لكل قرية بهلولها. وبهلول قريتنا مثل كل البهاليل. لكنه لم يكن أعمى أو أخرسا، لم يكن مشلولا أو تبدو عليه مظاهر العته أو البلاهة. اسمه هلال أحمد السيد المصري. يملك بطاقة شخصية، له أهل وزوجة. التحق بالمدرسة والجامعة، وخدم بالجيش. يرتدي مثل ما يرتديه بقية الناس. يعيش مثلنا تماما. يمارس حقده وحسده. لكن المصيبة ليست في ذلك. وربما تكون في أحد هذه الأسباب، خاصة وأننا ابتلينا بهذه البلوى منذ سنوات بعيدة. وكما يحكي أبي.. فعمي الأكبر، عليه اللعنة، هو سبب البلاء.
ورث أبي وعمي دارا واسعة عن جدي. كانت الوحيدة المكونة من طابقين بالقرية، وملحقا بها مبنى من طابق واحد. كان جدي قد بناه ليكون مقهى وملتقى لشباب القرية ورجالها. ورثا أيضا قطعة أرض زراعية كبيرة، فضلا عن قطعة أخرى خلف المقهى. اختلف أبي مع عمي بعد رحيل جدي. فأبي لا يريد البقاء في القرية. أراد التخلص من الحياة الرتيبة ومشاكل الري والزرع والسماد. كان كل ما يؤرقه هي تلك الحياة بين المواشي والفلاحين والحيوانات. حاول إقناع عمي بيع كل شئ والذهاب إلى المركز التابعة له قريتنا أو إلى العاصمة، وخصوصا أنهما قد حصلا على تعليم كاف. لكن عمي رفض رفضا قاطعا. حاول أبي إقناعه أكثر من مرة ولو بتأجير الأرض الزراعية وبيع الدار الكبيرة، لكنه كان مصراً على رفضه. ولما لم يجد أبي بداَ من إثنائه عن رفضه المستمر، اضطر إلى اقتسام الميراث معه. واستغل عمي صغر سنه، وحاجته للمال. فاحتفظ لنفسه بالدار وملحقاتها، على أن يسدد لأبي ثمن نصيبه نقدا. وارتأى أبي أن يبيع نصيبه من الأرض الزراعية ويضيف الثمن إلى ما سيحصل عليه من عمي ليشترى قطعة أرض يبني عليها بيتاً عصرياً، بعيدا عن ديار الفلاحين المتخلفة وحياتهم القذرة، وليتفادى خبث عمي وطمعه وحقده. كان العم متزوجا. أنجبت له زوجته ولدا. وبعد اقتسام الميراث وضعت فتاة، ثم ماتت ألماً وتحسراً على ضياع الميراث. وعلى حد قول أبي.. فقد كانت ضد التقسيم.. كانت هذه الحرباء ترغب في ابتلاع كل شئ بحجة أننا عائلة واحدة ولا يجب التفريط في الأرض أو في الدار الكبيرة.. وكثيرا ما اقترحت بيع ما تملك من ذهب وميراث في دار أبيها لكي تعطي لأبي المال اللازم لشراء شقة بالمركز أو في العاصمة، على أن تظل الأرض الزراعية كما هي.. الغريب أن عمي كان يساعدها في ذلك. بل واقترح أن يقترض مبلغا كبيرا من المال ليساعده به، على أن تظل الأرض والدار من بعدهما.. لكن أبي كان متيقظا لأفكارهما السوداء.. فرفض سيطرة عمي وطمع زوجته.. واستقل بنفسه وتزوج.. ثم رشح نفسه للانتخابات.. وصار أكبر وأعظم رجل في القرية والبلد كلها.
