في ليلة من ليالي بلد جريح، يكتب الشاعر السوري بعضا من لواعج اللحظة حيث بقي وحيدا يشيد لعزلته معنى، وفي الليلة المقمرة يفتقد الشاعر "بدره" الذي تاه منه في زحمة الزمن.

في ليلة مقمرة

عبد السلام الشـبلي

هاجتِ الذكرى وعادَ القمرْ

وانتحبتْ في ليلِنَا الصورْ

كم لنا من عودهِ غصةٌ

نبلعُ الشوقَ و يطولُ السهرْ

يكسرُ الصمتُ ريحٌ غريبٌ

يهزُ الستائرَ فيرتعشُ بصرْ

تبقى عينايَ رغمَهُ معلقةً

بحائطٍ يعكسُ ظلالَ بشرْ

عليه قصائدٌ ما اكتملَ

وداعُها ..

رحلت فالحنين قدرْ

أعدّتْ حقائِبَها تجلدُها

مثلي .. لحظاتُ موتٍ وسفرْ

تسكنُ قبلَ الرحيلِ كأنها

ورودٌ قد نسيها المطرْ

ذبلتْ فلا شيءٌ ينعشُها

كل ما في الحروفِ كدر

أكتبُ عنكِ حكايا غزيرةً

تغرقُ القلبَ ببحرٍ من عبر

هنا في قصائدي الحزنى

نُقشَ مساؤنا وحُفظ أثر

وولدَ الحبُ فكيفَ ندفنَه

و نحرقُ بجفائنا الشجرْ

إني أحبكِ هذهِ أحرفي

تشهدُ و  يؤكدها الخبر

بأني مذْ تركتِنِي وحدي

أخشَى أن يمُوتَ القمرْ..

 

شاعر من سوريا