اختتمت في الإمارات فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، بعد 10 أيام حافلة بفنون الموسيقى ومسرح المونودراما، والاستعراضات الشعبية والحفلات الغنائية والتراثية ومعارض الفن التشكيلي والنحت، من مختلف أنحاء العالم. وقال المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام مدير المهرجان أن الحدث استضاف 700 شخص من 65 دولة من بينها اليابان والبرازيل والفلبين والهند وأسبانيا ومصر والصين والعراق ومن فلسطين، قدموا فنونهم في مدن الفجيرة. وأضاف: "قدم الفنانون المشاركون في الحدث عروضا موسيقية عالمية واستعراضات وعروض المونودراما وبطولة السيف وأنشطة فنية وثقافية وندوات وورشا للفنون التشكيلية والنحت". وتابع: "هدف المهرجان في دورته الأولى إعادة إحياء الفنون في المنطقة، خصوصا مع تراجع الاهتمام بالثقافة في أجزاء كثيرة من العالم العربي".
وأسدل الستار نهاية الشهر الماضي عن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، وهو المهرجان الذي تضمن ألوان الموسيقى العالمية والرقص، وعروض المونودراما، وبطولة السيف وأنشطة فنية وثقافية وندوات وورش تشكيل ونحت وفعاليات مجتمعية متنوعة، وأقيم في مناطق الفجيرة ودبا مسافي والطويين على مدى عشرة أيام اعتبارا من التاسع عشر من فبراير/شباط الجاري وحتى التاسع والعشرين منه.
وفي بداية المؤتمر الصحفي الافتتاحي للإعلان عن الفعاليات الكبرى، عبر المهندس محمد سيف الأفخم مدير المهرجان للحضور أن المهرجان يعرف مشاركة نحو 600 شخص من فنانين ومبدعين وإعلاميين وضيوف شرف تمثل مشاركتهم لوحة عالمية طبقا للحضور الواسع للمبدعين من كافة أنحاء العالم ، وأن أبرز فقرات الحفل تتضمن كلمات رسمية وتقديم الجوائز الخاصة بالمسابقة الدولية لنصوص المونودراما في نسختها العربية، وتكريم الشركات الراعية وبعض الشخصيات الفنية، واوبريت غنائي بعنوان "إشراقة المجد" من إخراج الفنان ناصر إبراهيم وأداء فرقة أورنينا، حيث يتناول تاريخ الدولة وانجازاتها على مختلف الأصعدة ضمن حالة كرنفالية شعرية متميزة.
وأقيم الحفل في مسرح خاص في الهواء الطلق على كورنيش الفجيرة شارفت أعماله الإنشائية على الانتهاء ويتسع لأكثر من 1500 شخص، يعكس مدى تطور الفنون والثقافة والفكر في إمارة الفجيرة، وما تلعبه رئة الإمارات على المستوين الإقليمي والدولي. وأكد الأفخم أن المهرجان حفل في دورته الأولى بالعديد من الفعاليات، تهدف جميعها لخلق حالة احتفالية فنية رائعة، تتوزع على جميع مناطق إمارة الفجيرة، حيث احتضنت مدينة الفجيرة العروض الموسيقية والغنائية، فيما أقيم على مسرح دبا الفجيرة الفعاليات المسرحية للدورة السابعة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، وعادت بطولة السيف بنسختها الثالثة في ميدان السيف بقلعة الفجيرة، وأقيم مخيم للفنون التشكيلية في منطقة وادي الوريعة، إلي جانب أمسيات الفرق الشعبية التي توزعت على مناطق مسافي والطويين فضلا عن عروض الشوارع الكرنفالية والندوات المصاحبة والمؤتمرات الصحفية للفنانين.
ولفت إلى أهمية الفنون ودورها المحوري في تقارب وتعايش الشعوب، ونشر ثقافة الاعتدال واحترام الآخر والمساواة، متخطيةً حواجز اللغة، مستندة على القواسم الإنسانية المشتركة التي تجمع بين الثقافة والفنون.
15 عرضاً مسرحياً للمونودراما
وقد تم اعتماد واكتمال الصيغة النهائية لجدول العروض المسرحية الخاصة بمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما بعد اعتماد 15 عملا مسرحيا عرضت خلال ايام المهرجان، بشكل يتوافق مع الكم الهائل من الفعاليات المتنوعة في المهرجان على الصعيدين المحلي والدولي، بحكم أن تجربة مهرجان المونودراما بخبرة 14 سنة ستطرح أعمالا متنوعة في الشقين التاريخي والمعاصر.
وارتأت اللجنة ان اختيار الأعمال من دول متعددة، حيث تم استقطاب دول جديدة للمهرجان كمنغوليا وفلسطين، قدمت أعمالا جديدة، كما ركز المهرجان هذا العام على شخصيتين تاريخيتين تركت أثرا في الحراك الثقافي وهما جلال الدين الرومي من خلال عمل تركي يناقش فكره الذي خلف جدلا وأرثا ثقافيا كبيرا، إلى جانب تناول شخصية زرياب المعاصرة لمناهضة الإرهاب في ظل عودة الكراهية لكل ما هو فني وجمالي، حيث حاز العمل على المركز الأول في مسابقة النصوص المسرحية للدورة الرابعة.
الجديد في المهرجان المسرح الخارجي في الهواء الطلق ويسمى "مسرح المقهى"، وقدمت على خشبته مجموعة من الأعمال من المغرب وفنلندا وتونس، بهدف الخروج بالمونودراما من السائد والمألوف بأعمال تحتوي على عروض تخاطب الأسرة والطفل.
العروض المسرحية توزعت على عدد من المسارح منها مسرح مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالفجيرة ومسرحا هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بدبا الفجيرة، وتوسعت مواقع العروض لتشمل أيضا منطقة مسافي وبعض المواقع الأخرى. المهرجان تضمن الندوة الرئيسية حول المسرح التقليدي ومسرح المونودراما بمحاور متعددة ومتنوعة وندوات تطبيقية وورش عمل بمشاركة نخب عربية متميزة.
فرق عالمية من 65 دولة
وعرفت ليالي مهرجان الفجيرة الدولي للفنون مشاركات للفرق الغنائية والموسيقية أُقيمت في الوجهات الريادية لمسارح الإمارة ومسرح المهرجان الرئيسي على كورنيش الفجيرة، بمشاركة فرق موسيقية متنوعة تمزج روعة الأساليب الموسيقية والغنائية العالمية مع أصالة الموسيقى العربية التقليدية وتوجهاتها المعاصرة، والتي قدمها لعشاق الموسيقى نخبة مختارة من أبرز الأسماء في عالم الغناء والموسيقى، مثل فرقة هياشيني كاغورا من اليابان، فرقة إمباوبا الشهيرة من البرازيل، فلامينكو لفنون الرقص من أسبانيا، فرقة عبير نعمة من لبنان، فرقة وجدة الألفية للغناء الغرناطي من المغرب، فرقة أطفال جورجيا للفنون الإستعراضية، فرقة مامي خان منغانيار، وفرق خليجية اخرى مثل أوركسترا الفجيرة بقيادة الفنان علي عبيد من الإمارات، والفنان كاظم الساهر، وفرقة بيغ باند بابوظبي وعيالة الإمارات، وفرق شعبية من الأردن ومصر والسعودية، وغيرها.