كنتُ أتضايق عندما أرى الأولاد يلعبون جماعات، ويسيرون جماعات، ويذهبون إلى المدرسة ويعودون جماعات. كنتُ أشعر بملل مع أولاد خالتي وأقاربهم. وكانت أمي تمنعني من الاختلاط بأولاد الخادمات، وتطرد أبناء الفلاحين إذا اقتربوا من سور بيتنا. فرُحتُ أزور دار عمي خفية، مخالفا بذلك أوامر أبي وتحذيرات أمي. وكثيرا ما عُوقِبتُ بسب وشايات أولاد خالتي وعيون أبي التي ترصدني ليل نهار. فبرغم قذارة منزل عمي، والرائحة العطنة التي تفوح من الوسادات وأرضية الغرف والجدران، إلا أنهم كانوا يرحبون بي ويحبونني. كان الكبار والصغار بالمقهى يحترمونني ويقدمون لي الحلوى والمشروبات الساخنة. وكثيرا ما كان عمي يأخذني بين ذراعيه مداعبا، ثم يجلسني إلى جواره مع الرجال الكبار. وعندما يشعر بمللي يشير إلى حسن أو هلال ليقتادني أحدهما إلى الداخل حيث زينب التي تقبل علىّ في بهجة وسرور، وتغرق وجهي بالقبلات، ثم تملأ جيبي بالحلوى والمسكرات.
هكذا كان الحال في دار عمي. حسن مع هلال في المدرسة والدار، في مواسم البذر والحصاد.. في المقهى مع الرجال والأولاد. لم يكن عمي يفرق بينهما، غالبا ما كان يخلط بين اسميهما عندما ينادي على أحدهما أو يتحدث إليه. كان حسن يشبه عمي إلى حد كبير، ويقلده في سيره وحديثه وحركة يديه. أما هلال فقد كان سريع الحركة مثل عفاريت الساقية. ويداه طويلتان معروقتان، ووجهه طويل مسحوب، يفعل كل شئ وكأنه يعرف كل شئ. لكنه كان قذرا، لا يحترمني، ولا يستقبلني مثل الآخرين. كثيرا ما كانت زينب تعاتبه همسا عندما يستخف بي. لكن الملعون كان يزمجر مثل الكلب ويشيح عنها بمنخاره القبيح، ثم ينصرف مهرولا بعد أن يسدد لي نظراته الصفراء الكريهة. كنتُ أفكر طويلا في هذا الغريب بدار عمي. وكيف يسمحون له بالاقتراب من زينب والتحدث إليها.. كيف يتصرف وكأنه أحد أفراد العائلة.. كنتُ أتعجب من إقبال الأولاد عليه والتفافهم حوله. لم أكن أضحك لنكاته السخيفة كما يضحكون، ولم أكن أفهم شيئا مما يقوله عندما يجلس مع الكبار. كان حديثه سخيفا وسمجا، ولا أدرى كيف ولماذا كانوا يحبونه. ذات مرة سألتُ عمي عنه. فقال.. إنه ابن الشيخ سيد المصري.. صديقه الصدوق.. والذى لولاه لضاعت الأرض الزراعية وكل ما تركه جدي. فسألته عن سبب وجوده في قريتنا، ولماذا لا يعيش مع أسرته. لحظتها سرح ببصره بعيدا كمن يستعيد حلما، وأخبرني بأن الشيخ المصري مات منذ زمن بعيد وترك هلال أمانة في داره.. فقد كان الرجل يشعر بدنو أجله في الوقت الذى كان أبي يريد بيع كل شئ.. لكن الشيخ باع ما لديه.. وسلم الثمن مع هلال إلى عمي. لم أصدق، ولم أقتنع. ففي أي حال من الأحوال لا يحق لهذا الخبيث أن يعيش هكذا في دار عمي، وخصوصا أنه يتكبر علىّ. فهناك من كان يفوقني سنا مثله ومثل حسن، لكنهم دائما يحترمونني ويقبلون على اللعب والجلوس معي. ولما سألتُ أمي. قالت.. إنه لقيط. ثم بَصَقَتْ وانصرفتْ. وثار أبى عندما سألته عن هلال. فتح معي تحقيقا انتهى بسبه وسب عمي، وصب اللعنات على الميت والحي. وعندما قلتُ أن حسنا يحبه، والأولاد يجالسونه ويستأنسون به. انتفض وصفعني. قال.. إنني جحش.. وإن أهل القرية كلهم جحوش.. أما حسن فهو كافر وزنديق.. لا يقرب الصلاة.. بل ويحرض الناس ضده.. وهلال اللئيم ابن الحرام سوف يكون سبب كل المصائب.. وعمي تيس كبير لأنه يترك داره مفتوحة أمام غريب وفيها فتاة صغيرة.
