حينما تسمى الذاكرة بأمكنتها، وتحيك الأدوات النصية شيء من ناصية اللغة، تكون أقرب إلى قصيدة تقرأ، أو يتيه كاتبها في مسارب أخرى، وربما تحمل في طياتها متاهات للفكر، كما يتفرد بها الشاعر المعاصر السوداني عالم عباس، الذي يحط في رحاله إلى بيت الشعر بيت إبراهيم العريض، إذ سيتذوق ربوع القصيدة بحذافيرها وسيتعمق في خطابها الذاتي للآخر، وسينهل من كلماتها صورة الواقع المعايش المتعاضد مع المشهد الأدبي نحو أغوار النفس وملابساتها في الأنا، يقول في ذلك الشاعر السوداني عالم عباس إن "الشاعر الذي لا يغامر من ناحية الشكل أو المضمون أو الرؤى والأفكار ليس بشاعر، من يحقق الفتوحات الحقيقية هم الشعراء الخارجون على الشعر، الشعراء المجيدون لا بد لهم أن يخرجوا عن إطار القولبة، هذا هو الشعر الذي أعرفه"، من هنا، سيفكك الشاعر عالم عباس أطروحاته الفلسفية التي تورط في بنائها الجميل وسيستعيد متخيلته لتوريط متذوقيه في أمسية شعرية، ضمن برنامج مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، يوم الأثنين ٩ نوفمبر ٢٠١٥، عند الساعة الثامنة مساء، في بيت الشعر بيت إبراهيم العريض.
تجدر الإشارة إلى أن عالِم عباس محمد نور، من مواليد 1948، تبوأ منصب رئاسة اتحاد الكتاب السودانيين لدورتين، له إسهامات عديدة في النشاط الثقافي والأدبي بالصحف والمجلات السودانية، حاصل على جائزة الشعر الأولى للشباب 1973, ووسام الدولة للآداب والفنون 1979، له نخبة من الدواوين الشعرية منها:
أوراق سرية من وقائع ما بعد حرب البسوس، ايقاعات الزمن الجامح ، من المعانى ومنا النشيد ، ماريا وامبوى، اشجار الاسئلة الكبرى ، اوراق شوق للخرطوم.