يتناول الناقد العراقي هنا كتاب (ديوان الشعر العربي في الربع الاخير من القرن العشرين) الذي قدم فيه محمد بدوي نتاجات شعرية لـ27 شاعرا مصريا يمثلون المشهد الشعري المصري بكل توجهاته.

رهانات اليوتوبيا الغائبة

دراسة في ديوان الشعر العربي في الربع الاخير من القرن العشرين

إبراهيم داود

المشهد الشعري المصري

ضمن سلسلة كتاب في جريدة، اصدرت الصباح العراقية كتاب (ديوان الشعر العربي في الربع الاخير من القرن العشرين) قدم فيه محمد بدوي نتاجات شعرية لـ27 شاعرا مصريا يمثلون المشهد الشعري المصري بكل توجهاته ولاننا بصدد قراءة هذا المشهد والذي تناولنا فيه نماذج من نصوص الكتاب لا بد ان نكون على يقين من ان اطلاق الاحكام الجاهزة يعبّر عن عجز وقصور في المعيار الثقافي والفني كونه لا يعتمد رؤى حقيقية مستنده الى عمق معرفي يستطيع تشخيص المناطق الممتلئة والرخوة والهشة في المنجز المقصود. وعليه لايمكن تقييم منجز الشاعر وامكاناته الفنية من خلال قراءة نص واحد . ولاننا ازاء نصوص شعرية لمجموعة من الشعراء المصريين ومن بيئات مختلفة يمثلون المشهد الشعري المصري ، لابد من القول ومن خلال النصوص موضوع القراءة والتي جاءت باشكال متعددة ورؤى متشابه ،ان الحركة الشعرية الماروثونية التي تبنت الانقلابات ابتداءا من انقلاب السياب ونازك الملائكة مرورا بالانتفاضة النثرية الني قلبت الكيانات المستقرة باعثة من خلال سياقاتها نشيدا متشظيا استطاع ان يفلق المساحات المستقرة للعمود والتفعيلة وصولا الى مثابات النص المفتوح والكتابة الجديدة والتي انصهرت فيها الاجناس الادبية في بوتقة واحدة ،اذن لابد ومن خلال هذا العصف المتصاعد الذي استطاع ان يدحر فترة زمنية طويلة هيمنت على الساحة الشعرية ان يضع بصماتة في المنتج الحديث وفي مستويات مختلفة مؤثرا وممتاحا من وفي المنظومات الفكرية والمنهجية باثر فعّال لا تقليدي.

الكتابة الحديثة تتطلب تهشيم البنى الرابطة وتمزيق النسيج المعطِّل لحركة الكشف والخروج الى افاق استكشافية ومناطق لغوية وشعرية غير مرتادة، يقول الشاعر والباحث د. خزعل الماجدي في كتابه العقل الشعري الكتاب الاول (ان السرياليين استطاعوا ان يضيئوا بعض مناطق العقل البشري) وعلينا نحن معشر الشعراء وفي افق الكتابة الجديدة المتمثلة بقصيدة النثر والنص المفتوح الولوج الى هذا المعترك واضاءة المناطق المهملة التي لم يصلها الضوء لا ان نبقى في حقل المراوحة التقليدية الوصفية وان نتجاوز مرحلة التابع المقلد للنشاط الثقافي الغربي وهذا لايعني التخلي عن العملية التلاقحية المعرفية وكذلك مغادرة السلوك الكتابي لبعض الاجيال السابقة ومنها تحديدا الجيل الذي تاثر بالشعر المترجم والذي اضحى ضحية مثل هذه الاشتغالات حيث برزت الى الساحة الثقافية نتاجات شعرية تحمل هوية وجينات ذلك المنتج والتي تبناها عدد من شعراء تلك المرحلة ،اذن هي دعوه لوضع البصمات على مناطق جديدة ربما تكون غير مأهولة شعريا وهي في نفس الوقت ليست دعوة للعودة الى السريالية لكن يمكن اعتبارها تجاوزا لكل المراحل التطورية التي عصفت بالاجيال الشعرية .

