هي قصيدة قصيرة لزمن دموي طويل ولشاعر سوري لازال يتلمس من خلال الشعر بعضا من أمل كي يرى الأرض تدور دون أن تتوقف وكي يستطيع هذا الجسد أن ينعتق من حالة العتمة التي تلف اليومي.

كفرٌ فسيح

ياسين عبد الكريم الرزوق

ظلَّت تدورْ

ما ملَّت دورةَ التعاقب المقهور

قهرٌ شرِهٌ سيبقى

جوعٌ يربِّتُ على كتف الزمن

طفلٌ جائع ٌ على موائد الساعة

عقربٌ يمضي كأنثى

ذكرٌ يدق ُّ دونما ميعاد

أهوالٌ من النشوة

و شهواتٌ من الأنين

نبيذٌ يغزو الدوائر

و النهدُ فرَّ من حيِّزه الصغير

من ضيق ٍ تفشَّى كطاعون ٍ أصفر ٍ

من سراب وهم ٍ يسَّاقط بالريح

إلى ساح ِ كفر ٍ فسيح

**********

ظلَّت تدورْ

تعاقبت كما كلِّ المحرَّمات

تعرَّت كما كلِّ البغاة

زَنَتْ كما كل ِّ الزناة

و في كلِّ توبة ٍ

جوفاءَ ظلَّت تدورْ

**********

فها أنا راغبٌ

أغتالُ رغبتي برغبة ٍ

كي لا تموت

و ها هي التي كانت

و ظلَّت تدورْ..

 

شاعر من سوريا ـ حماة