افتتح مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث مساء اليوم الأحد الموافق 6 ديسمبر 2015م في بيت بن مطر بالمحرق معرض الفنان سمير الصايغ بعنوان: ألف بحروف كثيرة.
يعد معرض ألف بحروف كثيرة، الذي يستمر حتى 31 يناير 2016، امتدادا للكتاب الذي أصدره سمير الصايغ تحت نفس الاسم، حيث تعمل النصوص والأعمال الفنية معاً على تحرير فن الخط العربي من قيود اللغة ورفعه إلى آفاق أسمى، وجعله فن قراءة اللا مقروء، وسماع اللا مسموع، ورؤية ما يستغلق على الرؤية. يقدم المعرض باقة من أعمال الفنان الأخيرة التي نفذّها على القماش والورق. ويفتح بيت بن مطر أبوابه لاستقبال الزوار من السبت إلى الخميس، من 9:00 صباحاً إلى 1:00 بعد الظهر ومن 4:00 عصراً إلى 7:00 مساءً.
يعد الفنان سمير الصايغ من روّاد الحداثة في العالم العربي، وقد دفعه شغفه الكبير بفن الخط إلى السعي باتجاه تحرير الحروف العربية من القيود التي تفرضها عليها اللغة والمعاني. ومن هنا أخذ يوّجه تركيزه نحو الخصائص الجمالية للكلمة المكتوبة كي يتمكن من خلق لغة بصرية كونية. نجح الصايغ الذي طالما زاوج بين الزخرفة والخط العربي، في تطوير أسلوب مميز خاص به. ومن خلال العناصر التقليدية المعروفة للخط والفراغ، اختزن الحروف والكلمات العربية ووضعها ضمن تراكيب هندسية مفعمة بالحياة تغطي سطوح أعماله بشكل كلي في الغالب. تمدّ أعمال الصايغ، التي تتماهى بصرياً مع الحركة الفنية الحديثة والمدرسة الهندسية التبسيطية، الجسور بين تقليدين فنيين متفاوتين زمنياً، وهي في ذلك إنما تقدم مساهمة فريدة تغني تاريخ الحداثة.
يذكر أن الفنان والشاعر والكاتب والناقد الفني والمؤرخ سمير الصايغ ولد في لبنان عام 1945م، حيث لا يزال يعيش ويعمل. درس تاريخ الفن في المدرسة الوطنية للفنون الجميلة في العاصمة الفرنسية باريس، وفي عام 1993م أصبح محاضراً في قسم فنون الغرافيك في الجامعة الأميركية في بيروت بلبنان.
من خلال فنه كرّس الصايغ نفسه كلياً لفن الخط العربي، وهو يعتبر واحداً من أهم روّاد جيله العرب في فن الخط. يتمسّك الصايغ بالخط العربي المزخرف، ويركز على القيمة الجمالية المطلقة المتأصلة في جوهر الخط أكثر من تركيزه على المعنى الحرفي للكلمة. قاده اهتمامه بالخط العربي التقليدي، ناهيك عن اهتمامه بالفن والتصميم، إلى ابتكار أنماط خطية جديدة ظهرت في العديد من المطبوعات، كما وظّفها العديد من مصممي الأزياء في باريس وبيروت في أعمالهم.
الصايغ شاعر وكاتب، له إصدارات عديدة تناول فيها الشعر الصوفي والفن الإسلامي، وله كتابات غزيرة عن الفن العربي المعاصر وعلم الجمال.
كما من الجدير ذكره أن بيت بن مطر هو بيت بحريني عريق يزيد عمره على 100 عام، وهو واحد من أصل 22 بيت تم ترميمها من قبل مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في مدينتي المحرّق والمنامة في مملكة البحرين.