بدأت الحرب. كان بإمكان حسن وهلال ألا يذهبا. فهما يدرسان بالجامعة. لكنهما تطوعا بمحض إرادتهما. فاسترحنا منهما، واستراح الجميع من أحاديثهما الفارغة وكلامهما غير المفهوم. وكنتُ أتمنى ألا يعود هلال، لكن الذي لم يعد هو حسن ابن عمي. فلبست زينب السواد، وأغلقت باب الدار. وراح عمي يتغيب عن مجالس المقاهي، وإذا تواجد مصادفة فهو صامت، في عينيه أسئلة كبيرة، وفي قلبه حزن ثقيل. أما هلال فقد عاد رجلا كبيرا. صار يرافق عمي في البذر والحصد، إلا إنه كان صامتاً حزيناً، ولا سيما بعد ظهور شعيرات بيضاء في رأسه، وذلك الجرح الغائر في جبينه. وفوجئت القرية بزواجه من زينب. يومها ثار أبي وهدد برفع قضية على عمي باعتباره مجنون يفرط في ميراث العائلة. وتدخل أهل الخير فأوقف أبي سير القضية. لكن عمي مات. فقال أهل القرية إنه لم يحتمل ما فعله أبي. وقال أبي.. إنها بلد جحوش.. وإنه مات من جراء فعلته السوداء بتزويجه البنت من هلال ابن الكلب. ولولا تدخل بعض الأقارب لما حضر أبي الجنازة. لكن هلال اللعين استقبلنا ببرود، وصرخت زينب في وجهنا، بل بصقتْ على وجه أبي أمام الناس. ولا أدري كيف تحمل أبي هذه الإهانة. بل كيف يمكن لجحش مثل هلال أن يقابل أكبر رجل في البلد بهذه الطريقة. وكان لابد في هذه الظروف أن يحافظ أبي على أملاك عمي التي هي في الأصل أملاك العائلة، وخصوصا أن العم لم يترك سوى زينب وحيدة في يد هذا المحتال. لكن الكلبة، على حد تعبير أمي، دافعت عن هلال أمام القاضي. واتهمتْ أبي بالفسق والفجور. عندئذ صمم أبي على انتزاع الأرض بعد أن تيقن من سيطرة هلال على ابنة عمي وتغريره بها. وصارت الأرض وقفاً لحين صدور حكم المحكمة. ولم يتراجع هلال إلا بعد أن جاء المأمور بنفسه وأدبه أمام الفلاحين لتطاوله على أبي، وذهابه إلى أرضنا مُتَّهِما إيانا بالظلم والجور. وكانت زينب تدفعه إلى معاداتنا والتمسك بالأرض أمام المحاكم باعتباره زوجها. وكثيرا ما حرَّضا أهل القرية علينا، خصوصا فى مواسم الانتخابات. لكن الفلاحين كانوا أعقل من أن يتورطوا في مساعدتهما. وماتت زينب قبل أن تضع مولودها. تهامس أهل القرية. وصدرت إشاعات مختلفة تتهم أبي بالاستيلاء على أملاك البنت الوحيدة.. وإلى آخر هذه الأباطيل. غضب أبي لأن الأغبياء صدَّقوا ادعاءات هلال الخبيث. وأكد أمام الجميع.. أن الساقط اللئيم يحرضهم على الشهادة ضده في المحكمة.. لكن الله يمهل ولا يهمل.. لقد كان يريد أن يستولي على أرضنا وأرض أجدادنا وهو الغريب الدخيل علينا.. لقد خدع المرحوم وتزوج من ابنته ليسلبها ميراثها.. لكننا سوف نقف أمام كل أطماعه..