ثمة سلوك(لا شعري) فيما يخص الاجناس التي ذكرنا يحاول ان يتجاوز معطيات التلقي حيث يصل الى المنطقة المغلقة دلاليا ويتجاوز عتبات الانفتاح وصولا الى منطقة غير راكزة ،منطقة عائمة يمكن تسميتها منطقة المجاهيل المغلقة عندها تتوقف كل اليات التلقي ،يذكر د. محمد صابر عبيد في كتابه المتخيل الشعري (اللغة تتوقف عن اداء وظيفتها عندما يتخطى التعدد الدلالي حدا معينا) اي بمعنى ان مستوى الانزياح يجب ان لا ينقطع انقطاعا كاملا مع الاصل لانه يصل بالنص الى دائرة الغموض الكامل غير القابل للتحليل .

اذن نحن ازاء مرتكزين، الاول يسعى الى ان يكون تقليديا ومقلدا ومتاثرا والثاني سعيه يتمثل في الوصول الى مناطق الغلق الدلالي ، وكلا المرتكزين لايصبان في بحيرة الشعر المتناهية الاطراف فعلينا تجاوز كل هذه المرتكزات وتشييد اسطول استكشافي والغور في جوهر اللغة وزحزحتها وصولا الى المناطق المعزولة شعريا من اجل بناء عالم شعري جديد متصل غير منفصل .

عندما تتدخل اليات الحلم في فضاء النص فانها تأخده بعيدا عن دائرة النموذج الاحتمالي الواحد مشكّلة من خلال تداخل الرؤى نموذجا امتصاصيا يحاول ان يشكل نسقا تحريضيا يعبّر عن التوافق الحلمي الايدلوجي في السلوك التفكيري ومحاولة دمج المعطيات في فلك واحد اضافة الى جر الذات الشاعرة الى منطقة اختراق القوالب والاشكال والولوج الى الفضاء النصي الاكثر مشاكسة ومغايرة وصولا الى لحظة الادهاش وصدم رؤى المتلقي ومفاجاته .  

الحلم الماروثوني للشاعر ابراهيم داود وفي نصه(العداء)يبدو الوعاء الحلمي مملوأ يحمل طاقة كامنة حيث تبني الوعي الحلمي شراكة ملتحمة مع الفضاء الشعري وباداء يحاول ان يجيد لعبة دمج الفضاءات وتعيين مناطق الاتصال عبر تفعيل المناطق الخاملة وتنشيطهاوجعلها فاعلة.

طريق واضح بشكل مريب
ونهاية واضحة
وقفزة واحدة تكفي
ليتجاوز وخزا
خرج معه منذ الصباح  

ان سعيا لبناء جدلية ( الحلم /الشعر) يتطلب سلوكا تعايشيا مع هذه الرحلة اليوتوبية بمستوى ايهامي، يبدو هنا واضـــــــــحا ( طريق ــ واضح) ، (نهاية ــ واضحة) وصولا الى لحظة الحسم (قفزة واحدة تكفي ) التي بدت مؤجلة مما استدعى حضور ومرافقة الحالة الوخزوية المرافقة الى حالة اليقظة، فيما تاتي المقاطع التي تلت المقطع الذي قرانا لتفضح رموز العمل.

قرر وهو يفتح عينه هذا الصباح
ان يقطع الشريط بصدره
مهما كلفه الامر
لانه كما قال يتدرب من اجل هذا
واستطاع بمفرده ان يقطعه
عشرين مره بدون منافسين 

ان محاولة فتح مغاليق النص وفضح الدلالات المتوقعة واللامتوقعة لمناخ النتاج ليست من مهمة النص وهذا ما حصل في المقطع الثاني حيث النزعة السردية اللاموفقة التي لم تستطع تجاوز المالوف ، ان عملية الخلق الابداعي والتلاعب بمرونة اللغة تعبر عن سلوك معرفي يستطيع من خلاله الشاعر ان يستغل هذه المرونة لصالحه ويشكل على اساسها بعدا جديدا ومستوى اخر يحمل عزما مدهشا ليتمكن من جراء ذلك تفتيت القاعدة التقليدية للتلقي.

