استضاف مركز الفنون مساء يوم أمس الأربعاء الموافق 2 مارس 2016م أحد رواد الحركة التشكيلية في البحرين الفنان البحريني عبد الكريم العريض وذلك ضمن برنامج "الفنان يحكي" وبتزامن مع مهرجان ربيع الثقافة الحادي عشر، حيث استعرض الفنان العريض، بحضور جمع من محبي الفن التشكيلي في البحرين، العديد من جوانب مسيرته الفنية في ظل الحركة الفنية والتشكيلية البحرينية منذ انطلاقتها وحتى اليوم. وفي بداية حديثه تناول الفنان عبد الكريم العريض حكاية كتابه المعنون ب"أيام الفن والأدب" والذي تطرق من خلال صفحاته إلى مسيرته الفنية وأبرز المحطات فيها، إضافة إلى سرد تفاصيل عن الحركة الفنية التشكيلية في البحرين والتي تعود بداياتها إلى عام 1941م.
وقال الفنان العريّض أنه قام بتأسيس أول جاليري في البحرين عام 1960م، كما قام هو ومجموعة من رواد الحركة التشكيلية بتأسيس أول جماعة للفن التشكيلي للبحرين، مشيراً إلى أن تأسيسها تطلب منه إذناً من مستشار حكومة البحرين في تلك الأثناء. وحول فنون الطباعة اليدوية "الجرافيك"، أوضح الفنان عبد الكريم العريّض أن نشأة هذا الفن في البحرين تعود إلى عام 1980م حيث قام، وبرفقة عدد من الفنانين، بزيارة إلى موسم أصيلة الثقافي بالمملكة المغربية للاطلاع على هذا الفن ومن ثم أقيم أول معرض لفن الجرافيك في البحرين عام 1982م.
ويعد الفنان عبد الكريم العريض من الفنانين التعبيريين الذين وثقوا الحياة الاجتماعية في البحرين ومنها رسم الأسواق والمباني القديمة التي اندثرت في البحرين، وقد وثق الفنان لبعض أشكال الفن التعبيري العفوي في البحرين، ومن أبرزه ما أسماه العريّض "فن البحارة"، وهو عبارة عن الأعمال الفنية التي اشتغل عليها بعض البحارة وانتجوها من خلال الرسم على ألواح خشب السفن. وخلال محاضرته، وقّع الفنان عبد الكريم العريض نسخاً من كتابه "أيام الفن والأدب"، كما قام بتوزيع بطاقات بريدية رسمها شخصياً، وقد كانت هذه البطاقات تطلب منه للرسم عن الحياة الاجتماعية في البحرين حيث كان يرسمها وتطبع بالآلاف لتوزع وتباع في مدينة المنامة.
من الجدير بالذكر أن الفنان العريّض ينتمي إلى جيل الرواد من الفنانين البحرينيين، وهو رائد في مجاله حيث يستخدم تقنيات خارجة عن المألوف لتشكيللوحاته وأعماله الفنية. ولد الفنان سنة 1934 وتتنوع أعماله الفنية ما بين لوحات، رسم بالألوان الزيتية والمائية، والجرافيك. ويذكر أن برنامج “الفنان يحكي" مشروع توثيق يسجل لذاكرة الفن التشكيلي في البحرين يرويه الفنانون أنفسهم، متناولين بداياتهم وتشكل أساليبهم ثم نضوج الأساليب والممارسات الفنية لديهم وذلك عبر رصد تفاعل فنهم مع محيطه الثقافي والاجتماعي، المحلي، العربي والعالمي. وعبر الجلسات التي تقام في مركز الفنون يقوم خلالها الفنانون بسرد تفاصيل تجربته للجمهور بصحبة عوض مصورة ونماذج أعمالهم، فيما يعمل القائمون على المشروع على تسجيل وتوثيق الحديث، إضافة إلى تسجيل الحوار الدائر بين الفنان والجمهور، لتعد هذه الجلسة والمادة مرجعًا، لذاكرة فنان تشكيلي بحريني يمكن الرجوع لها باعتبار كل فنان مشارك، هو جزء من ذاكرة البحرين التشكيليّة.