هنا تقرير عن مهرجان آخر ثقافي وفني احتضنته البحرين ووسم بربيع الثقافة، هذا المهرجان الذي أضحى فضاء للتفاعل الثقافي سيشهد لقاء للعديد من الأجناس التعبيرية ومشاركات متعددة لتجارب من مختلف بقاع العالم، كما يشكل فرصة للتفاعل الثقافي البحريني العالمي عبر فضاءات للقاء والحوار.

مهرجان ربيع الثقافة الحادي عشر

عن الجهات التي تفتح أبوابها هنا في مملكة البحرين، تُحضر لها أروع الأشياء وتستدرج إليها ناسها، موسيقاها، فنونها، تراثها وربيعها في كل عام. وعن ذاكرةٍ تضمّها مواقع، معالم، متاحف ومنازل البحرين العريقة، يتحدث الربيع ويصيغ للقادمين إليه صوراً من الملمح الإنساني البحريني الجميل.

أعلنت كل من هيئة البحرين للثقافة والآثار، مجلس التنمية الاقتصادية، مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، بالتعاون مع البارح للفنون التشكيلية ومساحة الرواق للفنون ولافونتين جاليري فعاليات وبرامج مهرجان ربيع الثقافة في نسخته الحادية عشرة مساء اليوم الأحد الموافق 14 فبراير 2016م في المؤتمر الصحفي الذي أطلق في قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح بالرفاع، إحدى الوجهات الثقافية المتميزة ضمن برنامج هيئة الثقافة لعام 2016م الذي يأتي بشعار "وجهتك البحرين، وذلك بحضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، السيد خالد الرميحي الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية وعدد كبير من السلك الدبلوماسي والسفراء المعتمدين لدى مملكة البحرين، إضافة إلى حضور عدد من الداعمين لمهرجان ربيع الثقافة 11 والإعلاميين.

ورحّبت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بحضور المؤتمر الصحفي قائلة: "إن هذا المؤتمر يأتي في سياق احتفاء هيئة الثقافة بيوم الميثاق الوطني الذي هو يوم محبة واحتفاء بالثوابت الراسخة للميثاق"، وصرحت معاليها: "اليوم ومن حيث حكايات الأجداد وإنجازاتهم الحضارية، نعلن عن مقدَم موسم ربيعنا في سياق احتفائنا بكل ما تملكه أوطاننا من معالم ومواقع بشعار "وجهتك البحرين"، مردفة: "عبر الأماكن الثقافية وما تحتويه من إرث إنساني عريق نصنع سياحة ثقافية مستدامة هي أهم ما نسعى إليه، وندعو عبرها الجميع إلى خوض رحلة استكشاف تاريخ حضاري ممتد لآلاف السنين". وقالت معاليها: "هو الربيع يزهر عن موسمه الحادي عشر، حيث ما زال رهاننا على الثقافة يتجدد في أنها هي الوسيلة الأفضل لفعل الجمال وصناعة الفرح الذي تستحقه البحرين، هذا الموسم هو تأكيد للذي نعرفه جميعا، أن للثقافة قدرة على تحقيق اللقاء الدائم ما بين مختلف شعوب العالم من جهة، وصياغة الشراكة والتعاون البنّاء ما بين جميع الجهات في البحرين من جهة أخرى".

وأوضحت معاليها: "ربيع الثقافة هو أحدى محطاتنا السنوية التي من خلالها نجعل من البحرين وجهة تتسع ليكون قلبها ملتقى العالم، هذا الربيع موعدنا المشترك مع جميع الأوطان التي نتعرف على فنونها، فكرها، أدبها، مسرحها، موسيقاها وجماليّاتها".

وتقدّمت معاليها بجزيل الشّكر للسيد خالد الرميحي الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية قائلة: "نفتخر بأن تلتقي مكونات هذا الوطن في أجمل الصور ومن أجل الثقافة، حيث الربيع عنوان اللقاء وطريقته في إثراء المشهد الثقافي البحريني. كما وتوجهت معاليها بالشكر إلى جميع شركاء ربيع الثّقافة: مركز الشّيخ إبراهيم بن محمّد آل خليفة للثّقافة والبحوث، دار البارح للفنون التّشكيليّة، مساحة الرّواق للفنون ولافونتين جاليري، هذا إضافة إلى شكر رعاة المهرجان الذين يؤمنون بدور الاستثمار في الثقافة في الارتقاء بالمجتمعات وصناعة الأثر الإيجابي فيها وسفارتي جمهورية مصر العربية وجمهورية فرنسا ومركز تعليم اللغة الفرنسية في المملكة "أليانس فرانسيز" لدعمهم المتواصل للحراك الثقافي في البحرين.