.............. 

ليس عصيا على احد ان يعرف ان تقنيات النص الحديث لطالما كانت من موجبات المشتغل في الجهد الابداعي ولاننا على يقين ان الكتابة الجديدة تتماهى فيها الاجناس لكن طغيان جنس ما يحيلنا الى الممهدات الاولى التي تتبنى عملية الفصل الاجناسي.

الشاعر احمد يماني وفي نص (اجراس) تتوضح الصورة التي اشرنا لها حيث تطغى لغة السرد على بنية النص مسجلة تراجعا وتاثرا واضح المعالم بالنصوص المترجمة والتي اشرنا لها في مقدمة الدراسة حيث الجمل التي تحمل قيمة خبرية وتبدو مبتعدة عن السوك الانزياحي للغة متبنية النهج التوصيلي القائم على الحكاية.

كان يجب ان ابتسم لها
لكن صوتي كان مختنقا
والوصول الى بيت او سرير
مسالة لا يمكن التعويل عليها  

اما خاتمة النص التي غالبا ما تكون هي عنصر المفاجاة والادهاش جاءت مخيبة للامال حيث التزامها النهج نفسه ، ان لغة الابداع حاولت ومنذ القدم التخلي عن القيم التوصيلية ابتداءا من المنجز العمودي لابي تمام وابي نؤاس وغيرهم وصولا الى ما نحن عليه فليس حريا بنا وفي منطقة الاشتغال هذه التخلي عن المنهج اللغوي الابداعي وكما اسلفنا فان الراي يهتم بهذا النص تحديدا وليس بمنجز الشاعر.  

      ............. 

اسامة الدناصوري يحيلنا من الوهلة الاولى الى عملية مسرحة النص من خلال نصه (على مشارف الحقول ) فنحن ازاء مشاهد حلمية ملتحمة بارهاصات الواقع الاجتماعي السايكلوجي حيث البعد النفسي الذي القى بظلاله ليؤكد عملية التواصل المانحة على صعيد تنفيذ الرغبة الجامحة التي تشكل معادلا موضوعيا في ثنايا المشهد.

كاميرا المخيال الشعري تعمل هنا على التقاط وتشخيص مناطق الوجع النفسي حيث تبنى المشهد سلوكا دراميا يتحدث من خلاله الراوي العليم (الذات الشاعرة)عن التبادلية المكانية والتي جاءت بحكم زمني تبادلي قسري وليس تنازلي.  

لكم اود لو وقفت في الشرفة
ورفعت لكم عقيرتي
لكن نباحي يدوّي في جوفي فقط
لا عليكم
ها نحن اخر الليل
وها هي الشوارع تعود ملكا لكم  

المشهد ينمو وفق تصاعدية متناغمة ليؤكد (علاقة اللغة بالتنوع الاجتماعي والتوجه الى اكتشاف المعطيات الخفية وحركة البنى داخل النص) في الممارسات الاجتماعية حسب (سوسير) حيث العلامة التي تؤشر العلاقة بين الفكرة والصورة الصوتية والتي غالبا ما تاتي بشكل تضادي يعمل على ازاحة الاخر ولفظه الى حافات اخرى حيث ينتهي المشهد هنا بحوارية حلمية روحية  

اذن ماذا انتم /بل ماذا نحن فاعلون في الغد / ايها الرفاق. 

