أنطولوجيا أمراء الرؤى للشاعرة منال الشيخ
الكلمة - المغرب
صدرت في الجزائر وبإشراف جمعية البيت للثقافة والفنون، وفي إطار تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، ضمن مشروع انطولوجيات عالمية، أنطولوجيا عنوانها (أمراء الرؤى) في جزئين خاصة بشعراء العراق منجزة من طرف الشاعرة العراقية منال الشيخ ضمت أكثر من أربعين شاعر وشاعرة من مختلف التجارب الشعرية العراقية. وقد جاء في مقدمة الكتاب: إذا ذُكر العراق ذُكِر الشعرُ، وإذا ذُكر الشعرُ ذُكر العراق، ولا ينفع أن نذكر الاثنين منفصلين عن بعضهما البعض.. سيبدو الأمر كمن يستتر على نسب الابن الشرعي ونحن نعرف حق المعرفة نسب الشعر، وطالما كانت الكلمة أول ما عثر على هذه الأرض.. وطالما كانت الألواح والأرقم الطينية شاهدة على ولادة أولى النصوص الشعرية والمتمثلة بـ (ملحمة كلكامش) التي تشكل أقدم وأجمل وأكبر نص شعري تم اكتشافه في العالم القديم والتي تعتبر درة تاج حضارة وادي الرافدين، وهي تمثل أولى الملاحم البطولية التي تركت بصماتها الواضحة على الملاحم التي جاءت من بعدها بآلاف السنين،علماً بأنه لا نظير لها بأي لغة قديمة عرفتها منطقة الشرق الأوسط، وقد أثارت اهتماما كبيراً في العالم الغربي منذ اكتشافها، ومع أنها دونت قبل 4000 عام وترجع حقبة حوادثها إلى أزمان أخرى أبعد، فإنها في مجالها، ومداها وأغراضها، والمشكلة التي عالجتها، وقوة شاعريتها كل ذلك يجعلها من الآداب العالمية الشهيرة. لا أسعى هنا إلى تقديم المشهد الشعري محاكاةً لهذه الملحمة الرائعة، وإنما هي محاولة رصد المسيرة الشعرية الراهنة، ومحاولة الإقتراب من تجارب الشعراء وتقديم نبذة موجزة عن حياتهم ونصوصاً رأيتها من وجهة نظري أنها تمثل تجاربهم الإبداعية. لا أنكر أني كنت قلقة ومتوترة أثناء إعدادي للأنطولوجيا التي كُلِّفت بها نظراً لاختلاف التوجه الشعري في العراق من حيث الكم والنوع ولتاريخ الريادة في الشعر المعاصر والحداثة التي أبتلينا بها!. إن معظم الأنطولوجيات العراقية إنما كانت مشاريعاً لجهود شخصية لبعض الشعراء العراقيين أو لبعض المؤسسات ذات العلاقة المباشرة بشعراء عراقيين وخصوصاً المتواجدين في المهجر، ولا أدعي إنني بإعدادي لهذه الانطولوجيا سوف أغطي المشهد الشعري العراقي تغطية كاملة أو سأمنحه حقه التاريخي ومكانته بين المشاهد العربية الأخرى، ولكن لنقل أنني حاولت قدر الإمكان رصد الشعر المعاصر منذ بداياته في مرحلة الستينات مروراً بشعراء السبعينات وطبعا الحقبة التي أعتبرها ولادة جديدة وجيدة في نفس الوقت من شعراء الثمانينات والتسعينات والتي أبرزت جيلاً مكافحاً بالفعل وكل ما كان يملكه من أسلحة هي الكلمة التي دفع ثمنها غالياً من ألم وحسرة جراء ما عاشه هذا الجيل من مواجهة الحرمان والحرب والحصار والجور الثقافي آنذاك، منْ غادرَ.. غادر، ومنْ لمْ يستطع المغادرة بقي إلى يومنا هذا يجر خيبات الأيام ونكباتها المتوالية على الفرد العراقي بشكل عام، فكيف نريد أن نختزل المشهد الشعري بكتاب أراه بسيطا جدا أمام هذا الكم وهذا النوع من الإقدامات الشعرية؟.