المتأمل والباحث في شأن الرواية العربية، والمصرية خاصة، منذ نشأتها قبل قرن مضي من الزمان، يري أن الجاحظ لم يكن مخطئا حين قال أن المعاني مطروحة علي قارعة الطريق. فلا زالت الرواية هي الرواية، وتكاد الموضوعات التي تتناولها في عداد أصابع اليد. غير أن تطورا وتغيرا هائلا حدث فيها من حيث الشكل. إلا أن التطور والتغير الأكبر في هذا الشكل كان من فعل الزلزال المدمر في ستينيات القرن العشرين، والمعروف باسم نكسة 67، والتي عايشها وتأثر بها أكثر من غيره من عُرفوا من الكتاب باسم جيل الستينيات. حيث عاشوا الحلم بكل طموحاته، وعاشوا التوتر والتوهان وفقدان اليقين المصاحب له ولتوابعه، ثم عاشوا فقدان الثقة، بعده، بعد أن انهار الحلم، وبانت الخديعة.
ومن بين الأساليب التي عبرت عن تلك المرحلة، ما عرف باسم تيار الوعي، الذي غاب فيه التتابع، فتداخلت الأزمنة والأمكنة، وربما غاب المنطق، عندما غابت الحقائق، وتضاربت في النفس دوافعها، واستجاباتها، فخرجت الرواية فاقدة للمنطق، الظاهري، ليتوه معها القارئ، في أغلب الأحيان.
حيث الرؤية في تيار الوعي تكون رؤية ذاتية، يتغلغل فيها الكاتب إلي أعماق ومكنونات الشخصية، خاضعة للتدفق والجريان والتغير المستمر – وهو ما جعلها أشبه بتدفق وجريان تيار المياه في النهر، وربما جاءت التسمية من هنا- فهي لا تخضع لزمن محدد يمكن الإمساك به، حيث قد تلتقط من الخارج، ما يفجر الجريان والسريان لسيل من التداعيات الداخلية، التي بدورها قد تفجر ما يمكن أن ينبني عليها من تداعيات، لتكون بدورها مفجرة لسلسلة أخري من التداعيات، وهو الأمر الذي غالبا من يتوه معه القارئ العادي، أو القارئ غير المدرب.
وفي روايتنا "ضابط احتياط" أو إن شئنا في لوحتنا، يُزِيد الأمر صعوبة علي القارئ، ندرة استخدام حروف العطف، وهو ما يجعل من كل فقرة، بل من كل جملة، جزيرة منعزلة، قد ترهق القارئ، في البحث عن الرابط بينها وبين سابقتها، أو لاحقتها.
كذلك تقديم الرواية كلها، في نفس واحد، او كفصل واحد، فقد حَرَمَ الكاتب قارئه، من التقاط أنفاسه، أو محاولة البحث عن أجزاء لذلك الجسد المفتت. فجاءت كلها- أيضا- دون فواصل، أو فصول.
وإذا كان العديد من الكتاب في هذه الفترة قد استخدموا تلك التقنية، إلا أن واحدا فقط هو الذي برز فيها، ولم يكتب في غيرها. حتي كادت أن تعرف به ويعرف بها، وهو السكندري "محمود عوض عبد العال"، الذي قدم للحياة الأدبية باكور إنتاجه الروائي القليل، "سكر مر في العام 1970، أي في الفترة التي كان اليأس قد تملك من الجميع والغضب الناتج عن الخدعة الكبري التي تكشفت في يونيو 1967. ثم أتبعها – روائيا – ب"عين سمكة" في العام 1980 ، ف "قارئ في الشارع" 1995، ولتخرج الرواية التي نتناولها الآن "ضابط احتياط"[1] في عام 2014، ليتكشف لنا تباعد المسافات بين الروايات، غير أن التقنية المستخدمة لم تتغير. ومن هنا كان قولنا أنه عرف بها، أو به عرفت.
