في الفن تتعدد الآفاق وتتسع مساحة الإبداع، وترتسم الحالات البصرية بكافة أشكالها، ويتعايش الفنان من خلالها، كما هو الحال لدى المتألق اللبناني سمير الصايغ، إذ يخلق في منظومته، فتنة اللون، واستفهام الحرف، وجمالية اللون، وقد نسمي محاكاة فكره مع تجاربه، ضرب من إعادة تقييم الذات، والنزاع اللغوي للون، كمن يقرأ ما بين الأشياء، ويعيد ترتيب ما يتسلل إلى إنسيابية الخطوط وإنحناءاتها، وإندغامها من موضع إلى آخر، وربما سنستطيع تفسير بضع من أسراره التكوينية في ربوع اللوحة، أبان معرضه الموسوم بــ"ألف بحروف كثيرة"، والذي سيستهل ضمن الموسم الثقافي الرابع عشر لمركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، بشعار "الحالمون لا يمكن ترويضهم أبداً"، يوم الأحد 6 ديسمبر 2015، عند الساعة الثامنة مساء، في ذاكرة المكان-بيت بن مطر.
وتتصف لوحات الفنان اللبناني سمير الصايغ باشتغالات،حرة- صامتاً بدهشتها- مراوغة للإدراك، وتنبش الوجدان، وأكثر عند ما نقترب منها وتتربص بنا، فهي بمثابة كتاب مفتوح ينطق بالشعر الصوفي، كما هو أراد أن يكون.
من المعروف أن الفنان سمير الصايغ من مواليد 1945، خريج مدرسة الفنون الجميلة في باريس، له مساهمات عديدة في مجال النقد الفني، بالصحف منها: جريدة لسان الأحوال 1968-1970، جريدة الأنوار 1980-1970، مجلة فنون عربية التي تصدر في لندن 1978-1982، مجلة مواقف 1969-1985، مجلة الكفاح العربي 1982-1990، ومجلة فن 1989-1991، كما له دراسات ومقالات عديدة حول الفن الحديث والفن الإسلامي نشرت في المجلات المتخصصة.
وهو عضو بلجنة تحكيم متحف سرسق منذ العام 1990، ومحاضر في دائرة التصميم الغرافيكي في الجامعة الأميركية في بيروت، له معارض عديدة منذ العام 1983. ومن الإصدارات في الفن: كتاب الفن الإسلامي، وكتاب الفن الحديث،أما في الشعر: مقام القوس وأحوال السهم، ومذكرات الحروف