حينما يصيب المرء الإعياء من الحياة تختلط عليه الملامح والوجوه ويضيع المعنى. القاص المغربي يعيشنا في نص مكثف تفاصيل ذلك في البحث عن ملامح شخصياته الضائعة وملامح القارئ الضائعة أيضا.

بدون ملامح تماما

سعيد أحباط

الأشخاص في قصتي هذه دون ملامح وجوه ممسوحة هي بالطبع ليست لها أسماء ولا تشير إليها رموز أو ترمز لها حروف إنها شخصيات حقيقية وإن كانت بلا وجوه سترون الآن كيف أنها شخصيات حقيقية تنتابها المشاعر لكنها لا تجيد الظهور يصعب أن تتحدد لها معالم بل إنه من المستحيل تمييزها الم اقل لك أنها بلا ملامح ولا وجوه.

لكنها في قصتنا هذه تتواجد وتتفاعل مع أحداثها صعب علي أن أفسر لك قصة اختفاء ملامحها لعلها قد فقدت البعد الثالث أو اكتسبت بعدا رابعا لكني لست متأكدا حتى لا تأخذ هذه المعلومة مني، وتحاول أن تعيد تركيب ملامحها. فهو الأمر الذي أؤكد لك انك لن تفلح فيه لكن لتجرب معي قراءة قصتي هذه دون شخصيات أو ملامح بلا وجوه أو معالم ما إذا كان من الممكن أن نحكي قصة بدون شخصيات أو على الأقل شخصياتها غير مرئية لكني أؤكد لك أنها موجودة وأنها عاشت من الأحداث وعانت من الآلام و الاحباطات.

ما لم تعشه الشخصيات ذات الوجوه المرئية. كل ما في الأمر أنها لا تجيد التعبير لا تجيد الظهور ألم اقل لك أنها بلا وجوه وبلا ملامح لكن دعنا الآن ندخل إلى القصة.

آه نسيت أن أقول لك مضطرون إزاء هذه الصعوبات الفنية الناجمة عن اختفاء ملامح الشخصيات إلى تجاهلها كأنها لم تكن وكأنها لم تعبر جسر الحياة ذلك انه لا بد من سرد أحداث القصة دون الشخصيات التي استعصت على الرؤية فعذاباتها حاضرة تملأ المكان وتجسد شخصياتها أفضل بالتأكيد ما تجسدها ملامحها.

لكن المشكلة تكمن في أن هذه الشخصيات ما أن تبدأ في الإحساس بوجودها وتلمس عذاباتها حتى تنقلب إلى شخصيات أخرى بلا ملامح ولا وجوه ويتكاثر عذابها.

  أرى أنكم لا تصدقون نعم. فهناك ما هو عصي علي التصديق ويجعل من الصعب أن احكي قصة دون شخصيات لها وجوه رغم توافر باقي مستلزماتها وخصوصا الآلام والعذاب والمشاعر المريضة والأحلام المتناثرة وهذا ما أردت أن احكي عنه وعنكم لكن كيف احكي قصة وانتم بلا ملامح وبلا وجوه.