في مدينتي ،
يندمُ دجلةُ إذ يمرُّ ،
يسقونَهُ دماً ،
يطعمونَهُ جثثاً ،
في مدينتي ،
يريدونُ بعدَ قتلي ،
أن يصلوا صلاتَهمُ ،
متخذينَ قِبْلَةَ الموتِ ،
يخافونَ قوس قزح
المتجذّرونَ في العتمةِ ،
ومراياهم المهشّمةُ ،
يخافونَ قوس قزح ،
حزنٌ
تشهقُ الألوانُ ،
أو تصلُ مخنوقةً ،
أو تذبلُ عندما تقرأُ الليلَ الكثيفَ ،
ألا من طوفانٍ جديدٍ ؟
رأيتُني أتوسّلُ إلى الحوتِ ،
ألّا يمجَّ يونسَ ،
رأيْتُ طرفةَ يحشو مقلتيهِ ،
بكاءً جديداً على طللٍ قادمٍ ،
لم يُعطَ لي أن أودّعَهُ الوداعَ الأخيرَ ،
لم يبقوا عندي إلا الصمتَ ،
توسّدْتُ أوجاعي ،
أرقبُ أن يطلعَ سهيلٌ ،
أو يجيءَ طوفانٌ جديدٌ ،
إذّاكَ يُطالعني وَسواسُ حجولٍ بعيدٌ ،
أشتاقُ عطرَ امرأةٍ ،
نداؤُها ينبضُ لي فوقَ جفوني المتعبةِ ،
سأبصقُ الخوفَ ،
وأستلُّ منكِ حياةً جديدةً ،
سريري
نجومٌ بادرةٌ ،
أحجارٌ تلبسُ الريحَ ،
قمرٌ للحزنِ بذاكرةٍ مدينةٍ ،
وأنا ،
كلُّهم أقاموا تلكَ الليلةَ في سريري ،
عينايَ منارتانِ للسهرِ ،
ذي دمعتي تخرجُ داميةَ القدمينِ ،
وتعودُ مع حبيبِها الفجرِ ،
هذيانٌ
وأنا في السريرِ ،
تشتّتُ مروحةُ السقفِ أفكاري ،
تارةً تقفُ واجمةً أمامَ صورةٍ منسيّةٍ ،
تارةً تهربُ من نافذةِ غرفتي ،
وربما دارت معَها لحينِ الغفوةِ ،
العراق