و"ضابط احتياط" عمل أقرب إلي اللوحة التشكيلية التجريدية، منه إلي الرواية. روحا وشكلا. لوحة تداخلت فيها الخطوط والخيوط، وتنوعت درجات اللون الواحد في مساحة اللوحة، ففي جزء منها بَهُتَ اللون، وأصبح علي الرائي تدقيق النظر والتأمل لبحث الترابط بينها وبين جزء آخر اشتد فيه اللون حتي كاد أن يلقي بضوئه علي الجزء الآخر. وقد عمد الكاتب علي ذلك عندما أشار إلي علامتي ** ** وقال أن ما بين العلامتين يمثل العالم الخارجي للراوي- إن كان ثمة راو-. فضلا عن أن ما جاء بينهما أكثر إلغازا، وأوضح رمزية. حيث يشير عدم الترابط فيها إلي مدي التشتت واللايقين، وضبابية الرؤي في عالم تلك الفترة، حتي أن ما بالداخل ربما يكون في بعض لحظاته أكثر وضوحا من الخارج. كما تشعبت الخطوط وامتدت بطول اللوحة، وأصبح المطلوب البحث عن امتداد الخط في الجانب الآخر من اللوحة. أما من حيث الروح، فلا نعدم في هذه اللوحة الوجود الفعلي للفنان أدهم وانلي، بحديثه عن أخيه سيف وانلي، والحديث عن حدوث ما جري في 23 يوليو بينما كان في رحلته إلي إيطاليا، وإن لم يذكر محمود عوض اسم أدهم مباشرة.
أما إذا ما أردنا التعامل معها طبقا لما نشرت به، من كونها رواية، فإنه علينا أن نعيد ترتيب المكعبات، وتجميع الأشلاء حتي يمكن أن نصل إلي خط درامي لها.
فمثلا تأتي في ص78 ودون مقدمات منطقية – علي الأقل ظاهريا- نقرأ:
{يعلن الملك في النشرات.. باحثا عن زوجة.. لا يشترط المال أو الجاه..يريد إنسانة بريئة.. يقام حفل الاختيار في قصر الملك يوم الأثنين بعد القادم.. كل الأثرياء وبناتهم وقريباتهم في حديقة القصر.. باستثناء الملك الغائب.. الذي تنكر في شخص خادم.. وتعطف الجميلة الفقيرة علي الخادم الجديد .. وتقدم له فنجانا من القهوة وبعض الخبز}ص78.
ثم نتوه في عديد التداخلات حتي نصل إلي ص108 لنقرأ:
{الجندي أعاد نشر إعلانه في الأهرام.. وأضاف مقتل بالجبهة.. ثم أوضح.. فنجان القهوة وبعض الخبز وقلب طيب هذه شروطي..} حيث الجندي أراد الزواج الثاني. ولنتبين بعد رؤية وتتبع، أن الملك ليس إلا الجندي المصري. بل هو الجندي المجند المصري، والذي استعانت به الإدارة بعد ما كان قد دُمر في يونيو 1967 . وهو ما يدعونا، بعد لملمت الأجزاء، وترتيب المكعبات، أن نري الصورة وقد تركزت علي فرحة وكيفية انتصارات أكتوبر 1973، وما يمثل فرحة شخصية لوجود عمل يتناول الانتصارات، بعد طول بحث، وبعد أن ظلمت تلك الانتصارات من قبل الرواية العربية عامة، والمصرية خاصة. حتي أننا نجد عشرات الروايات التي تحدثت عن انكسارات يونيو 67، وندرة ما تحدثت عن انتصارات 73، لأسباب عديدة، قد لا يكون المجال للحديث عنها، حيث سبق الحديث عنها في العديد من كتاباتنا السابقة.
