-1-
استلقت ليلى على الفراش بصمت وهدوء، غطتها خالتها ثم طبعت قبلة على جبهتها، تريد أن تقول لها شيئاً تواسيها به لكن لا تدري ماذا. مسحت جبين ليلى براحة يدها ثم أخذت تداعب شعرها وهي ما تزال تفكر في ما يمكن أن تقول للطفلة ذات السنوات الثمانية. مذ علمت ليلى صباح ذلك اليوم من عويل جدتها وخالاتها أن أبويها قد قتلا في الانفجار وهي صامتة. لم تبك، لم تناد على أمها أو أبيها، لم تسأل ماذا جرى. كل ما فعلت هو أنها جلست على الأريكة تحدق أمامها حيناً وإلى الأسفل حيناً. لم تحتجّ حين أجلسوها على طاولة الطعام في المساء، "يجب أن تأكلي حبيبتي. أمك لن ترضى بألا تأكلي، الله يرضى عليك". لم تجب، لم تحاول ترك الطاولة لكنها لم تأكل أيضاً. بين العويل والصراخ ورنين أجهزة الهاتف لم يكن أحد قد انتبه إلى تغير حالتها حتى المساء، حين انهال التقبيل والعناق من كل حدب وصوب ومن ثم عبارات الطمأنينة المتناقضة بأن أبويها قد ذهبا في سفر بعيد حيناً أو أنهما طارا إلى الجنة حيناً آخر وغير ذلك من فارغ الكلام الذي يتصور به الكبار أن الأطفال من البلاهة بمكان أنهم لا يستطيعون فهم الحقيقة العارية. عزلتها خالتها عن البقية فأخذتها إلى غرفة نومها ووضعتها على الفراش. ربع ساعة تمر في الغرفة المظلمة إلا من شمعة بيضاء على صندوق الأدراج المجاور للفراش وقد ذاب نصفها في محاولة يائسة لتكون بديلاً عن الكهرباء الذي لم يزر هذا البيت بل ولم يزر الحيّ كله منذ يومين. "تصبحين على خير"، نطقت الخالة أخيراً بعد أن عجزت عن التفكير بأي جملة مفيدة أخرى. قالتها وهي ممتنة لوجود العبارات الجاهزة والكليشات التي تسعف المرء حين ينعقد لسانه. قامت وهي تسير إلى الوراء نحو الباب. لكنها جمدت من فورها حين سمعت صوت ليلى لأول مرة هذا اليوم: "الأموات لن يعودوا". نطقت ليلى بالكلمات وهي ما تزال تحدق أمامها. نبرتها حيادية، لم تفهم معها الخالة هل تريد ليلى أن تسألها سؤالاً أم تخبرها حقيقة استشفتها للتوّ. تغلبت الخالة على اللحظة المباغتة، أخذت عشر ثوان قبل أن تجيب "لا، الأموات لا يعودون". "هل يجيب الله دعاء الأطفال؟" ما تزال تحدق أمامها، لكن هذه المرة النبرة ليس فيها حياد بقدر ما فيها سؤال ممزوج برجاء، نبرة تكاد تختنق ببكاء سينفجر إن لم يحصل السؤال على جواب يرضيه. خمس ثوان انتظرت الخالة هذه المرة قبل أن تجيب: "نعم، الليلة سيجيب الله دعائك." ثم صمتت برهة قبل أن تكمل "لكن الأموات لا يعودون". "تصبحين على خير خالتي" أجابت ليلى بنفس النبرة المحايدة السابقة وأغلقت عينيها مفهمة الخالة بأن لها أن تخرج من الغرفة الآن. تخرج الخالة من الغرفة وقد قررت ألا تطفئ الشمعة.
