بعد عامٍ بالتمام والكمال من الاحتكاك اللذيذ والقبل الطويلة في بلكونات المقاهي وزوايا الحدائق العمومية. من البكاء المشترك في كورنيش الحب على إيقاع أغاني الشاب حسني، وأشياء أخرى لم أعد أتذّكرها. قرّرنا أن نتزوّج على سنّة الله ورسوله. دشّنا الفكرة بحفلٍ خطوبة صغير حضره المقرّبون من عائلتي وعائلة اسماهن، فضلاً عن حضور إمام مسجد الحيّ التمتام بدشداشته الوسيعة وبُلغة صفراء. ثم أقمنا فيما بعد حفل زفاف ضخم في قاعة "الأميرة " الموجودة في الضاحية، حيث صدحت الموسيقى ورقصَ الجميع حتى ساعة متأخرة من الليل. تعرّقت الآباط وتعبت الأجساد. وحدث تعارف موسّع بين العائلتين وبين المدعويين.
كنتُ في سنّ 24، وكانت هي في سنّ 20،عندما أصبحنا نعيش تحت سقفٍ واحد وننام فوق ملاءة سرير ناعمة. نمارس الحب ثلاث مرّات أو أكثر كلّ ليلة، ونسترخي بمعنويات مرتفعة. أذهب إلى العمل وأقول صباح الخير للجميع، وأغضّ الطرف عن تصرفات المدير الخشنة. الحياة جميلة تحت أقدامي لولا أنّ ساعات الليل قليلة، هكذا كتبتُ يوماً شمال السبورة وطلبت من التلاميذ أن يضعوا خطّاً تحت الكلمات المهمة، وخطين تحت الكلمة المفتاح.
نجح الصغار في الوصول إلى الإجابة ونجحتُ بدوري في حياتي الزوجية إلى حدود الشهر الثالث عندما سقط القناع عن وجه اسماهن(يا لروعة اسمها) وبدأت تطالبني بأشياء غريبة كلّما آوينا الى حفرة السرير. تجرّدني من السروال والتبّان بقسوة كما لو أنني طفل شقيّ، تنحني أمامي بتواضعٍ مقزّز وتمصّ قضيبي رافعة رأسها في اتجاهي من حين لآخر. أتمدّد على ظهري (هي التي تأمرني بذلك)، ثمّ تبدأ زوجتي الجميلة في الصعود والهبوط مثل ميزان الحرارة. نعم وضعية الفارسة كما قرأتُ في إحدى المجلات فيما بعد. الأمر كان لذيذاً خصوصاً عندما كنت أصفع ظلفتي مؤخرتها بيدي الخشنة ويعلو دويّ لذيذ في الغرفة. تماما كما كان يصفعنى معلّم التحضيري على وجهي. تصل اسماهن إلى أعلى القمة وتطلق زغرودة أمازيغية صافية تتلاشى مع صوت التلفاز الذي حرصنا أن نبقي عليه مرتفعاً، حفاظاً على سرّ المهنة.
رضختُ للأمر الواقع مكرهاً، فيما تماهت زوجتي في حماقاتها حدّ أنها أصبحت تنسى نفسها وتغرس أسنانها في قطعة اللحم المنتصبة. أتشاهق ألماً وأجفل إلى الوراء. صراحة خفتُ على ممتلكاتي الخاصة أنا الذي لازلت أحمل أثر عضّة كلب الجيران أسفل الساق. انتبهتُ،أيضاً، إلى أنّ قضيبي مهدّد بالكسر في أي لحظة بفعل صعود السيدة القوي وهبوطها المتهور، وحسمتُ في اتخاذ القرار عندما سمعتُ رجلاً مسنّا يقول لصديقه في الحمّام "كسر الجزر مثل الزجاج لا يُجبر". من أين سأبدأ سرد الحكاية للطبيب إذا ما حدث الكسر الذي تحدّث عنه الرجل المسن؟ بأيّ وجه سأجلس مع أمّي وأبي حول طاولة الأكل؟ وكيف سأرفع رأسي وأنا أهمّ بوضع اللقمة في فمي؟.أتساءل مع نفسي كلّما وجدت نفسي على بعد خطوات من المأساة.
ثارت اسماهن في وجهي من أجل انتزاع مطالبها المشروعة مثلما ثار تشي غيفارا من أجل الفقراء والمعدمين. نعتتني بالمتخلف والبدويّ وأوصاف أخرى بذيئة. وأصبحنا نمارس الحب على مضض. المهم بشكلٍ طبيعي مضمون السلامة هذه المرة، وفي صمتٍ مطبق كما كان يفعل أبي وأمي. كنت أخمّن ذلك. لكن المشكلة تطوّرت من جديد عندما أصبحتُ أسبقها الى القمة وأشعر بالعظمة. فيما تتخلف هي ورائي وتصل متأخرة مثل تلميذة مخذولة بصندل ممزّق وحقيبة متآكلة الحواف. ويحدث ألا تصل وتنتصب وسط الغرفة مثل فزّاعة. تشتمني وتبصق في اتجاهي. أمسح الرذاذ المتطاير على وجهي من فمها وأصبر. عبثاً كنت أحاول أن أخصّب كلامي بالتملق والتوسل.ودون جدوى حاولت شراء غضبها بالهدايا، واصطحابها إلى حديقة الحيوان.
تهدّمت قنطرة الحب المغشوشة في الشهر السابع .وظهر جنريك الفيلم الرومانسي الغريب على الشاشة الكبيرة بخطّ مضغوط. افترقنا بتنازلات كبيرة من الطرفين وبأعذار واهية قمنا بتوزيعها،نحن الزوجين الشابين،على أفراد العائلة كما لو أنّنا نوزع مناشير الحملة الانتخابية على العموم بابتسامة محتالة .
بعد تجربتها الفاشلة مع كاتب هذه السطور، تزوجت اسماهن بأكثر من رجل، لكنها لم تعثر على الفرس الأصيل، ولا على مصّاصة الحلوى الحمراء بمقبضٍ خشن في أسوأ الحالات. وانتهت موظفة حزينة في وكالة ويسترن يونيون بالمدينة. هكذا شبه درداء وبمؤخرة ممسوحة كما لو أنها تدخّن الحشيش أو تتناول ملعقة من السم قبل النوم. وجهها مكتظ بالبتور والألم. فيما وصلتُ أنا إلى عام 2016 بحيوانات منوية ضعيفة مثل فقاعات صابون فارغة لا تصلح لشيء. بل أكثر من هذا بترتُ عضوي التناسلي من الجذر تقريباً ورميت به الى قطّ الجيران. أبقيت على جزءٍ صغير مثل ظفر يكفي لإخراج الليموندا وسوائل أخرى. وحدها جثتي الصلبة التي قاومت هذه السنوات تصلح لجرّ عربةٍ عامرة بالأزبال ونفايات الفقراء. ولا يهم أن يرقص فوق العربة طفل بئيس بمخاطٍ لذيذ يطل من فتحتي الأنف.