(إلى الشاعر العراقي مؤَيّد الخفاجي)
ندَّاهةُ الحقلِ لم تبْرَحْ كعادَتِهاَ
تُردِّدُ الليلَ أسمائِي فأُخْتَطَفُ
دَمُ المراياَ تَشَظَّي مِلءَ أورِدَتِي
يجْرِي وتُفَّاحةُ الغُيَّابِ تَرْتَجِفُ
فِي بَحْرِيَ الموْجُ لا (مايسترو) يُوَحِّدُهُ
البَوْحُ والصمتُ في أعماقِهِ عَزَفُوا
أوْصَدْتُ قَلْبِي مفاتيحُ الهَوَي صَدئَتْ
عِنْدِي ولا يعتلِي أسرارهُ الشُّرَفُ
مَعْنايَ أنِّي بلا مَعْنَي وأسْئِلتِي
تُفْضِي لأسْئِلَتِي..أثْبَتُّنِي ..فَنَفُوا
حدَّقتُ..دَهْشَتِيَ البيضاءُ
.. ألبستِ الأشياءَ ظِلِّي
ولكنْ لَسْتُ أتَّصِفُ
أحوكُ ثَوْبَ انتظارِي
.. خَلْفَ نافِذَةِ الغيابِ
... أنْقُضُ غزْلِي
.. ثمَّ أءتَنِفُ
عقَرْتُ (جيتارَ) أحلامِي علي طلَلِي
نَـزْفاً قِــفا نبكِ والأيــامُ لا تَقِفُ
عُمْرِي حقائبُ كمْ أرهقتُها سَفَراً
وكُلَّمَا قُلتُ يكفِي لاحَ مُنْعَطَفُ
فِي رُكنِ مَقْهَي جلَسْتُ العُمْرَ مُنْتَظِراً
عُمْرِي لكيْ نُغْلِقَ الدُّنيا وننصَرِفُ
كُلِّي شبيهي وكُلِّي ليسَ يُشْبِهُنِي
تَوَّحَدَ الليْلُ والبَدْوُ السُّرَي اختلَفُوا
لوَّحتُ لِي من قِطارٍ ما فلَمْ أرني
ناديتني ...فرَّ منْ ياءاااااتِيَ الألِفُ
تَقُولُ نَدَّاهتي :أخلفتَ موْعِدنا
ومُنْذُ مَجْهولِ حُزْنٍ لوَّحَ السَّعَفُ
أهزُّ أكتافَ مرآتِي... أُسائِلُها
عنِّي.. ومُنْذُ متِي المرآةُ تَعْتَرِفُ
أنَا النقيضانِ: طِفلُ ضمَّ لُعْبَتَهُ
... شَيْخٌ غيومُ القُرَي في مُقْلَتيْهِ طفُوا
وجهٌ تقمَّصَ لونَ الماءِ ... مِلءُ دمي
ظما الرمالِ ... ومنِّي البحرُ يغتَرِفُ
وجهٌ/مدينةُ حُزنٍ شُقِّقَتْ طرُقاً
عمياءَ... خَيَّم فِيها الصمتُ والأسَفُ
لَحْنٌ نشاذٌ بموسِيقَي الطغاةِ
.. دَمٌ
للحُبِّ يشدُو وفيهِ الموتُ يَعْتَصِفُ
قلبٌ تدَلَّي منَ الزيتونِ يخفِقُ..
والنهرانِ جُرْحانِ فِي شُريانِهِ نزَفُوا
مَرَّتْ..
مرَرتُ..
وقفناَ
الصمتُ حاصَرَنا
ثمَّ افتَرَقْنا
وفِي أحداقِنا اللّهَفُ
خُطَايَ..
عكَّازُ ظِلِّي..
الدَّرْبُ يوغِلُ فِي الصمتِ العميقِ..
ونَعْلُ الضَوْءِ ينْخَسِفُ..
شاعر من مصر