فتحت ليلى عينيها، لكنها لا تحدق أمامها في الفراغ هذه المرة، بل تنظر عبر النافذة إلى القمر الذي امتلأ بدراً في هذه الليلة من أكتوبر. إنها تعلم من تخاطب، تعلم أنها لا تتحدث إلى نفسها وأنّ هناك من ستصله عباراتها. بهدوء وببطء كأنها تريد أن تتأكد أن كلماتها تصل المخاطب واحدة تلو الأخرى قالت "يا الله، قالت خالتي أنك الليلة تجيب دعائي. أخذتَ منّي أمي وأبي. الأموات لا يعودون، لا أريد أن يعودوا. خالتي قالت أنك الليلة تجيب دعائي. خالتي ليست كذابة، أنا أعرف خالتي. إن أجبت دعائي فلن أطلب منك شيئاً بعد اليوم، إن أجبت دعائي سأفعل أي شيء تريد. هذا دعائي: أريد يا الله، أن تعطل كل المدافع، ألا تعمل أي بندقية، ألا تنفجر أي قنبلة، ألا تنطلق أي رصاصة، ألا يطير أي صاروخ، ألا ينسف أي لغم بعد اليوم. سأنام الليلة يا الله، وسأفتح عيني في الصباح وحينها أعلم إن كانت خالتي تكذب أم لا". أغلقت عينيها وأخلدت للنوم.
أربعة عشر قرناً مرت مذ أن نزل آخر ملك من السماء بدين جديد. ثلاث ثوان مرت مذ مرّ ملك من نوع آخر ليقبض في طرفة عين عدة آلاف من الأرواح هنا وهناك. سبع عشرة ساعة مرت مذ قبض نفس الملك روح أبويها ذلك الصباح. لكن الليلة ينزل على ليلى ملك آخر : ملك الأماني، لا ينزل إلا مرة كل ثلاثة قرون. في هذه الليلة جاء دور ليلى.
لم يشعرها وجوده بالذعر ولا صوته بالقلق. لم تمتلئ الغرفة بشعاع منير كما كانت تتوقع بل قبع الكائن الجديد الذي خاطبها من الطرف الآخر من الغرفة متستراً بالظلال التي خلقها ضوء القمر المتسلل عبر النافذة. جاء صوته هادئاً ورجولياً. فاجأها هذا إذ كان قد قيل لها مراراَ بأن الملائكة ليسوا برجال ولا نساء. صوته رجولي ولكن بنبرة أبوية وشابة. "ليلى، أُمرت أن أبلغك أن أمنيتك ستحقق منذ هذه الليلة. لكن بشرط". "أنا أقبل. أنت تعلم هذا قبل أن تسأل". "لا يا ليلى، نحن لا نلزم أحداً بشيء حتى يعلم". سكتت منتظرة أن يكمل. انتظر هو ليعطيها المجال لتستعد لما هو قادم: "مناك محقق شرط أن تنامي عشرين عاماً. ستستيقظين ولن تكوني حينها طفلة. ستفيقين وقد تحقق مناك كما طلبتيه". أغمضت عينها وألقت برأسها على الوسادة ثانية وتمتمت بصوت يكاد لا يسمع "قبلت الشرط، شكراً...مع السلامة". أجابها ملك الأماني: "حباً وكرامة. موعدنا بعد عشرين سنة".
-2-
اثنتا عشر ساعة انقضت على غفوة ليلى، المكان: حيّ آخر في نفس المدينة. لم يلتفت أحد من الجالسين إلى الحالة العصبية للزبون الجديد. المكان يعجّ بالرجال والشباب وصخب حديثهم وصوت الملاعق تحركها الأيدي بعجالة لتذويب السكر في الشاي، وغرغرة الماء في قعر زجاجة النارجيلة. اقترب موعد الشتاء فلم يثر انتباه أحد ارتداء الزائر الجديد لسترة جلدية سوداء سميكة. تردد الرجل لحظة، تمتم بسرعة لنفسه بشيء ثم جرّ سحابة سترته بحركة واحدة سريعة لم تعد تنم عن عصبية لتكشف عن حزام حول خاصرته يحمل أجساماً مربعة مثبتة بشريط لاصق عريض. مدّ يده إلى ما يشبه جهاز تحكم عن بعد خاص بألعاب السيارات وهتف: الله أكبر!
