وصل مهرجان صيف البحرين لعام 2016م، والذي جاء بشعار "صيف البحرين وجهتك"، إلى ختام رحلته التي امتدت على مدار شهر كامل قضاه في صناعة فعل الثقافة عبر فعاليات متنوعة استقطبت أكثر من 80 ألف شخص وأقيمت في كل من الصالة الثقافية وخيمة نخول في متحف البحرين الوطني.
وبهذه المناسبة أقامت هيئة البحرين للثقافة والآثار حفلاً ختاميا في حديقة نخول مساء اليوم السبت الموافق 6 أغسطس 2016م، وذلك بحضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة الثقافة وتواجد دبلوماسي رفيع المستوى، إضافة إلى حضور داعمي مهرجان صيف البحرين ومحبيه والمهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين. مع العلم بأن المهرجان يشهد يومه الأخير يوم غد الأحد الموافق 7 أغسطس 2016م من الساعة 4:00 مساء وحتى 9:00 مساء.
وقالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "في ختام مهرجان صيف البحرين نتلمّس الأثر الإيجابي الذي عملنا على صناعته من خلال فعل الثقافة، نلاحظه ونشعر به في ابتسامات الأطفال الذين شاركونا الفرح مع عائلاتهم على مدار شهر كامل"، مؤكدة معاليها أن هيئة البحرين للثقافة والآثار اجتهدت في تقديم الثقافة المحلية، الإقليمية والعالمية عبر مهرجان صيف البحرين للجمهور من جميع الأعمار. وأردفت معاليها: "اخترنا أن يكون صيف البحرين وجهة جديدة لجميع زوار مملكتنا، واخترنا أن يكون موقعه إلى جانب البحر، الذي منه نستلهم ثقافتنا العريقة ونستدرج من خلاله أجمل ما لدينا من مقومات حضارية اجتهد أجدادنا في تكريسها وغرسها في هذه الأرض، من البحر حيث اللؤلؤ يحكي قصته التي نفخر ان تكون طريقه ثاني موقع تراث انساني عالمي في البحرين ووجهة للعالم عام 2018م حين تكون المحرق عاصمة للثقافة الاسلامية"، موضحة أن مهرجان صيف البحرين هو موسم من حراك ثقافي يتكامل مع معالم، متاحف، منازل، مواقع وكل مواسم البحرين الثقافية. وجددت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة شكرها لرعاة وداعمي المهرجان، قائلة: "صيف البحرين هو منجز إنساني يحق لنا أن نفتخر به، ولم يكن ليرى النّور لولا جهود كوادر هيئة البحرين للثقافة والآثار وكل الذين آمنوا معنا بالعمل الثقافي وأهميته لمجتمعاتنا من سفارات وشركات ومؤسسات إعلامية".
وشهد حفل الختام فقرات عديدة، بدأت مع فرقة الشرطة الوطنية، تلاها تكريم السفارات المشاركة في صيف البحرين وكل الداعمين للمهرجان بالإضافة لفريق عمل الصيف وفريق المتطوعين. كما وقدمت فرقة محمد بن فارس فقرة موسيقية مليئة بالألحان البحرينية الأصيلة. هذا وقدمت الفائزة بلقب نجم نخول إلينا شكري مجموعة أغاني عالمية بلغات مختلفة وأدهشت الجمهور بأدائها المحترف وصوتها المميز الذي يعد بمستقبل فني باهر.
وعمل مهرجان صيف البحرين على استحضار العديد من الفعاليات القادمة من ثقافات مختلفة وفي مواضيع متنوعة كالفن، الموسيقى، التشكيل والمسرح وغيرها، حيث انطلق يوم 7 يوليو الماضي ويستمر حتى نهاية يوم 7 أغسطس الجاري. وقدّم الصيف عروضا وحفلات في الصالة الثقافية وأنشطة متنوعة تضمها خيمة نخول الواقعة إلى جانب متحف البحرين الوطني. وجاء المهرجان هذا العام بالتزامن مع احتفاء هيئة البحرين للثقافة والآثار بالمقومات الثقافية والحضارية البحرينية بشعار "وجهتك البحرين"، حيث يضم برنامج الهيئة العديد من الفعاليات الممتدة على مواسم ثقافية طوال السنة. وشكلت الفعاليّات التي يقدمها مهرجان صيف البحرين وجهة ملائمة لجميع أفراد العائلة، وذلك لتنوعها واجتماعها تحت سقف واحد وتمثيلها لنموذج راق من التواصل الإنساني والتبادل الثقافي الذي تسعى إلى صناعته مملكة البحرين، التي لطالما عرفت بانفتاحها ومبادرتها لبناء جسور التواصل ما بينها وبين مختلف شعوب العالم.
الصالة الثقافية، عروض عربية وعالمية للجميع
وعلى مدى أيام مهرجان صيف البحرين شهدت الصالة الثقافية العديد من العروض المتميزة التي انطلقت مع والآثار حفل غنائي أحياه المتأهلون للمرحلة النهائية من برنامج ذا ڤويس كيدز النسخة العربية بمشاركة الفائزة بلقب "أحلى صوت" لين حايك، زين عبيد، جويريّة حمدي، أمير عمّوري، غدي وجوان جبور. ومن بعدها استقبلت الصالة خمسة عروض متتالية للسنافر، حيث استمتع الأطفال بمشاهدة شخصيات السنافر المحبوبة بشكل مباشر بعد أن كانت مجرد شخصيات تطل عليهم من خلال شاشة التلفزيون والسينما. وامتلأت الصالة الثقافية بضحكات الأطفال ودهشتهم من الحكايات التي سردها العرض.
