الجائزة الجديدة ستساهم في تطوير تجربة المسرح في المنطقة، وتهدف لدعم مواهب تعبر عن هموم وتطلعات الشعوب.
أطلقت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة جائزة جديدة لكتّاب المسرح الخليجي. وتاتي المبادرة بعد اطلاق مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي الذي انعقد في دورته الاولى في بداية السنة الجارية. وتبلغ القيمة المادية للجائزة 175 ألف درهم توزع على المراكز الأولى في المسابقة، التي تبدأ هذا الشهر في استقبال المشاركات ولغاية بداية 2016.
وقال أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالشارقة إن الجائزة هي "بمثابة تكريم من الشارقة للمؤلفين المسرحيين في دول مجلس التعاون واعتزاز بجهودهم وثقة في قدراتهم على تقديم ما يسهم في الارتقاء بتجربة المسرح في المنطقة وتطويرها..".
وتشترط جائزة الشارقة للتأليف المسرحي على النصوص المتقدمة للمنافسة أن تعتمد اللغة العربية إلا في الحالات التي يستلزمها البناء الدرامي، وذلك تناغماً مع رؤية الشارقة الثقافية الهادفة إلى الاحتفاء بلغة الضاد.
واشار مدير إدارة المسرح بالامارات إلى أن الجائزة تأتي في إطار سلسلة من الفعاليات المسرحية التي تنظمها الإدارة وتشمل مجالات المحترفين والهواة والمدارس، بهدف دعم وحفز تجارب المسرح في دول الخليج، وخصوصاً التجارب الشابة والجديدة التي "تشكل نبض اللحظة الراهنة وتعبر عن هموم مجتمعاتنا وتطلعاتها".
وأضاف: نأمل أن تسهم هذه الجائزة إلى جانب الأنشطة الأخرى في إبراز واستكشاف المزيد من المشاريع المسرحيّة الخليجية المبدعة وأن تعزز موقعها في المشهد الثقافي العربي في صورته العامة".
والجائزة الموجهة للكتّاب المسرحيين ممن تزيد أعمارهم عن 21 سنة، تشترط أن يكون النص مستوفياً لشروط الإنتاج بالدولة، وأن يكون معداً للنشر لأول مرة ولم يسبق طبعه في كتاب وألا يكون قد نشر في الصحف أو الدوريات أو على المواقع الإلكترونية أو شارك أم فاز في مسابقات مشابهة.
وافتتحت مسرحية "صدى الصمت" لفرقة المسرح الكويتي المسابقة الرسمية لمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في دورته الأولى.
وشارك في المهرجان ستة عروض مسرحية من دول مجلس التعاون الخليجي، كما استضاف أكثر من 350 مسرحياً عربياً وخليجياً قاموا باحياء عروض وندوات المهرجان.
وقال عبدالله العويس رئيس المهرجان: "إن الحدث المسرحي يأتي استجابة لدعوة سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإقامة مهرجان يلم شمل المسرح الخليجي في ختام أيام الشارقة المسرحية في دورتها السابقة، تكون فيه الشارقة حاضنة لهذه التظاهرة التي تصب في مشروع الشارقة الثقافي".
وأوضح أن المهرجان وضع نصب عينيه عدداً من الأهداف التي تنصب في نهوض وتفعيل الحركة المسرحية في الخليج العربي، أبرزها أن توافق الجهات المسؤولة في كل بلد من البلدان المشاركة على العروض المشاركة، وتقتصر جميع العروض على مسرح الكبار، وأن لا يكون قد سبق للعرض المشاركة في أي مسابقة لمهرجان خليجي أو عربي.
وأشار إلى أن المهرجان يمنح جوائز لمختلف عناصر البناء المسرحي، حيث هناك جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل وقيمتها مئة ألف درهم، وجائزة أفضل تأليف، وإخراج، بقيمة خمسين ألف درهم لكل واحدة، وجائزة تمثيل رجال دور أول، ودور ثان، وجائزة أفضل تمثيل نسائي دور أول وثان، يمنح لكل منهم خمسة وعشرون ألف درهم، إضافة إلى جائزة الديكور، والإضاءة، والمؤثرات الصوتية ولكل منها خمسة عشر ألف درهم.
ومن البرامج المصاحبة للمهرجان ندوات تطبيقية وملتقيات فكرية وورش مسرحية متخصصة.
وضمت لجنة التحكيم نخبة من المسرحيين من بينهم جيانا عبيد من سوريا، وسامح مهران من مصر، وعزالدين بونيت من المغرب، وفيصل جواد من العراق، وعبدالله راشد من الإمارات.
وتوّج مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في دورته الاولى في قصر الثقافة مسرحية "لا تقصص رؤياك" الإماراتية بجائزة أفضل عمل متكامل.
ووضعت "لا تقصص رؤياك" الجمهور في أجواء مصبوغة بالشعر ومخللة بالاحتفالات الصوفية الممزوجة بالغرائبية وبالواقعية الحائرة، فالمسرحية التي كتبها إسماعيل عبدالله، وأخرجها محمد العامري، لفرقة مسرح الشارقة الوطني كانت مسك ختام المهرجان.
وتمحور المحتوى الدرامي للمسرحية حول شخص يقوده مصيره إلى الدخول في متاهة بمفهومها ودلالاتها النفسية.
وتبدأ الحكاية برجل نائم على سرير وعند أقدامه تقبع امرأة منكبة على وليدها، وبين الفينة والأخرى ينتفض جسم الرجل، ويصيح: "إني أرى"، وفي العتمة من حوله أشباح يتحركون بتناغم إيقاعي موزون.
ويتبع ذلك مشهد لأناس في أجواء احتفال ورقص ومجون، ثم مشهد لمسجد يتم تفجيره من طرف إرهابيين لزرع الخوف والرعب في نفوس الاهالي لتواجه بذلك المسرحية المفعمة بالجرأة التطرف والانغلاق.