برهة واحدة بدا المكان فيها وكأنه صورة فوتوغرافية تجمّدت فيها الحركة. برهة مرّت على الزبائن، على الجالسين، على صاحب المقهى وعلى الرجل ذي السترة قبل أن يدركوا جميعاً نفس الأمر: لاشيء حدث. الرجل ذي الحزام غير الناسف أفاق من اللحظة أسرع من البقية وأسرع إلى الهرب قبل أن تجتاح الموجودين غريزة واحدة فيهبوا جميعاً لمحاولة الإمساك به. عبر الباب إلى الشارع يجري رجل فشل في قتل نفسه وآخرين ويجري الآخرون خلفه يريدون قتله. "امسكوه، إرهابي، امسكوه". رجلا شرطة من على مسافة يلفتهم منظر مجموعة من الناس تجري وأمامهم رجل على خاصرته حزام طالما شاهد رجلا الشرطة مثله. الرجل ذو الحزام يكاد يصل إلى مسافة قريبة منهما. بمزيج من القلق والعصبية يصيح أحدهما "إرم إرم إرم!" لكن الآخر لا يحتاج إلى الحث فيسحب سلاحه ويقوم بتلقيمه. يسدّد ثم يضغط على الزناد..لا شيء. ثانية على الزناد، لا شيء. يفرغ صبر الآخر فيخرج سلاحه، يسدّد، يضغط..لا شيء. حالة من الهلع تتخطف الشرطيين، لكن صاحب المتفجرات المحالة إلى التقاعد والذي انشغل بهروبه من مطارديه عن الشرطيين لا يلحظهما ويجري ماراً بهما من على مسافة خمسة أمتار يلاحقه جمهور المقهى، الذي طلب بعضهم من الشرطيين إطلاق النار على الرجل الهارب. في النهاية ينجح صاحب السترة السوداء في النجاة.
في ذلك اليوم حاول رجلان آخران يرتديان ستراً سوداء وأحزمة ناسفة فعل نفس الشيء في مكانين آخرين من المدينة بلا فائدة، وحاول رجال شرطة آخرون بمسدسات وبنادق أن يطلقوا النار عليهما بلا جدوى، وحاولت جماهير المقاهي ومحلات الحلاقة الإمساك بهما. أحدهما هرب والثاني قُتل، ليس بطلقة بل تحت وابل من اللكمات والركلات. في ذلك اليوم أحيل الكلاشنكوف هو الآخر إلى التقاعد.
-3-
مرّ يومان على غفوة ليلى، والعالم لا يزال في حيرة من أمره وشكّ حول عطل القنابل والبنادق والمدافع. خرج البعض شاكراً مصلياً هاتفاً بأن الله قرر أخيراً أن يتدخل بنفسه وينشر سلامه على الأرض. مرّت أربعة أيام قبل أن يقرّر آخرون بأنّ الله ما فعل هذا إلا نصرة لأتباعه الصادقين فأزال سلاح أعداء الله وحان وقت الثأر ولكن في مواجهة عادلة تكون شجاعة الرجال فيها هي الفصل. خمسة أيام مرت قبل أن يقرر آخرون غيرهم أنه لا يهم ما يريد الله من فعله، المهم أن الأوان قد حان لكلّ من يستطيع أن يأخذ ما يريد دون خوف. وبين هذا وذلك دبّت الحيرة والهلع بين من يتساءل :من سنأكل ومن سيأكلنا؟
انقضى أسبوع على غفوة ليلى قبل أن تسيطر عصابات المخدرات على ريو دي جانيرو، ويتدفّق مئات الآلاف من المكسيكيين عبر الحدود مع الولايات المتحدة ليحققوا حلم الثراء بلا خوف من حرس حدود أو غيره. خلال شهر سبق العرب غيرهم في إدراك القوة العسكرية للحدث ورفعوا رايتهم أخيراً فوق بيت المقدس، وتبعهم الصينيون بعد أسابيع فاستولوا على تايوان قبل أن يبدأوا تحت مسمّى "الأوضاع الاستثنائية" وبأعداد