تبقى مصيبة المثقف عموماً، والشاعر خصوصاً، هي إقحامه في مسار السياسة التي برأي تقتل الإبداع الداخلي في الروح الشعرية، إنْ أُقحمت الكلمةُ لخدمة المنهج السياسي وبشكلها القسري.. ولهذا نتج هناك، وهذا أمر لا بد أن أمرَّ عليه، مفهومٌ جديدٌ وخاطئ على صعيد المشهد الثقافي العراقي، وهي ثقافة الداخل وثقافة الخارج، أو أدب الداخل وأدب الخارج مع تحفظي على التسمية غير المقنعة والمجحفة في حق الكلمة، ولكن الوضع الراهن يفرض علينا المرور والوقوف عند هذه النقطة المهمة. كان همي فعلاً هو العمل من أجل الكلمة والإبداع والفن أولا وترك كل امرئ لدينه وتوجهه وعدم إقصاء إبداع على حساب إبداع آخر، وكنت أتمنى أن يستطيع هذا المشروع أن يجمع شعراء رفضوا أن يجمعهم منبر واحد في معظم المهرجانات ولكن احتراما منّا لموقفهم آثرنا عدم إدراجهم لئلا تظهر الاعتراضات فيما بعد، وبعض الأسماء لم أستطع التوصل إليها لأجمع المعلومات عن سيرتهم الشخصية وحتى أني لم أجد نصوصا لهم عبر شبكة الانترنيت التي أصبحت المصدر الوحيد لنا في الداخل أمام غياب الكتاب الورقي، ولهذا ، فإن عدم إدراج بعض الأسماء لم يكن متعمداً وإنما كان للأسباب التي ذكرتها وكذلك لضخامة المشهد نفسه الذي لا تستوعبه أنطولوجيا واحدة. وما آلمني أكثر أثناء بحثي وإعدادي للأسماء المدونة وجمع أعمالهم، أننا نفتقر لأعمال كبار شعرائنا من الرواد وكما نعلم أن حال الكتب الآن لا يختلف كثيراً عن حال الإنسان العراقي، غريبٌ ومنفيٌ ومُهجَّر في كل زمان ومكان، ويكاد البحث عن كتاب معني بشاعر معاصر كمن يبحث عن مخطوطة نادرة نظرا لتراجع المسيرة الثقافية في الآونة الأخيرة بسبب ظروف الاحتلال وعدم استقرار البلد من الناحية السياسية وتبني جهات متعددة لبيانات وفتاوى إقصائية في حق مثل هذه الكتب، وأظن إن التقصير من شعرائنا الذين يملكون المصادر التي كنا نتمنى أن يمنحونا الفرصة للإطلاع على أعمال الشعراء الكبار من خلال إتاحتها أمام الباحث على شبكة الانترنيت. إن الريادة بمفهومها المنطقي والمُطلق لا تعني الأسبقية، من وجهة نظري، في طرح التجارب الشعرية، وإنما الاستمرار في المسيرة مهما كانت العقبات التي تواجه التجربة. ويبقى التفاعل مع الكلمة الإبداعية المطروحة هي مسؤولية المبدع الذي يأخذ على عاتقه إيصال تجاربه دون اللجوء إلى أساليب تفسيرية ومساعدة في تقديم مادته الشعرية حسب مفهوم القارئ، وأظن أن هذا الجيل أوفر حظاً من سابقه في بداية الخمسينات والستينات من ناحية النشر، إذ أن النشر الالكتروني ساهم كثيرا في التعويض عن غياب النشر الورقي أحيانا، ولكن مثل الصورة الفوتوغرافية الأصيلة.. تبقى للقراءة الورقية نكهة خاصة وتضفي جلالاً وهيبة للكلمة المطبوعة والمحفورة على جسد الورقة، لهذا، فإن إصدار مثل هذه الموسوعات بين حين وآخر يوفر على المتذوق والباحث عن روح الكلمة عناء البحث الالكتروني من حيث إيجاده نماذجاً لنصوص شعرية ولمختلف الأجيال، وان كنت ضد قضية التجييل تماما، إذ بتجييلنا للمشهد نحدد عمراً معيناً للنصوص، والنص الإبداعي الحقيقي لا عمر له ولا يموت وفي كل عصر وأوان له قراءة مختلفة. وكنت آمل، على الصعيد الشخصي، أن أجد أسماءً شعرية نسائية موازية لأسماء الشعراء من الذكور، وإن كان الإبداع لا يحدد بنوع الجنس، والقلم المغادر يغادر أولا جسده ليكون مع تجسداته القادمة في النص الطارئ لحظة الكتابة، ولكن نستطيع أن نقول أننا نلمس الاختلاف الواضح لقلم الشاعرة العراقية نظراً لخصوصية حياة المرأة المبدعة من كل الزوايا فهي ـ كنظيرها الرجل الشاعر ـ، واجهت الحرب والحصار، وشاهدت الدمار عن كثب أبان الأحداث الأخيرة