تتناغم حالة الاغتراب بالمنفى بالموت في قصيدة الشاعر الفلسطيني المغترب، وهي حالة تعري حالة الاغتراب المضاعف التي تعيشها الذات وهي تحاول أن تتلمس خطوها نحو الحياة، في هذه الحالة الاستثنائية التي تشرحها قصيدة الشاعر يبزغ بعضا من التشظي والاغتراب الفلسطيني العصي.

استوقد بالماء غمومي

حسن العاصي

عابر لرمل يغسل الخطايا
صوب ودائع الزيتون
أسبح في الأرض
تماماً شرق الليل الجاثم
فوق النهر
أحمل العصا
أختبر توبة الدروب
لم يمسني لون المعصية
منذ استل المطر
كف الصباح الأبيض
كنت استوقد بالماء غمومي
وقد بلغ الظمأ الانشطار
كانت هناك
ترتدي شال الأولياء
لا تشبهها شرفة الصلاة
ولا سدرة المرايا
تحمل في الضفائر البيضاء
موتاً يليق بالغريب
قالت
من اصطفاك بساطاً للنعش
ومن وهبك الفرس
قلت كان لي كرامة البكاء
بمقام القبور
قالت واكبداه
حزنك موتور أيها الشقي
على بعد وطأة
من النشور
مثل صدع التراب
انشق الليل موجاً
بمذاق الريح
ملأت يقظتي بالإيمان
ارتعش الفراغ في الغيبوبة الثانية
لاعلم لى أي الأخضران
غفوت على قارعته
لم أفق
سلخت جسدي
توسدت دهشة البياض
ثوباً للكفن
قالوا
خلف الوادي يشيب صوت المطر
استنشقت طيب العذارى
قبل أن يرمق التراب
جسدي البارد
في الثلاثاء الخامس للموت
قالت بنات العم
هنا يرقد الغريب
وُلِدَ من رحم التهجد
عاش سبعون طعنة
ومات ضريراً
في الأربعين
قبل بلوغ الفِطام.