ننشر في هذا العدد قصيدة للكاتب الألماني المرموق الذي غادرنا الشهر الماضي، قصيدة تعري بعضا من ألاعيب الكيان الصهيوني، وهي القصيدة التي فتحت باب النقد وصلت الى اتهام الكاتب الكبير بمعاداة "السامية"، في ما يجب أن يقال قاله الكاتب في نص شعري مشاغب وجرئ يفضح جزءا من هذه الترسانة العدوانية عند كيان تفنن في قتل وتجويع وتشريد الشعب الفلسطيني.

ما يجب أن يقال

غـونـتـر غــراس

ترجمة. فخرية صالح

 

لماذا اصمت،

لقد صمتُ طويلا
عما هو واضح وما تمرست على محاكاته
بأننا نحن الذين نجونا
في أفضل الأحوال في النهاية
أننا الهوامش في أفضل الأحوال
إنه الحق المزعوم بالضربة الأولى،
من قبل مقهور متنمر
 
وابتهاج منظم يمكن توجيهه لمحو الشعب الايراني
لاشتباههم أنه يصنع قنبلة نووية

 

ماذا امتنع عن تسمية ذلك البلد الآخر
الذي يمتلك ومنذ سنوات -رغم السرية المفروضة-
قدرات نووية متنامية لكن خارج نطاق المراقبة،

لأنه لا يسمح بإجراء الكشف عليها

التستر العام على هذه الحقيقة
 
وصمتي جاء ضمنه
أحسها ككذبة مرهقة لي
وإجبار، ضمن عقوبة الرأي،
عندما يتم تجاهلها؛
الحكم بـ"معاداة السامية" المألوف
لكن الآن، وذلك لأن بلدي
ومن جرائمه التي تفرد بها
والتي لا يمكن مقارنتها
يطلب منه بين حين لآخر لاتخاذ موقف،
وتتحول الى مسألة تجارية محضة،

حتى وإن
بشفة فطنة تعلن كتعويضات،
غواصة أخرى إلى إسرائيل
يجب تسليمها، قدرتها
تكمن، بتوجيه الرؤوس المتفجرة المدمرة
الى حيث لم يثبت وجود قنبلة ذرية واحدة ،
ولكن الخوف يأخذ مكان الدليل ،

أقول ما يجب أن يقال
ولكن لماذا حتى الآن ؟
كما قلت، بلدي،
مرهون لعار لايمكن التسامح فيه
يمنع، هذا الواقع باعتباره حقيقة متميزة
أرض إسرائيل، وبها أنا مرتبط
وأريد أن أبقى هكذا
لماذا أقول الآن
شخت و قطرات حبر قليلة
إن اسرائيل القوة النووية تهدد
السلام العالمي الهش أصلا ؟
لأنه لا بد أنه يقال
وغدا سيكون الوقت متأخرا جدا
أيضا لأننا - كألمان مثقلون بما يكفي
لنكون موردين لما يعتبر جريمةُ
وأضيف: لن اصمت بعد الآن،
لأني سئمت من نفاق الغرب مثلما لدي الأمل
بأن يتحرر الكثيرون من صمتهم
ويطالبوا المتسبب في الخطر المحدق
لنبذ العنف
بنفس الوقت أصر

على مراقبة دائمة وبدون عراقيل
للترسانة النووية الاسرائيلية
والمنشآت النووية الإيرانية
ما يجب أن يقال
من قبل هيئة دولية
أن يتم السماح بها من قبل البلدين
عندئذ فقط، الجميع الإسرائيليين والفلسطينيين
أكثر من ذلك،

كل الذين يعيشون بجنون العداء
 
مكدسين في مناطق متجاورة
بالنهاية سيساعدونا.
الذي يمكن التنبؤ به،

سيكون تواطئنا
حينها لن تعود الأعذار المعتادة
كافية للتكفير عن الذنب...