في هذه المرة لم نكن بحاجة إلى رفع قضية وتوكيل محامين. فقد نشبت الحرب مرة أخرى وجاء المأمور شخصيا ليرسل بهلال إلى الجبهة. ورفع أبي دعوى يطالب فيها بإدارة أملاك عمي باعتبارها أملاك العائلة، وباعتباره الوريث الشرعي والوحيد بعد موت زينب آخر نسل عمي. وحصلنا على حكم سريع وصريح باسترداد كل شئ. فباع أبي الأرض الزراعية، وهدم الدار وملحقاتها، وأقام بيتا كبيرا. لكن هلال ظهر مرة أخرى بعد انتهاء الحرب بمدة طويلة. كان الشعر الأبيض يملأ رأسه، ونظرة غير مفهومة تطل من عينيه. رفض مساعدة البعض من فلاحي القرية، وفضَّل الحياة والتجوال بقدمه العرجاء وظهره المحني في القرى المجاورة، حتى انتهى به المطاف إلى جوار المسجد القديم. فلا أحد يعرف كيف يعيش، ولا أين أو من أين يأكل. فكل ديار القرية مفتوحة أمامه، يدخل وقتما يشاء، ويخرج حيثما يريد. أما الغيرة فقد انعدمت عند هؤلاء الجحوش، ولم يعد يهمهم انكشاف نسائهم وبناتهم على غريب مثل هلال.
راح يتغيب لفترات طويلة عن القرية. وعندما يعود إليها يعم الناس هرج ومرج لا نعرف له سبا. كان ينزوي عندما يلمح أبي وقت الصلاة أو التجوال، وفجأة يظهر أمام الناس مشيراً إليه، مطلقا ضحكات مجنونة. وفي نهاية الأمر أخذته الشرطة. لكنه عاد مرة ثانية. كانوا يأخذونه ثم يعود. وفي كل مرة يعود فيها كانت عيناه تزداد اتساعا، ولسانه يكف عن الكلام، حتى استحال مظهره أقرب إلى الكلاب الضالة. وعندما حل موسم الانتخابات سار كل شئ على ما يرام. إلا أن هلال اللعين كان يظهر أثناء جلوس أبي مع الفلاحين. فيجلس صامتا يسمع في انتباه شديد، على الرغم مما تعكسه عيناه من عته وجنون، ثم ينهض فجأة، يندفع صوب أبي، يرفع يديه في وجهه ويصدر نهيقا عاليا. بعدها يتجه ناحيتي ويشير بكفه القذرة مصدراً نفس النهيق. حاولتُ أكثر من مرة إيقاف هذه المهزلة، إلا أن الجحوش دافعوا عنه. ولم يشأ أبي إيذاءه أو استدعاء المأمور. وعلى الرغم من تهاونه مع هذا المعتوه ومحاولته عدم إعطاء الأمر أهمية، إلا أن الأقاويل شاعت في القرية، وظهر معارضون كثيرون ضد أبي. لكنه نجح كالعادة، ولم يؤثر غياب بعض المنافقين عن التصويت. في اليوم التالى استيقظت القرية لتجد هلالا مكوما بجوار المسجد، غارقا في دمائه على أثر اعتداء من مجهول. لم يعلق أحد، ولم يأخذ هذا الأمر أهمية من أي إنسان سوى من بعض المغرضين الذين يتصورون أن أبي وراء ما حدث لهذا المجنون، وانخرس صوت هلال تماما، وقلتْ حركته، وكلما حاولنا إبعاده عن المسجد وعن القرية كلها، كان يعود وكأنه مربوط إلى مكانه. فبنى أبى مسجدا صغيرا بجوار بيتنا الجديد، وترك الصلاة في المسجد القديم تفادياً لنباح هلال ونهيقه، وتأكيداً على أنه صادق في وعوده، وأننا أهل خير ولم نقصد أبدا إصابة أحد بشرّ كما يدَّعي المنافقون المتعاطفون مع هذا المجنون.