تتناول "ضابط احتياط" الفترة ما بين 67، وما بعد 73بقليل. وإن كانت تجذر لأسباب الهزيمة، بالرجوع إلي ما قبلها. وقد لا نجاوز الحقيقة إن قلنا أن المشكلة تبدأ من عام 1948. حيث يشير محمود عوض إلي ذلك حين يورد هذه الفقر الملغزة، الكاشفة في نفس الآن:
{فرح زليخة كان عام 1948 .. تزف إلي عريسها وهي تولول ممسكة بزهرة بلدي بلون الدم.. عيون أهل الحي يتابعون.. حتي القطط حضرت الزفاف.. أحدهم معصوب العينين مفتوح الفم والذباب عالق حول شفتيه. وفي نهاية الحارة.. قوقعة في الركن. يحتمي فيها رجل وامرأة.. جاء العريس ومعه حبل علي شكل حية.. أهل الحي أهدوه بطة ترقد علي بيضها وسنبلة قمح واحدة..}ص78
حيث نستطيع أن نري فلسطين في ثوب زليخة إمرأة العزيز، حين ذهب العرب لنُصَرتِها، وهم من يحتاج للنُصْرة. بينما العالم –وانجلترا تحديدا- قد أهدت اليهود فيها تلك الأرض المستقبلية الموعودة، فكانت بداية الصراع بين العرب وبين إسرائيل، والتي أتت حربي 67 ، 73 استكمالا لمسلسلها، فكانت الإشارة هنا، هي إشارة إلي البداية لتبدأ الحكاية من عندها.
ونظرا لصغر الرواية النسبية، فإن أي إشارة ترد لابد أن يكون لها من دلالة. وعليه يمكن القول أن محمود عوض عبد العال، يعود بما حدث في 67ايضا إلي ما حدث في 1952:
{ مرض الأغنياء وهجروا النوبيين من قراهم لإنقاذ معابد الفراعنة}. حيث أدت قرارات التأميم، والتهجير إلي فقدان الانتماء، وضياع القيم وانقلاب الموازين، فأصبحت القطة تخدم الفأرة، والثعلب يحرس الخراف.
{يوم الثالث والعشرين من يوليو سمعنا المركب المتجهة بنا إلي فينسيا التقطت إشارات لاسلكية تشير إلي قيام ثورة كبيرة بمصر}ص73.
حيث وردت العبارة علي لسان الفنان أدهم وانلي، أثاء بعثته للعلم والفن. لتكون المقابلة بين هذه الحالة وما فعلته الثورة تجاه التعليم، وما أدي إلي تغيير في الخريطة النفسية للإنسان المصري. فأحالت التعليم إلي تعبئة وحفظ، لا فهم واستيعاب، حيث يعود السارد، متألما مما يحدث في المعهد الديني، وكأن الكاتب أراد أن يضرب الأثنين معا، التعليم عامة، والتعليم الأزهري القائم علي الحفظ دون الفهم، الأمر الذي عانينا، ولا زلنا نعاني منه وما أفرزه من تطرف في الأفكار، والسلوك:
{الشيخ عبد الودود بصق في وجهي..
- يا نهار أسود..!
- لأني لم أحفظ 14 صفحة من السيرة النبوية..
- وأنت لم تحفظ فعلا..
- يا أمي ..هذا تاريخ.. السيرة النبوية تاريخ وليس مثل القرآن الكريم ..يجب حفظه.. أنا فاهم السيرة أفضل من الشيخ نفسه..}ص54.
وهو ما انعكس علي الجندي حين يدخل التجنيد. فليس عليه سوي تنفيذ الأوامر، دون تفكير، أو مراجعة:
{انتباه .. لا تري ولا تسمع ولا تتكلم.. خطوة خطوة مع زملائك .ز من مدق إلي مدق.. من خيمة إلي معسكر من نار إلي نار .. الطاعة .. لا تسأل ولا تعرض ولا تندهش .. الطعام هو ما يقدم لك .. الجو والمكان والزمان بكل أنواعه نعمة كبيرة......... الفلات فوت في القدمين لا يهم .. نحن في حالة حرب وهزيمة.. أسرعنا إلي ما تحت أقدامنا، نرتدي حياءنا الذي هزم لأول مرة .
