الأدب الجزائري يفقد الروائية آسيا جبار

توفيت الكاتبة الجزائرية آسيا جبار التي لقبت ب"الكاتبة المقاومة" لمناصرتها قضايا المرأة، الجمعة في احد مستشفيات باريس عن 78 عاما. وذكرت الاذاعة الرسمية الجزائرية السبت ان الروائية التي تكتب بالفرنسية والعضو في الاكاديمية الفرنسية، ستوارى الثرى في مسقط رأسها شرشال (على بعد مئة كيلومتر غرب الجزائر) الاسبوع المقبل نزولا عند رغبتها.

وقد رشحت آسيا جبار لسنوات طويلة للفوز بجائزة نوبل للاداب من دون ان تفوز بها. الا انها حصدت الكثير من الجوائز الفرنسية والعالمية الاخرى. وخلال اكثر من ستين عاما، كتبت آسيا جبار اكثر من عشرين رواية ومسرحية وديوان شعر ترجمت الى 23 لغة.

وقد دخلت العام 2005 الى الاكاديمية الفرنسية لتصبح اول شخصية من المغرب العربي تحصل على هذا الشرف. وتعتبر جبار من كبرى مناصرات قضايا المرأة وقد ناضلت ايضا من اجل استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي عندما كانت طالبة في فرنسا. ولدت آسيا جبار واسمها الاصلي فاطمة الزهراء املحاين في 30 حزيران/يونيو 1936 في مدينة شرشال الساحلية من اب معلم مدرسة شجعها كثيرا على الدراسة.

ونشرت اول رواية لها "العطش" قبل ان تبلغ العشرين من العمر عندما كانت طالبة في المدرسة العليا للمعلمين في فرنسا. وتروي "العطش" قصة نادية المولودة من زواج مختلط بين ام فرنسية شقراء واب جزائري بملامح عربية. ظلت تبحث عن "توازنها" وعن السعادة ليس مع زوجها ولكن مع زوج صديقتها.

وعاشت اسيا جبار متنقلة بين الجزائر وفرنسا والولايات المتحدة حيث درست الادب الفرنسي في جامعة نيويورك.

وكانت المرأة دوما في صلب اعمالها وبطلة رواياتها. وكانت الكاتبة دوما في صف النساء المتحديات للتقاليد كما في روياتها الثانية "المتلهفون". وقد لقبها النقاد بسبب ذلك بـ"الاديبة المقاومة".

وقد اختارت اسيا جبار الكتابة باللغة الفرنسية بسبب ظروف استعمار الجزائر ومنع تدريس اللغة العربية، الا انها لم تتنكر يوما لاصولها وثقافتها. وبرز ذلك في روايتها "اطفال العالم الجديد" (1962) وقصة كفاح الشعب الجزائري من رجال ونساء من اجل الاستقلال.

وبعد الاستقلال في 1962، اختارت آسيا جبار العودة الى الجزائر لتدرس مادة التاريخ في جامعة الجزائر. فتوقفت عن الكتابة حتى العام 1980 عندما هاجرت مجددا الى فرنسا. ومن فرنسا اصدرت اشهر اعمالها بدءا بالمجموعة القصصية "نسوة الجزائر في بيوتهن" (1980) ثم روايات "الحب.. الفانتازيا" (1985) و"الظل السلطان" (1987) التي تدعو من خلالها الى الديمقراطية وحوار الثقافات وتدافع عن حقوق المرأة. وظلت جبار مرتبطة بارضها وبآلام شعبها خصوصا بعد اندلاع اعمال العنف الاسلامي واستهداف المثقفين، فنشرت روايتها "بياض الجزائر" في 1996.