في "دار العفّاس" قرب باب القصبة خلف أسوار المدينة العتيقة كان الإعلان الرسمي عن اِنطلاق تظاهرة شعرية ضخمة ستتواصل حتى شهر مارس/ آذار المقبل وتحمل عنوان "ديوان صفاقس الشعري" أو "فصول الشعر الأربعة" والتي يديرها الشاعر منصف المزغنّي وترعاها الجنة التنفيذية لعاصمة الثقافة العربية وتشارك في تنظيمها جمعية "صفاقس تحلم".
في ذلك المنزل الصفاقسي العتيق الذي يعبق تاريخا وجمالا أكدت هدى الكشو المنسّقة العامة لتظاهرة "صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016" أنّ هذه التظاهرة وغيرها هي محاولات لدعم ملف ترشيح المدينة العتيقة لتكون تراثا عالميا، وأن ننشّط هذه المعالم الأثرية ثقافيا في إطار عاصمة الثقافة العربية..."
الكشو التي رحّبت بالشعراء الضيوف وأكدت أنّ صفاقس ستكون قِبلة لعدد هامّ من الشعراء التونسيين والعرب خلال الأسابيع المقبلة، أشارت أيضا إلى دور الشبّان الذين تطوّعوا من أجل الشعر والحياة وأجل تحقيق الحلم ومن أجل تونس أيضا وقالت "إنهم يُسهمون في تحيقي الحلم وفي أن تكون صفاقس شمعة مضيئة في عالم الثقافة العربية..."
أما الشاعر منصف المزغني فقد أشار إلى أنّ أحد أهمّ أهداف هذه التظاهرة الشعرية هي أن يسجّل شعراء تونس المنتشرون في كل محافظاتها حضورهم في هذا العرس الثقافي العربي الكبير، وهي فرصة ليلتقي هؤلاء بشعراء عرب يأتون تباعا للمساهمة في تأثيث الأصبوحات والأمسيات والسهرات الشعرية ليس في صفاقس فقط بل وفي مدن تونسية أخرى.."
المشروع في أساسه هو تفكير في الأجيال الشعرية القادمة، وهي تظاهرة مفتوحة لهم لكتابة الشعر وتعلّم مبادئه ولتدارسوا أشعارهم فيما بينهم فضلا عن تقديم دروس في العَروض".
وأشار المزغنّي أنّه سيتمّ الإعلان قريبا عن مسابقة للأطفال والشباب بين السادسة والثمانية عشر من العمر في حفظ عيون الشعر العربي وسوف تكون الجوائز محفّزة وتترواح بين 500 و5000 دينار تونسي.."
فصول الشعر الأربعة
ووسط حضور كبير من أحبّاء الشعر ومريديه بالقاعة الكبرى للمركب الثقافي محمد الجموسي، اِنطلقت السهرة الإفتتاحية لبرنامج "فصول الشعر الأربعة" والتي تتنزّل في إطار تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 والذي يهدف لجعل الشعر فعلا ثقافيا يوميّا ومتأصلا وليس مجرد حدث عابر أو مناسباتيّ، وذلك بالإعتماد على ثلاث محاور كبرى وهي إنجاز تظاهرات متواصلة نهايات كل أسبوع يتم فيها إنشادٌ للشعر إمّا بدار العفّاس بالمدينة العتيقة أو بالمركب الثقافي الجموسي أو في بعض دور الثقافة والشباب في مدن المحافظة وقراها، فضلا عن إنجاز أمسيات شعرية بحضور شعراء كبار من تونس ومن الدول العربية الشقيقة.
هذا بالإضافة إلى إنجاز "ديوان صفاقس الشعري" وهو مشروع واعد من أهم مفرداته تدريس الشعر وإنجاز مسابقة في حفظ عيون الشعر إلى جانب إصدار كتاب بعنوان "ديوان صفاقس الشعري" والذي يضمّ مختارات لشعراء صفاقس على مر العصور.
والسهرتان الشعريتان التي أقيمتا في مركب الجموسي تواصلتا إلى ساعة متأخرة من الليل حتى أن السهرة الثانية امتدّت لحدود الثالثة صباحا، وحضر فيها الطرب والشعر حيث إلى جانب القراءات الشعرية تضمّن برنامج اللقاءات مداخلات موسيقية للفنان سمير العقربي والفنان جلول الجلاصي الذي راوح بين عزف الناي والغناء وتقليد أشهر الفنانين التونسيين والعرب، بالإضافة لعازف السنتور العراقي زكي درويش، كما كان للفنان كريم وصفي ومجموعته فقرة موسيقية رائعة جدا خلال السهرة الثانية.
كما احتضنت دار العفّاس صباح اليوم الثاني أصبوحة شعرية شارك فيها عدد من الشعراء.
الجدير بالذكر أنّ الشعراء المشاركين جاؤوا من العراق وفلسطين ومصر والسعودية، حيث شارك كلّ من مناضل التميمي ومنار القيسي وكاظم الوحيد من العراق ومحمود النجار ورولا اشتية من فلسطين وإبراهيم الصديقي من الجزائر ومحمد الجلواح منة المملكة العربية السعودية وطارق أبو النجا وأحمد يحيى واحمد قنديل من مصر ونادية العمراني من المغرب وآمنة نوري من السودان.
ومن تونس شارك عدد كبير بينهم آدم فتحي ومحمد الهادي الجزيري وسلوى بن رحومة وشمس الدين العوني وسمير العبدلي والهادي القمري وساسي جبيل وحيد القريوي وعادل الهمامي وأيمن حسن ومنية بوليلة وراوية جراد وآخرون.