هذا النص القصير للشاعر المصري استطاع تكثيف العديد من الحالات والتي تجعله نصا مفتوحا على القراءة والتأويل، فهذه الحالة من الغياب التي تبحث عن تفسير ممكن لوجودها لا تستطيع التعايش مع حالة الالتباس، وهو ما يجعل صوت الشاعر مصرا على إيجاد أفق وكوة صغيرة للخلاص، ففي خلاصه قدرة قصيدته على بناء المعنى.

سارقُ النّارِ

كـريـم بـلال

ليألفَنِي النّاسُ
هلْ أخرجُ الآنَ منّي
وأخلعُ ثوبَ السّماءْ؟!
.
وأكفُرُ بالحُلْمِ والتِّيهِ
أطفأُ قنديلَ أخْيِلتِي في المساءْ؟!
.
أأحرقُ كُلَّ حقولِ الرُّؤَي

وأمنعُ عنْ رئتيّ الهَوَاءْ ؟!
.
أنَا سارقُ النّارِ
ظلِّي عكازةُ المُوجَعِينَ
ووحدِي أقاسِمُنِي منذٌ حُزْنَيْنِ
خُبْزَ الشّقَاءْ
.
-
يراوِدُنِي البحرُ
عنْ شهْوَة الملحِ
لكنّنِي لا أجيدُ البكاءْ!
.
فَـبِي وترٌ
كلّمَا ودّعَتْنِي الفَرَاشَاتُ
طبّبَنِي بالغِنَاءْ
.
أسافرُ فِي الجُبِّ
والريحُ تُـلْقِي
قمِيصِي علَي أعْيُنِ الصّحَرَاءْ
.
تقولُ المَرَايَا:
تجاوزتَ عشرينَ مَوْتًــا
فأصرخُ فيها:
هرااااااءْ

 

الدلنجات- محافظة البحيرة- مصر