بدوره قال  السيد خالد الرميحي الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية: "واصل مهرجان ربيع الثقافة عطاءه المتجدد على مدى أكثر من عقد ليجمع ثقافات العالم في قالب حضاري بحريني اتسم منذ قديم الأزل بالانفتاح والتنوع، وليحقق دعماً لقطاع السياحة الذي نوليه اهتماماً كبيراً بالعناية والتطوير في خطة المجلس التنموية." وأضاف الرميحي: "عكست مسيرة المهرجان الثرية مساهمة عالمية وبحرينية مميزة ضمت كوكبة من نجوم الفكر والثقافة والفن والمواهب البحرينية الواعدة وهي انطلاقة ناجحة لتعزيز الشراكة بين الجهات الرسمية والأهلية وترجمة لعمق التزام الرعاة والداعمين لنجاح هذا المهرجان، حيث يعد هذا المهرجان ثمرة ناضجة لجميع تلك الجهود المتفانية".

ويحمل الربيع في نسخته الحادية عشرة، وعلى مدى شهرين متتابعين، توليفة متنوعة من الفعاليات والأنشطة التي تحاكي أمزجة ومناخات متعددة وتتناسب مع عدة شرائح مجتمعية، حيث يقدم الندوات الفكرية، الأمسيات الموسيقية والغنائية، العروض المسرحية والمعارض التشكيلية وغيرها.

المعارض التشكيلية:

معارض فنية وتشكيلية من عدة جهات وثقافات، وممارسات فنية متنوعة، تمنح جمهور الربيع هذا العام تجربة بصرية غنية، وغير اعتيادية، حيث يستضيف متحف البحرين وحتى 20 مارس 2016م معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية 42 الذي يقدم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تعكس صورة ابتكارية وإبداعية للفنان البحريني. وكذلك يستضيف المتحف الوطني حتى 15 أبريل معرض "روائع المهراجا، رونق الأزياء الملكية الهندية" حيث يُبرز المعرض مجموعة من الأزياء والملابس الملكية الهندية الخاصة التي يمتلكها ديباك ودكشاهوتسينغ، بالإضافة لبعض القطع المُطوّرة باستخدام تقنيات قديمة لأومنغ هوتي سنغ.

وكعادتها، فإن ذاكرة المكان – عمارة بن مطر  تبقى حاضرة و تستضيف يوم 28 فبراير معرضا تشكيليا للفنانة البحرينية وحيدة مال الله بعنوان "صوت صغير"، ويوم 17 أبريل تستضيف العمارة كذلك أجمل الصور الوثائقية عن البحرين في معرض بعنوان "معرض صور توثيقية من البحرين". وفي مزيج غني بينالذكريات الملهمة والأساليب المختلفة للفنان رسمي الخفاجي، يستضيف البارح للفنون التشكيلية يوم 1 مارس معرضا بعنوان "بديل المكان". أما مساحة الرواق ففي ربيع الثقافة هذا العام تستضيف معرضين أولها يوم 5 مارس بعنوان "حدود الهوية" حيث تمت دعوة متأهلي مسابقة جائزة "آرت بحرين/العش 2015" السنوية للمشاركة في معرض جماعي، والمعرض الآخر يوم 5 أبريل بعنوان "خفاء وتجلي" للفنان أحمد عنان. ويوم 16 مارس، سيكون محبو الفن التشكيلي على موعد مع معرض "القطط النائمة" للفنان إبراهيم بوسعد الذي يقدم أعمالا في بوسعد آرت جاليري انجزتعلى مدى 3 سنوات، تستكشف بين ثنايا مفرداتها مواضيع أساسية كالغدر والتسويف، وهي أعمال استوحاها الفنان من طباع القطط المتقلبة وذكريات طفولته في مدينة المحرق القديمة.وفي معرضه الفني السادس عشر، يقدم الفنان الأردني د. خالد خريس معرضا بعنوان "حوار النقطة" يوم 24 مارس في مركز الفنون، إذ تركز أعماله المعروضة على عنصر "الناس"، حيث يُظهر الناس على شكل حشود مركزة ومترابطة يعبّر عنها بنقاط مكررة ومنوعة  وفي انعكاس لتجاربه الناتجة عن ظروف وطنه، يقدم الفنان الفلسطيني بشار الحروب معرضا في مركز لافونتين للفن المعاصر يوم 26 مارس بعنوان "لا مكان".

