بينما كنت العب البلى مع زميلي رضا ، خرج من مدخل الضريح شاب فارع الطول .
انه البائع الذي اشتريت منه بالونة منذ قليل !
كان يحمل جوالا به بضاعته ، وترتسم على جبينه المعروق علامات الظفر وقد فتح فمه وأطلق صفيرا عاليا .
قال مبتسما ومشيرا إلى المدخل إشارة غريبة !:
- بص !
دخلت أجرى .
ثمة شاب آخر أقصر قليلا وأكثر بدانة ، وجهه إلى الحائط ، سرواله وبنطلونه بين قدميه !
لم يتحرك لدخولي ، وبدا كالنائم !
جاء زميلي رضا ووقف مدهوشا مثلى !
سعلت بشدة ، فأدار وجهه ، كان أحمر كالكبد، سحب قطعتيه وخرج .
عاتب بائع البالونات بانكسار، وغمغم ، بينما مسح الثاني جبينه وضحك وأطلق الصفير وأعاد الإشارة الغريبة .
نظر إلى رضا مستفسرا ، فهززت رأسي في بلادة!
جرى إلى العيال الكبار وحكى لهم ، فرفعوا حواجبهم !
فكرت كثيرا ، لكنني كنت صغيرا أمام تلك الأسرار . قلت لنفسي حينما أكون ولدا كبيرا ، سأفهم وأرفع حاجبي .