مات أبي أثناء إحدى الحملات الانتخابية مما أكسبني تعاطف بعض الفلاحين. ولما رشحتُ نفسي نزولا على رغبة أصدقاء أبي، وباعتبار أنني الوحيد في البلد المؤهل لشغل هذه المكانة، قال البعض.. ربما أكون أفضل من والدي. حزنتُ عندما سمعتُ ذلك. وكنتُ واثقا أن أبي هو أفضل وأعظم إنسان في بلدنا، ولولاه لظلوا جحوشا كما ولدوا وعاشوا. ودَّع أبي الكارهون والمحبون. حضرتْ شخصيات كبيرة لم أرها من قبل. اختلطتْ الوجوه، وانصهرتْ الملامح. لكنني ميزته بلحيته الطويلة المشعثة والجرح الغائر في جبهته، بتلك النظرة الباردة المجنونة. اندفعتُ نحوه، أطبقتُ على رقبته حتى غبتُ عن الوعى. كنتُ واثقا من فوزي. فليس هناك من يستطيع منافستي، وما فعلته أثناء الجنازة مع هذا المجنون لن يؤثر على شئ. فجحوش هذا البلد لا تتذكر ما أكلته بالأمس، وكل ما حدث هو أنني فقدتُ سيطرتي على نفسي نتيجة الحزن والألم أمام تطفله وقلة حيائه. وهذا ما أثبتته عشية الانتخابات. فقد جاؤا جميعا لتقديم فروض الولاء والطاعة. وظل هلال وحيدا مثل الكلب الجريح. راح يقطع القرية جيئة وذهابا، ونباحه يسمم الهواء من حولنا. وتحسبا لأي أمر طارئ، فقد أطلق المأمور جنوده في القرية حفاظا على النظام واستتباب الأمن، ولاسيما أن بعض المنافقين يتحينون الفرصة لزعزعة أمن واستقرار القرية. وفي الصباح توافدت الجموع على صناديق الاقتراع، وهلال يروح ويغدو، يرقبهم بعينيه المجنونتين. وفي المساء أقيمت الأفراح وكنتُ قد قررتُ في نفسى الانتقال مع أسرتي إلى منزلي بالعاصمة بعيدا عن جحيم الحياة بين هؤلاء الجحوش والمنافقين. لكن الكلب أفسد علينا فرحتنا. ظهر دون سابق إنذار. خدع جنود الشرطة والحراس. وجدتُه أمامي برائحته النتنة. اعتلى المنصة، انتزع جلبابه فصار عاريا كما ولدته أمه. تجمدت الملامح وجحظت العيون. تعالت بعض الضحكات في ذهول. أما النساء فلم يتمكَّن من إخفاء وجوههن. وعندما بدأنا نفيق من ذهولنا كان اللعين ممسكا بعورته أمام الجميع ومؤخرته تكاد تلامس وجهي، وصوت نهيقه يتردد في الميكروفون. كان نهيقا حقيقيا لا يتردد سواه في كل أرجاء البلد. ولما أحاط به الجنود والحراس، انسل من بينهم وظل الصدى يتردد في الآذان. في اليوم التالى لم يكن له أثر بالقرية، ولم يعد يذكره أحد بالمرة.
اليوم جاءني ابني من هناك بعد جولته الانتخابية الأولى. سألني:
-من هو بهلول الجحش؟
سعلتُ مندهشا لسؤاله. وأخبرته بأننى لا أعرف أحدا بهذا الاسم.
قال في دهشة تشوبها الحيرة:
-كيف؟ فمقامه موجود خلف المسجد القديم في قريتنا، والنساء يزورنه في أيام الأعياد. لحظتئذ أصابتني نوبة سعال شديدة، وتعالى صوتُ نهيق من بعيد.