لتوظف كل ما رأته وما عايشته في إبداعها الشعري / الملحمي، إضافة إلى ثقافتها المميزة لمرجعية تاريخها الحافل بالحضارة والإبداع المتأصل، ويبقى بالــتالي الشاعر/ الشاعرة العراقي حفيد الذي رأى كل شيء، وأبناء الكلمة الواحدة . وقد ضمت الأنطولوجيا الشعراء: أطوار بهجت، آمال الزهاوي، أمل الجبوري، باسم الأنصار، باسم المرعبي، باسم فرات، بدر شاكر السياب، بسام صالح مهدي، بشار عبد الله، بلند الحيدري، جواد الحطاب، حسن النواب، حميد سعيد هادي، خزعل الماجدي، دنيا ميخائيل، رشدي العامل، رعد مطشر، ريم قيس كبة سامي مهدي، سركون بولس، سعد جاسم، سعدي يوسف، سعيد الوائلي، سهام جبار، صلاح نيازي، طالب عبد العزيز، عبد الزهرة زكي، عبد القادر الجنابي، عبد الهادي سعدون، عبد الوهاب البياتي، عبد الرزاق الربيعي، عدنان الصائغ، علي البزاز، علي جعفر العلاّق، علي حسن الفواز، فاروق سلوم يحي، فاضل العزاوي، فضل خلف جبر، فوزي كريم، كريم ناصر، كاظم الحجاج، كزار حنتوش، مؤيد الراوي، محمد النصار، محمود البريكان، منال الشيخ، منذر عبد الحر عباس، منعم الفقير، نازك الملائكة، نجاة عبد الله، يوسف الصائغ. هذا وستصدر خلال هذا السنة ضمن نفس المشروع، 18 أنطولوجيا تغطي كافة الدول العربية، حيث كلفت جمعية البيت شعراء وكتاب هذه الدول بإعدادها، ومن المنتظر أن تصدر الأنطولوجيا المصرية (رعاة ظلال.. حارسو عزلات أيضا ) منجزة من طرف الشاعر المصري عماد فؤاد، و( نوارس سوداء) منجزة من طرف الشاعر السوري (صالح ذياب). للتذكير يرأس جمعية البيت للثقافة والفنون الشاعر والإعلامي أبوبكر زمال، وتضم بين أعضاءها كتاب وشعراء وصحفيين جزائريين.
صدرت في الجزائر وبإشراف جمعية البيت للثقافة والفنون، وفي إطار تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، ضمن مشروع انطولوجيات عالمية، أنطولوجيا عنوانها (أمراء الرؤى) في جزئين خاصة بشعراء العراق منجزة من طرف الشاعرة العراقية منال الشيخ ضمت أكثر من أربعين شاعر وشاعرة من مختلف التجارب الشعرية العراقية. وقد جاء في مقدمة الكتاب:
إذا ذُكر العراق ذُكِر الشعرُ، وإذا ذُكر الشعرُ ذُكر العراق، ولا ينفع أن نذكر الاثنين منفصلين عن بعضهما البعض.. سيبدو الأمر كمن يستتر على نسب الابن الشرعي ونحن نعرف حق المعرفة نسب الشعر، وطالما كانت الكلمة أول ما عثر على هذه الأرض.. وطالما كانت الألواح والأرقم الطينية شاهدة على ولادة أولى النصوص الشعرية والمتمثلة بـ (ملحمة كلكامش) التي تشكل أقدم وأجمل وأكبر نص شعري تم اكتشافه في العالم القديم والتي تعتبر درة تاج حضارة وادي الرافدين، وهي تمثل أولى الملاحم البطولية التي تركت بصماتها الواضحة على الملاحم التي جاءت من بعدها بآلاف السنين،علماً بأنه لا نظير لها بأي لغة قديمة عرفتها منطقة الشرق الأوسط، وقد أثارت اهتماما كبيراً في العالم الغربي منذ اكتشافها، ومع أنها دونت قبل 4000 عام وترجع حقبة حوادثها إلى أزمان أخرى أبعد، فإنها في مجالها، ومداها وأغراضها، والمشكلة التي عالجتها، وقوة شاعريتها كل ذلك يجعلها من الآداب العالمية الشهيرة.
لا أسعى هنا إلى تقديم المشهد الشعري محاكاةً لهذه الملحمة الرائعة، وإنما هي محاولة رصد المسيرة الشعرية الراهنة، ومحاولة الإقتراب من تجارب الشعراء وتقديم نبذة موجزة عن حياتهم ونصوصاً رأيتها من وجهة نظري أنها تمثل تجاربهم الإبداعية.