عرفت ليه خسرنا الحرب؟}ص5
ثم نصل إلي وقائع النكسة. حيث يصور هول ما حدث عند الساعة العاشرة من صباح الخامس من يونيو 1967، بعد أن وقف الزعيم أما الميكروفون، وأمام العالم ليبدي قدرتنا الفذة، وأن جنودنا سوف يتناولون غداءهم في تل أبيب، وكأننا ذاهبون إلي نزهة، وليس إلي معركة، فكانت معركتنا نخوضها بالميكروفون:
{أمام الميكروفون ينبه العالم بان يثوب إلي رشده.. قبل الكارثة والفوضي والخراب.. لفت الأنظار إلي عرقلته طائرة مقاتلة عملاقة.. بإسقاطها بإشارة من إصبعه.. مثلما لا نستطيع فعل أي شئ ..مد ذراعه إلي ماء النيل وغسلها للوضوء، مثلما لا نستطيع التفكير فيه}ص30.
وبعد الدمار الذي أحدثته الهزيمة، كان الأمر يتطلب الكثير من الوقت الذي طال،فاثر القلق والريبة فيما يمكن أن يحدث، ويتعرض الجندي علي الجبهة للملل:
{- ما الذي يتحرك علي الأرض؟
- سلحفاة
- لتجلب الحظ ؟
- أبدا .. لتؤكد إحساسي بالملل وطول البقاء
- المأموريات دوختنا
- أحياء .. علي الأقل
- متي ينتهي الوضع؟
- تسألني .. لأنك متأكد أنه لن ينتهي
- الكلام عن الحدود الآمنة لنا وللعدو.
- أريد أن أظل حيا من أجل ابني الذي ولد من أيام
- حرب الاستنزاف ممكن .. لسنوات.
ببساطة نحن جزء من الشطحات}ص86.
سوتتغير الأحوال، تتغير المعاملة، بعد أن منحنا المجند، مؤهلات عليا، منحناه الأمان ليتكلم، ليبدي ما يراه، فيكشف ويستكشف، ويقود. فما أن يمنح القائد الأمان للملازم أول محمود صالح، ابن الجزار، فيأخذ بدوره المبادرة، ويكشف ما كان يمكن أن يؤدي إلي 1948 جديدة، يكشف عن سرقة محتويات المدركة القادمة من الإتحاد السوفيتي، أجهزتها الإليكترونية، وما يحولها إلي هيكل حديدي، وسط دهشة زملائه القدامي، الذين لم يكونوا يتصورون أن ملازما أول يمكن أن يتحدث مع القائد، الفريق:
{ كنا علي البعد نتابع في قلق .. لا نصدق جرأة زميلنا الملازم أول محمود صالح.. والطاعة التي حلت بالقائد لكل ما يقوله.. تجمدت الدماء في عروقنا .. بعضنا يسب الملازم أول فيما حشر نفسه فيه .. لانصدق .. الفزع في داخلنا قتل فينا حتي الإحساس بحرارة الجو أو العطش}ص96
ويصل الأمر لأن يأمر القائد الملازم أول محمود صالح –ابن الجزار - بأن يصعد الباخرة الحاملة للدبابات الروسية القادمة. أن يصعد الباخرة للتفتيش و{خذ معك اللواء هشام واللواء أمين}ص98.. { الملازم أول ابن الجزار.. أصبح موهبة من الحديد والمعادن. كيان لم يفقد شجاعته أمام قائد الجيش المصري وانفصل تماما عن فارق الرتبة بين ملازم أول والفريق}ص99.
فكانت النتيجة هي التدريب المستمر، والإستعداد الجدي:
{- قل لي يا غرباوي
- أفندم .. يا حضرة الضابط
- خط بارليف؟
- عبرناه يا أفندم .. وأعلي منه .. في المشروع (300 /مرة)
- عظيم
- أذون الراحات 48 ، 72 وصلت في إشارة}ص89.
ثم إلي هذه الدرجة يصل التدريب والاستعداد:
{الطيار وهو ينخفض بالطائرة، أخذ قرص الفريسكا واللبن ونظارة شمسية }ص90.