هائلة من البشر بسط "حمايتهم" على منغوليا وسيبريا وأجزاء من جنوب شرق آسيا. تمّ إبادة المسلمين في مومباي وأعلنت حيدر آباد الانفصال عن دولة الهند قبل أن تسقط كلّ كشمير بيد باكستان في حين غفلت روسيا عن فعل أي شيء وفشل آلاف اليونانيين في مسيرة لاسترداد اسطنبول وإعادة اسمها إلى القسطنطينية. بعد ثلاثة أشهر لم يبق أبيض واحد في جنوبي أفريقيا ولا لبناني واحد في غربها ولا مغربي في كوبنهاغن ولا صيني في جاوه ولا أفريقي في ميلان. بعد شهرين ونصف وفي جميع المدن في أوربا وآسيا وأمريكا واستراليا بدأت السلطات تفيق من الصدمة. بدأت الشرطة وقد نُظمت من جديد وسُلحت بالهراوات والسيوف والرماح تحاول السيطرة على الأحياء والشوارع من سيطرة عصابات الإجرام وعصابات مشجعي الكرة وغيرهم ممن هبّ ودبّ.
-4-
أربعة سنوات بعد الغفوة. المكان: ساحة معركة في مدينة ما بين جيشين، ذوي الراية الحمراء وذوي الراية الزرقاء. تتقدم عربتان مدرعتان تحملان الراية الزرقاء من النهاية البعيدة من الشارع وهي تسرع باتجاه مشاة العدو من حملة الرماح والسيوف محاولة سحقهم. يسرع المقاتلون إلى التراجع مستدرجين المدرعتين إلى الطرف الآخر من الشارع. تستدير العربة المدرعة الأمامية عبر الشارع لتفاجئ بدبابة معادية تحمل راية حمراء أكبر حجماً مزودة بأداة دكّ فولاذية ثقيلة أشبه برمح سميك ذي نهاية حادة وقد ثُبتت على جسد الدبابة مستبدلة برجها. تنطلق الدبابة الحمراء بأقصى سرعة وتدكّ المدرعة الأمامية الزرقاء فتوقفها. تتراجع الدبابة الحمراء ثم تعاود الانطلاق لتدك ضحيتها الزرقاء ثانية. هذه المرة تنجح في خرق درعها وشلّ حركتها. يخرج طاقم المدرعة الزرقاء هاربين باتجاه المدرعة الخلفية لكن مشاة الحمر يمطرونهم بالسهام والحجارة. ينجح اثنان في الوصول للمدرعة الخلفية التي تتراجع عبر شارع جانبي لكنها لا تنتبه إلى سقوطها في حفرة عريضة بعمق متر ونصف مملوء بالماء حفر خصيصاً لهذه الحالة. في البركة كابلات متصلة بسلسلة مولدات كهربائية عالية القوة. أحد ضباط الحمر يقف على مسافة بعيدة، يأمر جندياً بتشغيل المولدة بجهاز تحكم عن بعد. ينفذ الجندي الأمر ولا ينجو بعدها أحد من أفراد المدرعة الزرقاء الثانية.
هنا يفاجئ المقاتلون على الأرض بظهور أربع مروحيات نقل كبيرة تبرز منها فوهات خراطيم تقترب منهم. تتقدم المروحيات بسرعة وبارتفاع منخفض. يصيح أحد المقاتلين على الأرض "زيت، زيت!"، ويسرع البعض في الفرار في كل اتجاه وآخرون يحتمون تحت أي ستار موجود، وغيرهم يدخلون العربات المصفحة وغير المصفحة. المروحيات تشغل الخراطيم التي تصب الزيت في مختلف الاتجاهات على الأرض. يستمرّ الرش لعشرين ثانية ثمّ يشعل الرجال داخل المروحيات كل منهم فتيلاً ويتركه يتساقط على الأرض ليشعل ناراً تلتهم ما في طريقها حيثما سقط الزيت. تطير السهام باتجاه المروحيات محاولة إيذاءها بطريقة أو بأخرى بلا جدوى.
