يقربنا الشاعر المغربي من عزلة الشاعر وهو يحاول لملمة هذه التفاصيل التي تنسل على حين غرة أمامه في زمن اختلطت فيه الأشياء وأصبح الإنسان يعيش مرحلة الشك واللايقين، هي نصوص تتأمل فكرة الخواء من شعرية الانكسار التي تلف الكينونة.

نصوص

جمال الموساوي


1- وأشار إلى الجمجمة
الشجرةُ البعيدةُ في الصحراء،

هي الشجرة التي تبدّدُ فكرتي عن العالمِ،

أحلمُ بما يشبهُ الواحةَ

وأن الواحةَ هي العالمُ،

أحلم بغيمةٍ وحيدةٍ تتوجُ أفقَ الرؤيا،

وأن الغيمةَ هي الطريقُ،

 

وأن الغيمة تسقي الشجرة البعيدةَ،

وأن الشجرةَ مسكونةٌ بالنورٍ

 

وأن فكرتي مليئة بالشكّ،

وأن الصحراءَ، تبعا لكل ما سبق،

 ليست أكثر من هاجسٍ قديمْ

 

وأن الواحةَ ليستْ في الواقع نواةً لهذا الهراء

وأن العالمَ نفسهُ ليس سوى استعارةٍ

وأن الفكرة المليئة بالشكّ هي المفتاحُ

وأن الكنزَ هنا.

 

2- زاد التجربة
أفترضُ أنّ ثمةَ ظلالاً،

وأنَ الكلامَ الجميلَ

زاد التجربةْ،

وأنّ النهرَ المتدفقَ

يسقي ضفاف القلبِ،

وأنّ جزيرة البنفسجٍ

على حالها،

وأنّ الشلال هديرٌ متواصلٌ.

 

أفترض أن ثمةَ ظلالا،

وأن هذا العمرَ أوشامٌ،

وأنهُ كالشمسٍ،

يمضي،

عادةً،

ويعودْ.

 

3- ظنون
 أغرق في الظنّ،

أحياناً.

لا أعرفُ هذا الهواءَ

ولا هذا الترابَ

ولا أيّ شيء يمتُّ إليَّ.

أنا الخفيّ المستعصي عليّ،

أنا الشبح المتفاقمُ بياضهُ

أنا الناصعُ شكّهُ،

البعيييييييييييييييدة إشارته

لا أعرفُ معنى

أن

أترك في ذمة العالم

همسة عالقةً،

ولا معنى

أن

أشيّع القلبَ إلى واحةٍ

قرييييبةٍ

في هذه الصحراءْ.