وتأتي الكلمة الكاشفة عن حجم التغير في مسار الجندي المصري، والإنسان المصري:
{حتي ابن الجزار كان بيننا .. مثلنا في الدوائر.. ذو ملامح بشوشة لا يمكن إخفاء ابتسامته في جميع الأوقات.ز سريع البديهة ولماح وابن نكتة.. لكن لعب الدور الإيجابي في دهشة الواقفين ورفعهم إلي مصاف الملائكة الأبرياء.. شديد التمسك بالتسامح وتربطه علاقات محبة لكل الجنود في الكتيبة}ص99.
ويصل الأمر لأن يصبح الوضوح والقرار بيد ضابط الاحتياط، لابيد الرقيب:
{- بيني وبينك إحنا علي أبواب العبور.
- من كلام الرقيب غرباوي؟
- لا.. من كلام ضابط الاحتياط الإسكندراني.}ص102.
وكان حتما أن يكون النصر، وتكون الفرحة، بعد أن تم العبور، وتحطم خط بارليف، وسيطرت القوات علي خمسة عشر كيلو مترا من سيناء العائدة:
{الجنود يرقصون.. يكبرون.. قاماتهم إلي فوق.. أنت يا رب الذي نصرتنا وعبرنا سد بارليف.. الأذرع ممددة نحو السماء تحت وطأة سنين النكسة تتقدم ساعات الشفق وتأتي أصوات الطائرات تظلل المشهد الواسع في الصحراء .. خناجر من القنابل تشق الأرض في وهج يبهر البصر .. ورنين وصليل جنازير الدبابات طنطن يهبط بالأرض كل المعدات تنبئ بكلمة خرساء.. نحن نتقدم لاستعادة الأرض.. محاجر عيوننا المجوفة تحت وطأة ذل الانتظار لسنوات الردع والصمود والاستعداد.. هذا بيت القصيد.. تضحي بحياتك في سبيل وطنك...}ص116.
وهكذا نستطيع إذا ما عدنا إلي عنوان الرواية "ضابط احتياط"، فسنتبين أن ضابط الاحتياط ، مضيفين إليه " المؤهل العالي". خاصة إذا تذكرنا أن دخول المؤهلات العليا للتجنيد، كضباط احتياط، بعد النكسة، وإجبار القيادة علي احترامها، كان إضافة فاعلة، وكان لها دورها، في استعادة الكرامة، واستعادة الأرض، واستعادة الأمل.
وهكذا يعيد محمود عوض عبد العال، للجندي المصري، بل للإنسان المصري كرامته، مستخدما الحيلة الروائية المعروفة بالمقابلة، حيث ركز كثيرا، علي وقائع النكسة و فترات القلق والضياع، واليأس الذ استطاع أن ينقله إلي قارئه كإحساس ومشاعر، ليعيشها القارئ بمشاعره فيها، ثم يأتي النصر، فيكون تلقيه أكثر تأثيرا. فكلما زادت المعاناة، زاد الإحساس بالارتياح عند التخلص منها.
إلي جانب المقابلة الساخرة في الاسم والمعني في (العريف عرفة، الأخرس، الهارب من التعليم) خاصة أن هذا هو من كان عليه قيادة المجندين، قبل أكتوبر وصحوتها.
كما يزيد الرواية غني، وما جعل كل فقرة، وكل جملة فيها، تضيف ثراء العمل، تلك الفقرات الموزعة بطول الرواية، والتي بتجميعها أيضا يمكن التعرف علي سكندريته الفياضة بالحب والحنين. ورؤيته المحبة، أيضا، والكاشفة عن أخطاء الماضي، من ترك سيناء عارية دون تعمير، فلم تكن مقاومتها مثلما كانت مقاومة البلاد العامرة والآهلة، مثل السويس وبورسعيد. الأمر الذي يجعل من الوصول إلي كل ما في الرواية من معطيات، يحتاج للاستشهاد بكل صفحاتها.
Em:shyehia48@gmail.com