتلال عنصري اصبح الاطول في تاريخ البشرية الحديث مؤكدا انه قد حلت  أخيرا ساعة رفع الحصانة عن اسرائيل أمام القانون الدولي. و قال انه لو عوقبت اسرائيل بعد عدوانها عامي 2008 و 2012 لما تجرأت على ارتكاب هذه المجازر  الوحشية في عام 2014.

 و عبر الدكتور مصطفى البرغوثي عن أمله  بأن تقوم لجنة التحقيق الاممية بواجبها بمهنية و صدق. و قال لا نريد منهم الا أن يقولوا الحقيقة فالحقائق ساطعة كالشمس في عز الظهيرة ، و الحقائق تدمغ اسرائيل و جيشها وقادتها بارتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية .

و أضاف اننا نريد ان نرى ذلك اليوم الذي يجلس فيه نتنياهو كل مجرمي الحرب في قفص الاتهام في محكمة الجنايات الدولية.

و أشار الى ان الجريمة ما زالت مستمرة باستمرار فرض الحصار على قطاع غزة و منع اعماره و قال ان قلوبنا تتقطع و نحن نرى ان منزلا واحدا من الستة و تسعين الف منزل ومنشأة لم يتم اعماره وعندما نرى اهلنا في القطاع يعانون من البرد و الامطار و لاسقف يحميهم او يحافظ على  صحة اطفالهم. و قال ان كل من يتقاعس عن بذل الجهد لرفع الحصار عن غزة انما يشارك في تكريس المعاناة التي يعيشها شعبنا.