لكن المروحيات ليست لوحدها في الساحة وتُفاجأ هي بدورها بمروحية أخرى التفّت عليها قادمة من خلف بناية قريبة وهي تحمل بواسطة أربعة سلاسل صبة أسمنتية ثقيلة، فتحلّق بسرعة باتجاه المروحيات الصابة للزيت وتناور ببراعة موجهة الصبة الأسمنتية تجاه مراوح طائرة معادية. تعرقل الصدمة عمل المراوح وتهتز الطائرة المستهدَفة ثم تدور على نفسها قبل أن تتهاوى ساقطة على الأرض رغم محاولات الطيار. أمام هذا قررت الطائرات الأخرى الهرب على الرغم من أنها أكثر عدداَ.
-5-
لم يعد منظر الفتاة كما كان منذ أن خلدت للنوم قبل عشرين عاماً. تقف على تلّ يشرف على واحدة من ساحات آلاف المعارك الدائرة اليوم وخلفها ملك الأماني يروي لها ما يجري. منذ أن استيقظت صباح هذا اليوم من نومها الذي اختارته بإرادتها من أجل تحقيق أمنيتها وهي تسأل ملك الموت عن أخبار الدنيا وهو يأخذها معه في رحلة عبر العالم في ثمانين دقيقة عبر المدن والبلاد والقارات. بعد كل مدينة وكل وبلدة وكل ساحة معركة يزداد وجهها شحوباً وينطفئ بريق الفضول الذي انتابها منذ أن استيقظت. سألته كم من البشر يعيشون على وجه الأرض؟ الجواب خمسة مليارات. سألت ثانية"كم كانوا قبل عشرين عاماً؟". أجابها "أكثر من ستة مليارات". أحس الملك في نهاية روايته لأحداث المعركة التي تجري أمامهم أنها تريد قول شيء كانت تكتمه منذ حوالي الساعة. قال لها: "أعرف ما تريدين أن تقولي يا ليلى. فلا تستحي ولا تخشي قوله. أنا ومنذ عشرين سنة رهن خدمتك". أدارت وجهها نحوه ولكن عيناها تطرقان إلى الأرض وقالت: "لقد خدعتني يا ملك". أجاب: "لا يا ليلى, لم أخدعك لكننا لا نغيّر النفوس". سكت برهة ليتركها تستوعب هذا الكلام ثم قال: "لك أمنية واحدة أخرى".
-"ماذا لو تمنّيت أن ترخوا الأحجار، وتنخمد النيران، وتلتثم السكاكين والسيوف والرماح بل ويزول الحديد، وتنطفئ الكهرباء وتتبخّر الزيوت؟ أعندها ينتهي القتل؟"
-"لا. سيتضورون جوعاً وسيموتون برداً ومرضاً ولكن لن ينتهي القتل ولا القتال. سيقتلون بعضهم بأيديهم لو لزم الأمر، والحجارة الرخوة بدل أن يدكوا رؤوس بعضهم بها فسيخنق أحدهم الآخر كما يُخنق المرء بالوسادة. وإذا زال الحديد فسيقتلون بعضهم بالخشب وإذا زال هذا وذاك فسيغرقون بعضهم بعضاً في الماء. أم أنك ستحرمينهم الماء؟"
-"قلت لي أن لي أمنية أخرى. هاك أمنيتي هذه. خذني إلى أمي وأبي"
أدار ملك الأماني رأسه صوب ساحة القتال وهو يبحث عن ملك الموت. التقت عينا الملكان فأشار ملك الأماني بإيماءة من رأسه ثم التفت إلى الفتاة الصغيرة ذات الثمان وعشرين سنة وقال لها: "حباً وكرامة".