(1)
للضائِع من طَلْعِ فرني في المسافات و البنادق،
لـصحنٍ مَحْروم من أجراسِ يديْكْ،
لـنهْدَةِ مجاذيفِكَ تائِهةً عن رنيني،
لـكهَنَتِنا العُزّلِ من مصلّينَ و أرباب،
لـمَغْزَلي يخمشُ ظهْرَ الليل بـنزيـفٍ هَلِع،
لـلحرائق البطيئة في جسدِ البلد،
لأجنحةِ الكلام المتهتِّكة،
لِـلماء يَسقطُ منْ رِماح المِلْحِ،
لأجل ردهَةِ المعنى المُسْرجة لطيْش،
نلمُّ جَوْعى الصَّهيلِ،
نحتُّ نتوءات الصخْرِ في الريح لئلا
تتعثَّرُ أصواتُكمْ في تلمّس قسمات الحنين،
نُعِدُّ العراء لأغنيةٍ خافتةٍ في أرحامِ
إناثِ الأرْض
يعطِّرْنَ الدُّروعَ بنعناعِ أعمارِهِنّ..
للعظيم بين يدي الله،
للذاهِل بينَ نهْدَيّ ،
هاكَ تهاليلُ المحاربين الراجعين،
هاكَ تراتيلُ الجيادِ العارية،
و النار المُعَدَّةُ للجرحِ و القُبَل،
هاكَ الانتظار، و هاكَ
الرجوع
هاكَ السؤالُ المرُّ يفتق اِلتماعةَ الخيال:
هل متّ ؟
(2)
اُحدثي أكثر،
كوني فضةً حمراء،
حلمَة الكونِ المُقْشَعِرّة،
قطةَ الخياليّ المتأهِّبة،
و انظري جرحَ النهرِ
دغْلا
دَحْرِجي فيهِ حظوظَكِ المضيئة،
دُقِّي فألكِ شامةَ خفيفةً في عنٌقِ الغيب،
قودِي دمَ المنسيّ إلى محطّات اللقاء المشمِسة،
انقعي رفاتَ العابرينَ بماءِ عينِكِ،
و اعجني الحياةَ ثمَ أحرقيها،
صيري ،
ثمّ توقّفي .
ليدوخَ غجرُ الربِّ في كتابه نادمين،
ليتفسَّخَ الزمن ملحا،
لتتعثَّر خطى الموروثِ عن جدِّنا التُّراب،
لتشرَقَ الكائنات جميعا بالكلام العادِمِ،
ثمّ حينَ تقومُ الجثث التقاةُ بِـرَدّكِ
تريَّثي
أسدلي دُعْرَكِ، و امضي إلى روح الغابة فيهم،
انتبهي لغبارٍ يسيلُ من بين فخذيكِ،
عيثي بمخبوئكِ جُرما، نكِّلي الريحَ بصوتِكِ النحيب،
اِكْسِري، و تكسّري،
و حينَ اكتِمالِكِ
اهدئي لترويكِ الظنونُ تأويلاتٍ و خوْفا،
و تصيري جُرْحَنا الهجين،
من بساتينَ و خيانة .
(3)
الأصدقاء ال يجوسون ضآلتي،
يرحلون ذات سعال،
يختفونَ يُشلِّلهم غبار،
أنا وحدي هنا،
أقرأ طالعَ الأنهارِ في جرنِ خيالي الثقيل:
ستمشون إلى نهايات راجفة،
ستنزلون رسائلَ في ذاكرة هجّرها الرُّعاش،
سنعصرُ عشباً لفناءٍ ضئيل،
سنهتف لقنّاصينا الأوفياء
حتى
يسقطَ
غناؤنا
في
الشِّباك!
عمّان –الأردن