وبدعم من السفارة المصرية لدى مملكة البحرين استضافت الصالة الثقافية حفلا أحيا أجمل إبداعات الفنانة المصرية المشهورة "نجاة الصغيرة"، حيث أدت الأغاني الفنانة إيمان عبد الغني برفقة معزوفات فردية وجماعية لفرقة الموسيقى العربية التابعة لأكاديمية الفنون المصرية بقيادة المايسترو عماد عاشور وإشراف الدكتور أشرف هيكل عميد المعهد العالي للموسيقى العربية.
وعلى وقع الأنغام الأندلسية الأصيلة، اختتم مهرجان صيف البحرين عروضه في الصالة الثقافية، حيث أحيت فرقة الفنان العالمي لويس دي لاكارسكا أجمل رقصات الفلاميكو القادمة من قلب إسبانيا. وخلال العرض الذي أقيم بالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى مملكة البحرين، سافر الجمهور في رحلة فنيّة رائعة وممتعة إلى قلب إقليم الأندلس في إسبانيا برفقة مغني الفلامنكو العالمي المبدع ومصمّم الرقصات لويس دي لا لويس دي لاكاراسكا وفرقته "فلامنكو فيفو" التي أسّسها في أوائل تسعينيات القرن الماضي.
خيمة نخول تدهش أصدقاء مهرجان الصيف الصغار بفعاليات كثيرة
وبموقعها مقابل مسرح البحرين الوطني ووقوفها إلى جانب متحف البحرين الوطني، لتكون بذلك ما بين اثنين من أعرق الصروح الثقافية لمملكة البحرين، عملت خيمة نخول على استدراج أجمل الاشتغالات الثقافية وتقديمها للعائلات والأطفال من خلال تجارب اتخذت أشكالا مختلفة، منها: ورش العمل، العروض المسرحية، الحكايات واللقاءات الثقافيّة والتفاعلية، حفلات استعراضية وموسيقى وغيرها.
وتضمن برنامج الخيمة الذي تكون من أربعة أسابيع أحداثا ثقافية شاركت في إنجاحها العديد من الجهات من كسفارات كل من جمهورية مصر العربية، الولايات المتحدة الأميركية، جمهورية السودان، فلسطين وأندونيسيا. إضافة إلى مشاركة كل من مركز عيسى الثقافي ومركز سلمان الثقافي، المجلس الثقافي البريطاني، المبادرة الوطنية للزراعة، مركز سرد: بيت الطفل الثقافي، مكتبة الاسكندرية، MTE، محرّقي للتصميم، مجلة وطني، ....
كما وقدمت خيمة نخول برنامجا مميزا لأول مرة هذا العام حمل عنوان "رحلات نخول لاكتشاف البحرين"، حيث شكلت الرحلات تجربة فريدة تعرف المشاركون من خلالها على أبرز المواقع الثقافية، المنازل التراثية، والمعارض الفنيّة، وغيرها، بمشاركة فاعلة لثمانية من الكفاءات الوطنية المتميزة كمرشدين متطوعين من جامعة البحرين، وذلك في مواقع جغرافية ذات قيمة تاريخية ابتداء من مدينة المحرق، مرورا بالعاصمة المنامة، لتصل الرحلات جنوبا لمدينة الرفاع، ولتحظى كل من هذه المناطق بأسبوع استقلت خلاله المشاركين في رحلات نخّول.
صيف البحرين يعلن عن "نجم نخول" لعام 2016م
ولخمسة أيام متتالية، تنافس عشرات الأطفال للحصول على لقب "نجم نخول"، وذلك في مسابقة المواهب التي استطاعت الطفلة المصرية إلينا شكري خطف أنظار لجنة التحكيم فيها يوم الجمعة الموافق 5 أغسطس الجاري والحصول على اللقب. وحلت في المركز الثاني الطفلة نور يعقوب، ومن بعدها في المركز الثالث الطفلة نور سعود.
وأقيمت مسابقة "نجم نخول" هذا العام بالتعاون مع كل من معهد البحرين للموسيقى وتنافس خلالها الأطفال ما بين سن 5 و15 لتقديم مهاراتهم مجالات عديدة كالغناء، العزف الموسيقي، المسرح والفنون الاستعراضية.
وشهدت المسابقة ثلاث مراحل أولها أقيمت في خيمة نخول ودخل خلالها المتقدمون إلى المسابقة في منافسة للحصول على مكان في عروض المسرح المباشرة أمام الجمهور. أما المرحلة الثانية فأقيمت على مدى ثلاثة أيام متتالية على مسرح نخول بحضور لجنة تحكيم تضم ممثلين عن إدارة الخيمة، فنانين ومسرحيين، قاموا بتصفية المشتركين ليصل العدد النهائي للأطفال إلى 9، والذين دخلوا في تصفية ليصل عددهم إلى 3.