لا أنكر أني كنت قلقة ومتوترة أثناء إعدادي للأنطولوجيا التي كُلِّفت بها نظراً لاختلاف التوجه الشعري في العراق من حيث الكم والنوع ولتاريخ الريادة في الشعر المعاصر والحداثة التي أبتلينا بها!. إن معظم الأنطولوجيات العراقية إنما كانت مشاريعاً لجهود شخصية لبعض الشعراء العراقيين أو لبعض المؤسسات ذات العلاقة المباشرة بشعراء عراقيين وخصوصاً المتواجدين في المهجر، ولا أدعي إنني بإعدادي لهذه الانطولوجيا سوف أغطي المشهد الشعري العراقي تغطية كاملة أو سأمنحه حقه التاريخي ومكانته بين المشاهد العربية الأخرى، ولكن لنقل أنني حاولت قدر الإمكان رصد الشعر المعاصر منذ بداياته في مرحلة الستينات مروراً بشعراء السبعينات وطبعا الحقبة التي أعتبرها ولادة جديدة وجيدة في نفس الوقت من شعراء الثمانينات والتسعينات والتي أبرزت جيلاً مكافحاً بالفعل وكل ما كان يملكه من أسلحة هي الكلمة التي دفع ثمنها غالياً من ألم وحسرة جراء ما عاشه هذا الجيل من مواجهة الحرمان والحرب والحصار والجور الثقافي آنذاك، منْ غادرَ.. غادر، ومنْ لمْ يستطع المغادرة بقي إلى يومنا هذا يجر خيبات الأيام ونكباتها المتوالية على الفرد العراقي بشكل عام، فكيف نريد أن نختزل المشهد الشعري بكتاب أراه بسيطا جدا أمام هذا الكم وهذا النوع من الإقدامات الشعرية؟.تبقى مصيبة المثقف عموماً، والشاعر خصوصاً، هي إقحامه في مسار السياسة التي برأي تقتل الإبداع الداخلي في الروح الشعرية، إنْ أُقحمت الكلمةُ لخدمة المنهج السياسي وبشكلها القسري.. ولهذا نتج هناك، وهذا أمر لا بد أن أمرَّ عليه، مفهومٌ جديدٌ وخاطئ على صعيد المشهد الثقافي العراقي، وهي ثقافة الداخل وثقافة الخارج، أو أدب الداخل وأدب الخارج مع تحفظي على التسمية غير المقنعة والمجحفة في حق الكلمة، ولكن الوضع الراهن يفرض علينا المرور والوقوف عند هذه النقطة المهمة. كان همي فعلاً هو العمل من أجل الكلمة والإبداع والفن أولا وترك كل امرئ لدينه وتوجهه وعدم إقصاء إبداع على حساب إبداع آخر، وكنت أتمنى أن يستطيع هذا المشروع أن يجمع شعراء رفضوا أن يجمعهم منبر واحد في معظم المهرجانات ولكن احتراما منّا لموقفهم آثرنا عدم إدراجهم لئلا تظهر الاعتراضات فيما بعد، وبعض الأسماء لم أستطع التوصل إليها لأجمع المعلومات عن سيرتهم الشخصية وحتى أني لم أجد نصوصا لهم عبر شبكة الانترنيت التي أصبحت المصدر الوحيد لنا في الداخل أمام غياب الكتاب الورقي، ولهذا ، فإن عدم إدراج بعض الأسماء لم يكن متعمداً وإنما كان للأسباب التي ذكرتها وكذلك لضخامة المشهد نفسه الذي لا تستوعبه أنطولوجيا واحدة.
