نظراً لاهتمام السلطنة بمخزونها الثقافي والتاريخي فقد حرصت على تنويع المتاحف في التشكيلات التي تعرضها للزوار من السلطنة وخارجها، كالمتحف الوطني الذي تملكه الحكومة ويضم مجموعات متكاملة من المقتنيات والشواهد التاريخية والتراثية للبلاد، بصورة تبرز كافة الأبعاد الثقافية. ويأخذ المتحف الوطني من مدينة مسقط مقراً له بجانب قصر العلم العامر، وهو المشروع التراثي الضخم الذي يأتي ضمن سلسلة المشاريع المتحفية التي قامت بها وزارة التراث والثقافة. وهناك أيضاً المتحف ذو الطابع العلمي الذي يختص بأهم العلوم التقنية، الطبيعية والأحيائية كمتحف التاريخ الطبيعي. إضافة إلى متحف الفنون الذي يهتم بتجميع وعرض صنوف الآداب، اللوحات الفنية، فنون الغناء والرقصات، الآلات الموسيقية والأزياء وغيرها مما تشتهر به البلاد مثل متحف الزي العماني. إلا أن المتاحف التاريخية التي تعمل على استعراض الأدوات والأواني والحلي القديمة والمخطوطات الوطنية هي أكثر نوع من المتاحف انتشاراً في السلطنة. ويأتي متحف بيت آدم، متحف الحصن القديم، متحف بيت الزبير ومتحف بدية كأبرز الأمثلة على هذا النوع من المتاحف. ونستعرض فيما يلي أهم المتاحف التابعة لحكومة السلطنة:
متحف الطفل
من أبرز ما يميز هذا المتحف من بعيد هو الشكل الخارجي للقبتين اللتين تشكلانه. ويعد هذا المتحف وسيلة تعليمية أكثر من كونها ترفيهية لشتى صنوف المعارف التي ترتبط بالحياة. وعلى العكس من اسمه فإنه لا يستهدف فئة الصغار وحسب وإنما يناسب جميع الأعمار، ولكنه سمي بهذا الاسم للسبل السلسة واليسيرة التي يستخدمها لترسيخ المعلومة في عقول الأطفال.
متحف التاريخ الطبيعي
يعد أحد أهم المتاحف التاريخية بالسلطنة. ومن أحد المعروضات المتفردة فيه هي بقايا مرجان متحجر يقدر عمرها بـ 270 مليون سنة مضت، وبقايا شجرة متحجرة تعود إلى 260 مليون سنة. كما توجد به بقايا لفك يقال بأنه كان لأحد أنواع القردة. إضافة إلى ذلك يستعرض المتحف مجموعة من الهياكل العظمية والجماجم لحيتان متنوعة كهيكل لحوت العنبر الذي يبلغ طوله 14 متراً. وإلى جانب ذلك، يحكي المعرض من خلال معروضاته قصة حياة بعض الكائنات الحية كالفراشات والزواحف وغيرها من المجموعة الأحيائية.
المتحف العماني الفرنسي
هو بيت أثري تم استغلاله ليخدم التراث العماني، إذ يعود إلى أكثر من 170 سنة مضت، ولقد مثل هذا المتحف مقراً للقنصلية الفرنسية بالسلطنة في عام 1896م. ويضم مجموعة من الأوراق والمخطوطات والطوابع والحلي وملابس تقليدية عمانية وفرنسية. كما يعرض المتحف طبيعة العلاقات التي ربطت السلطنة بفرنسا.
المشاريع التراثية الخاصة
في إطار اهتمام الحكومة بإشراك الأفراد من العمانيين في إبراز كنوز السلطنة الوطنية فقد حثت على الاستثمار في هذا المجال والنهوض بالقطاع الخاص دعماً للوزارة وما تقوم به من جهود حثيثة في الحفاظ على تاريخ وثقافة وتقاليد هذا الوطن وكذلك كخطوة سباقة نحو سياحة تاريخية مثرية. وفيما يلي أمثلة على بيوت التراث الخاصة ، متحف الزي العماني وهو يستعرض في جنباته مجموعة زاهية من الأزياء العمانية التقليدية التي تلبس في مختلف الولايات والمحافظات حفاظاً على تشكيلتها الأصلية وخوفاً من ضياعها وسط الزخارف والتصاميم الحديثة التي تطرأ على الملابس العمانية سواء للرجل أو المرأة.
ومتحف بيت آدم ويحتوي هذا المتحف على مخطوطات ورسائل قديمة وعملات نقدية معظمها معدنية، إضافة إلى تحف فنية زاهية وحلي باهية من الفضة.
إضافة إلى متحف الحصن القديم ويضم هذا المتحف مجموعة جميلة وعتيقة من المقتنيات الأثرية والأسلحة والطوابع والمشغولات اليديوية من الخزف والسعف وغيرها.