وفاة الموسيقار الكبير سعيد الشرايبي.

تلقينا في المكتب الفيدرالي للائتلاف المغربي للملكية الفكرية خبر وفاة الفنان والباحث القدير في الموسيقى العريقة والعازف اللامع على آلة العود؛ الموسيقار سعيد الشرايبي بعد مكابدة للمرض، تغمده الله بوارف الرحمات والغفران وأسكنه فسيح الجنان. وإثر هذا المصاب الأليم، أتقدم باسمي الخاص وبالنيابة عن كافة أعضاء المكتب الفيدرالي وكل فعاليات الائتلاف المغربي للملكية الفكرية، إلى الأسرة الصغيرة لفقيد الفن الأصيل، وإلى عائلته الثقافية والفنية الكبيرة وكل أهله وأصدقائه ومحبيه داخل الوطن وخارجه، بأبلغ مشاعر المواساة وجليل العزاء، راجين من العلي القدير أن يلهمنا وإياهم جميل الصبر والسلوان.

     ويعتبر الراحل سعيد الشرايبي بحق أيقونة فنية مغربية بأبعاد إنسية وعالمية في مجال العزف والبحث والتأصيل الموسيقي الرفيع. لقد كان رحمة الله عليه، من أمهر عازفي آلة العود في العالم العربي، بحيث حصل على الريشة الذهبية بالمهرجان الأول للعزف على آلة العود ببغداد منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، أمام عمالقة العزف على هذه الآلة في العالم. أمثال الفنان العراقي الكبير منير بشير وسلمان شكر وناصر شمة. وللراحل سعيد الشريبي، الباحث في الموسيقى العريقة وفي التراث الموسيقي العربي، العديد من المؤلفات الموسيقية القيمة، من اشهرها؛ "سماعي راست"، و"مقطوعة نزهة"  و"لونغا سوزناك" و"مقطوعة أبواب فاس"...، كما لحن للعديد من الأصوات المغربية والعربية الكبيرة أمثال؛ المطربة المتألقة نعيمة سميح، كريمة الصقلي، أسماء لمنور، وفدوى المالكي...وغيرهن.

هكذا، نودع بأسى وتأثر عميقين أبن مدينة مراكش الحمراء،  العازف المرموق والباحث الموسيقي، أحد الماسات المتفردة في عقد الإبداع الفني المغاربي والعربي والعالمي، ولعل إسهاماته الكثيرة والراقية هذه، لتعد خير عزاء لنا فيه، وسيظل في وجداننا مثالا لجمالية وعمق وعبقرية الشخصية المغربية الأصيلة، وإحدى التجليات الرفيعة لثقافتنا المغربية الخالدة، كما سيشكل لا محالة أنموذجا متميزا يحتذى من لدن الأجيال الصاعدة.

     إنا لله وإنا إليه راجعون.

عبد الحكيم قرمان

رئيس الائتلاف المغربي للملكية الفكرية