وما آلمني أكثر أثناء بحثي وإعدادي للأسماء المدونة وجمع أعمالهم، أننا نفتقر لأعمال كبار شعرائنا من الرواد وكما نعلم أن حال الكتب الآن لا يختلف كثيراً عن حال الإنسان العراقي، غريبٌ ومنفيٌ ومُهجَّر في كل زمان ومكان، ويكاد البحث عن كتاب معني بشاعر معاصر كمن يبحث عن مخطوطة نادرة نظرا لتراجع المسيرة الثقافية في الآونة الأخيرة بسبب ظروف الاحتلال وعدم استقرار البلد من الناحية السياسية وتبني جهات متعددة لبيانات وفتاوى إقصائية في حق مثل هذه الكتب، وأظن إن التقصير من شعرائنا الذين يملكون المصادر التي كنا نتمنى أن يمنحونا الفرصة للإطلاع على أعمال الشعراء الكبار من خلال إتاحتها أمام الباحث على شبكة الانترنيت. إن الريادة بمفهومها المنطقي والمُطلق لا تعني الأسبقية، من وجهة نظري، في طرح التجارب الشعرية، وإنما الاستمرار في المسيرة مهما كانت العقبات التي تواجه التجربة. ويبقى التفاعل مع الكلمة الإبداعية المطروحة هي مسؤولية المبدع الذي يأخذ على عاتقه إيصال تجاربه دون اللجوء إلى أساليب تفسيرية ومساعدة في تقديم مادته الشعرية حسب مفهوم القارئ، وأظن أن هذا الجيل أوفر حظاً من سابقه في بداية الخمسينات والستينات من ناحية النشر، إذ أن النشر الالكتروني ساهم كثيرا في التعويض عن غياب النشر الورقي أحيانا، ولكن مثل الصورة الفوتوغرافية الأصيلة.. تبقى للقراءة الورقية نكهة خاصة وتضفي جلالاً وهيبة للكلمة المطبوعة والمحفورة على جسد الورقة، لهذا، فإن إصدار مثل هذه الموسوعات بين حين وآخر يوفر على المتذوق والباحث عن روح الكلمة عناء البحث الالكتروني من حيث إيجاده نماذجاً لنصوص شعرية ولمختلف الأجيال، وان كنت ضد قضية التجييل تماما، إذ بتجييلنا للمشهد نحدد عمراً معيناً للنصوص، والنص الإبداعي الحقيقي لا عمر له ولا يموت وفي كل عصر وأوان له قراءة مختلفة.
وكنت آمل، على الصعيد الشخصي، أن أجد أسماءً شعرية نسائية موازية لأسماء الشعراء من الذكور، وإن كان الإبداع لا يحدد بنوع الجنس، والقلم المغادر يغادر أولا جسده ليكون مع تجسداته القادمة في النص الطارئ لحظة الكتابة، ولكن نستطيع أن نقول أننا نلمس الاختلاف الواضح لقلم الشاعرة العراقية نظراً لخصوصية حياة المرأة المبدعة من كل الزوايا فهي ـ كنظيرها الرجل الشاعر ـ، واجهت الحرب والحصار، وشاهدت الدمار عن كثب أبان الأحداث الأخيرة لتوظف كل ما رأته وما عايشته في إبداعها الشعري / الملحمي، إضافة إلى ثقافتها المميزة لمرجعية تاريخها الحافل بالحضارة والإبداع المتأصل، ويبقى بالــتالي الشاعر/ الشاعرة العراقي حفيد الذي رأى كل شيء، وأبناء الكلمة الواحدة .
وقد ضمت الأنطولوجيا الشعراء:
أطوار بهجت، آمال الزهاوي، أمل الجبوري، باسم الأنصار، باسم المرعبي، باسم فرات، بدر شاكر السياب، بسام صالح مهدي، بشار عبد الله، بلند الحيدري، جواد الحطاب، حسن النواب، حميد سعيد هادي، خزعل الماجدي، دنيا ميخائيل، رشدي العامل، رعد مطشر، ريم قيس كبة سامي مهدي، سركون بولس، سعد جاسم، سعدي يوسف، سعيد الوائلي، سهام جبار، صلاح نيازي، طالب عبد العزيز، عبد الزهرة زكي، عبد القادر الجنابي، عبد الهادي سعدون، عبد الوهاب البياتي، عبد الرزاق الربيعي، عدنان الصائغ، علي البزاز، علي جعفر العلاّق، علي حسن الفواز، فاروق سلوم يحي، فاضل العزاوي، فضل خلف جبر، فوزي كريم، كريم ناصر، كاظم الحجاج، كزار حنتوش، مؤيد الراوي، محمد النصار، محمود البريكان، منال الشيخ، منذر عبد الحر عباس، منعم الفقير، نازك الملائكة، نجاة عبد الله، يوسف الصائغ.
هذا وستصدر خلال هذا السنة ضمن نفس المشروع، 18 أنطولوجيا تغطي كافة الدول العربية، حيث كلفت جمعية البيت شعراء وكتاب هذه الدول بإعدادها، ومن المنتظر أن تصدر الأنطولوجيا المصرية (رعاة ظلال.. حارسو عزلات أيضا ) منجزة من طرف الشاعر المصري عماد فؤاد، و( نوارس سوداء) منجزة من طرف الشاعر السوري (صالح ذياب). للتذكير يرأس جمعية البيت للثقافة والفنون الشاعر والإعلامي أبوبكر زمال، وتضم بين أعضاءها كتاب وشعراء وصحفيين جزائريين.