اما الشاعر (حسن خضر ) فقد جاء نصه (الاحجار المت اجسادنا )عبارة عن صورة مستنسخة لنص اسامة الدناصوري ولا ندري هل هي من باب الصدفة ان (يقع الحافر على الحافر)كما يقولون ام هناك قصدية من صاحب الاعداد والتقديم د. البدوي فنحن ازاء نصا تطابقيا في السلوك الشعري والمفردة والجملة والشخوص والامكنة وصولا الى تناصية شاملة مع الفضاء الشعري لنص الدناصوري فما صلح من القول لهذا يصلح لذاك.

      ............ 

الافعال تعبر عن حركة، والفعل المضارع يعبر عن حركة انية ومستقبلية اذن نحن بمواجهة دينامية مشهدية من خلال حزمة الافعال المضارعة التي تجلت في جسد النص بما يقارب الثلاثين فعلا تقترب من عدد سطور النص موضوع القراءة في نص الشاعرة جيهان عمر الذي جاءت عنونته دالة لتلك الافعال اليومية ، ان ثنائية ( الفعل /ردة الفعل )
وشّحت مفاصل النص لتفصح عن ردة الفعل من خلال تلك الثنائية بانسحاب سلبي كما بدا في المقطع الاول  

اصمت كصخرة
اهدر كشلال
اتحدث مع سحب احبها
اسحب راسي كسلحفاة
داخل جسدي  

كاف التشبية كان حضوره عملية فرز النتوات السايكلوجية بواقعها التشبيهي صمت /صخرة ،هدير /شلال وصولا الى محاكاة الفضاء عبر تماهي الذات والخروج الى فضاءات مفتوحة لتكون النتيجة انسحاب سلبي في المقطع الاول وسكينة سلبية في المقطع الثاني ، احط على قبر امي /كيمامة فقدت الذاكرة ،اما المقطوعة الثالثة فقد كان التحرر سلبيا ايضا  

اتلون كحرباء
اتمرد كفاسقة
احتمي بحضن قطة
احسم القرارات كرجل  

لقد جاءت الثنائية الفعل / ردة الفعل بمثابة الكشف عن السلوك الواعي والغير واعي في ان واحد والذي يبدو فيه التناغم قسريا حيث الاعتراف بالفحولة السلطوية في قولها (احسم القرارات كرجل )أي ان هناك سكوت عن هذه الظاهرة باشارة الى قبول الواقع وتبعاته لا بل تقليده مما يشير الى هيمنة الذكوري على الانثوي من خلال تصور عام للوعي الاجتماعي وتغلغله الى الثقافة الانثوية بالرغم من ملاحظة بعض السلوك الكتابي المتمرد في نص الشاعرة . 

      .............. 

المطاوعة اللغوية في احيان كثيرة يمكن ان تجنى ثمارها من جراء تدخل اصابع المخيلة المتمكنة من ادواتها حيث الروح السامية والزاخرة بقوة تلك المخيلة فارضة نوع من السطوة على حيثيات المفردة وتدوين سلوكها في لعبة تخدم ذلك الحراك فيبدو التميز واضحا في تشكيل الجملة الشعرية لدى الشاعر رفعت سالم بالرغم من ان الجرس الموسيقي وحضور القافية بدا فاعلا في (مقاطع من قصيدة لماذا )حيث نقرأ: 

صخرة في هزيع الفصول
تخزن الرياح والشهوات الغامضة
كصرخة صامتةفي مفرق الذهول
صخرة (ام وردة البازلت )
تنبو الحوادث عنها،
ملمومة ،مشرعة على الجهات الفاصلة
لها الاوقات متكأ أليف
لها الفضاء ابجدية صاهلة
صخرة صامتة على صمت الافول  

ان تحريك المنظومات المكبلة في المخيلة الشعرية من خلال التلاعب الواضح في عجينة اللغة اذا صح التعبير- يستدعي تحييد الذاكرة الرتيبة والابتعاد بوعي عن الاداء الاصولي المقولب.