الموسيقى والغناء:

وفي الموسيقى، سيكون جمهور ربيع الثقافة على موعد مع العالم، حيث تبدأ رحلة الإبداع السماعي الذي يحضره الربيع إلى البحرين من قاعة محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي في المحرق والتابعة لمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، إذ تؤدي فرقة محمد فارس مساء كل خميس مجموعة أغنيات من خلالها يتعرف الجمهور على معاناة الغواصين وأغنيات الوداع وفراق الوطن والأهل، والأغاني التي كانت تصاحب العمل الصعب وتهوّن من مشقته، وفنون الأفراح والمناسبات السعيدة، بالإضافة إلى مقاطع تعطي فكرة عن تطور الأغنية البحرينية التي أصبحت متداولة لدى جميع الأجيال. 

ويستمر الربيع في اشتغاله الموسيقي في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث يوم 29 فبراير مع الفنانة اليابانية وعازفة الكمان ميكا نيشيمورا. ويوم 28 مارس يقدم المركز أمسية موسيقية ساحرة مع فرقة "تريو طنب" اللبنانية، إذ تؤدي ثلاث أخوات مقاطع فلكلورية مشهورة شرقية وكلاسيكيات قديمة بأصوات ملائكية نادرة. أما يوم 21 مارس فيستضيف مركز الشيخ إبراهيم بن محمد للثقافة والبحوث احتفالية خاصة باليوم العربي للشعر تقام بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم )إدارة الثقافة والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي إذ تنظّم ندوة في المركز الإقليمي حول شعر نزار قبّاني ثم تختتم بأمسية فنيّة موسيقيّة تقدّم في قاعة مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث تحييها الفنانة جاهدة وهبة بمشاركة الفنانة الشابة أماني بن طارة إذ تغنيان شعر الشاعر قبّاني.

وفي مسرح البحرين الوطني يغني الربيع، ويستضيف يوم 3 مارس أمسية موسيقية غنائية مع الفنان التركي المشهور خالد أرغنش المعروف بتمثيله دور البطولة في مسلسل "حريم السلطان"، ولكن في هذا اليوم يترك موهبته في التمثيل ويمتع الجمهور بصوت شجي برفقة أوركسترا السينما السيمفونية بقيادة المايسترو سردار يالشين.

بدورها تستضيف الصالة الثقافة عددا من الأمسيات الموسيقية المتميزة تبدأ مع أمسية غنائية يوم 8 مارس مليئة بالشجن والحنين في ذكرى الفنانة اللبنانيةالكبيرة الراحلة صباح، تؤدي فيها المطربة ريما خشيش أشهر الأغاني التي غنتها "الشحرورة " باللهجتين اللبنانية والمصرية. ويوم 23 مارس يقدم المطرب والملحن المصري الشاب محمد محسن حفلا موسيقيا استثنائيا في الصالة الثقافية يستحضر فيه أروع أغنياته التي يبرز فيها صوته الشجي وأسلوبه المتجدد والمعاصرفي أداء التراث المصري الغنائي الأصيل. ومن شمال غرب أفريقيا تستدرج الصالة الثقافية يوم 3 أبريل  فرقة تيناريوين أي "الصحاري " باللغة الطارقية  )وهيفرقة موسيقية من طوارق أزواد شمالي مالي( لتقدم مجموعة منتقاة من أعمالها التي تنتمي للون "البلوز " الأفريقي بألحانه الحزينة العاطفية التي تثير الشجن والذي تعتبر الفرقة من أهم وأبرز رواده. أما يوم 8 أبريل فتستضيف الصالة فعالية تشتمل على حفل موسيقي وفيلم وثائقي من تقديم أكاديمية ريد بل للموسيقى وهيئة البحرين للثقافة والآثار في إطار مشروع تعاوني يهدف إلى تسليط الضوء على إرث الملحن البحريني الراحل مجيد مرهون وحفظ سيرته للأجيال القادمة، حيث سيستمع الجمهور إلى مؤلفات موسيقية لمرهون برفقة فرقة البحرين للموسيقى وكوكبة من الفنانين أمثال حسن حجيري وعصام حماد "