اقتربتُ حائرة لتوديعه..
كان نجمُ الغيابِ قد لاحْ
جمعت أشياءه
كي لا يتركها خلفه
فتّشت في الأدراج
عمّا خبّأ..
من عطايا شحاح
نفضتها..
سقطت الآهاتُ مخزونةَ
بين رفوفِ الجراحْ
بعضها كان طريّا لمّا يزل
لم يدر..
بأية قبضة غدر
كان، أم بأيّ سلاحْ!
كنست ما في الجيوب
من رائحته..
كم نحتاج من الوقت
لنتخلّص من عطره الثقيل
من ظلّه الموحش..
في الدّار
كي نقول:
راحْ!
*
هل ذهبْ؟!
بين ركامي، صرختْ
وردةٌ
تبسم في براءةٍ
وسط العطبْ:
هل كان ذنبي
أنّني
لم أمتْ؟!
أو أنّني قد نجوتُ
من براثنِ
الرياحْ؟!
أهملتُها في أصابعِ التّعبْ
حتى استفاقَ من نداها الصّباحْ
إذ ذاك أنَّ البابُ من طَرْقهِ..
فجرٌ توضّأتُ له
بنورِ الأقاحْ
لم أبكِ ما طالَ من سهدهِ
ولا سألتُ العينَ
عن صبحهِ..
لكنها ندّت بتنهيدة
ثمّ ..استنامتْ
عن كلامها المباح!
***
شاعرة وباحثة من ليبيا