     ............

التكدسات الماضوية وتحشيداتها غالبا ما تترسب على شكل تراكمات في الذاكرة فمهما امتد عمقها ودرجة تكدسها فالوخزة كافية لمثولها في المشهد الاني وكلما ازداد الوخز عمقا كان التدفق حصيلة طردية تتبنى بايعازاتها احضار الواقعة بعمقها التاريخي والزمكاني لكن بالمقابل لا يمكن الركون الى هذا الخزين بمفرده لانه سيكون تابعا لسلوكيات المنطقة الذهنية وحسب انتمائها ، فالجهد الكتابي يبقى على ثباته ومحدوديته اذا ما تطور بتطور المشروع التجديدي والذي يسعى الى الوصول( الى مناطق معزولة نسبيا عن الوعي لان الوعي يمارس لعبة الرقيب الشفاف في سعي الموجودات للتكاثر والنمو والتخلص من هذا الرقيب لتمكّن الشاعرية من تفتيت رواسب القوى الادراكية) ففي نص الشاعرة ايمان مرسال (دكان خرائط) نقرأ  

بامكانك تخيله وهو عائد من الحرب
تلك الحروب التي تنمو في مكان اخر
ليعود بعض افرادها بذكريات قد تبدو كافية
لصناعة فلم شبه وثائقي
المهم انه عاد من صحراء في شمال افريقيا
وبخبرة في العطش افتتح دكان لبيع العصائر  

هنا دعوة للذاكرة الجمعية بوصفها المعتاد الذي تملّكته سلوكيات الحرب وتمكنت من ان تغزو مخيلته لانها أي الحرب
قد بللت اذيال مدن الشرق والغرب ونمت في كل امكنته تقريبا 

من هنا تولدت لديه فكرة مشوشة عن الجغرافيا
ثم جاء حفيده الذي لم يذهب ابدا الى الحرب
فحول الدكان الى مكان لبيع الخرائط  

منظومة علاقات النص ادّت وظيفتها بسلوك انتقالي لاليات المكان والزمان واضفت جوا ناميا ومشحونا يحمل اسارير الكشف والتمويه داخل بنية النص من خلال الثنائيات انت / انا ، العطش / العصائر، الجغرافيا / الخرائط والتي تاسست على اساسها تلك البنية .  

انا لا اعرف لماذا امر من هنا حقيقة
لكني الان اشاهد بعيني بائع الخرائط
مرعوبا ربما للمرة الاولى
في حرب لم يجد وقتا للذهاب اليها
الحرب هذه المرة جاءت اليه 

خلاصة القول يبدو المشهد الشعري المصري متشابه الى حد ما من خلال السلوك الكتابي وتبني الفكرة رغم الاختلاف النسبي في كلا الجنسين الكتابيين ،شعر التفعيلة والنص النثري- باستثناء بعض النصوص التي اشّرنا خصوصيتها - حيث التأثر الواضح بالشعر المترجم ، فمهما كانت درجة تقنية الترجمة فانها لا تستطيع نقل الواقع الابداعي الشعري بكل امكاناته الى المتلقي فعليه ان سمة التاثر ستلقي بظلالها على المتاثر في سلوكياته الكتابية وهذا ما بدا واضحا في المنتج المشار اليه،ان عملية اشراك السلوك السردي في النص الحديث تتطلب جهدا مبنيا على سياقات معرفية ودقيقة متبنية الفعل الازاحي اللغوي وتفعيل انشطة المخيلة، لا ان تتسم العملية بتتّبع النياسم المرسومة لها من خلال السياق التأثري، وفي الختام فاننا لا نستطيع ان نعمم القول على كل المنجز لان هناك طاقات فعّالة استطاعت ان تؤكد حضورها في ذلك المشهد، ولنا عودة في تناول في ما تبقى من نصوص.  


  العراق  بابل / الاسكندرية