رسالة دمشق

رحيل صلحي الوادي ودلالات الاهتمام ب"باب الحارة"

باسمة حامد

عن عمر يناهز الثلاثة والستين عاماً وبعد صراع مرير مع المرض لمدة خمس سنوات..رحل الموسيقار العراقي صلحي الوادي لتخسر الموسيقى العربية أحد أهم أعلامها في العصر الحديث.. وليغادر الحياة تاركا بصمته الإبداعية ورسالته الهادفة في وجدان كل المعجبين بالموسيقى الجادة الجميلة الراقية .. 

السيرة والمسيرة
يعد الموسيقار صلحي الوادي عراب الحركة الموسيقية السورية ومن الفنانين المشهود لهم على المستويين العربي والعالمي..وقد ولد في بغداد عام 1943، ثم سافر إلى لندن في عام 1953 حيث درس في الأكاديمية الملكية للموسيقى فنَّ   قيادةَ الأوركسترا بالإضافة إلى تعمّقه في دراسة آلتي الكمان والفيولا والتأليف  الموسيقي وتخرَّج منها  بمرتبة "شرف"، وانتقل إلى الإسكندرية ليتابع دراسته الثانوية في كلية فكتوريا..وهناك ازداد شغفه بالموسيقى وتعلق بها إثر دخوله الكونسرفتوار إذ درس على يد الأستاذ ألكسندر كوريوآلتي الكمان والفيولا بالإضافة لعلم الهارموني وعلم الكونتربوان على يد بييروكورانوه، وهناك تعلم فن التأليف الموسيقي على يد ألبيرتوهيمزي، وهناك  تعرف على كل من أبوبكر خيرات ومن خيرة الموسيقيين العرب  وثروت عكاشة الذي كان أهم مثقفي مصر آنذاك ويعد واحدا من الذين أثروا الحياة الموسيقية.

وبعد انتهاء دراسته عاد  إلى دمشق عام 1960 واتخذها مقرا دائما له  فقد وجد فيها متنفسه في الموسيقى والحياة، وشرع  بتأسّيس "المعهد العربي للموسيقى" أو"معهد صلحي الوادي حاليا" حيث تمَّ افتتاحه في عام 1962.. وشكل في المعهد الكثير من الفرق الموسيقية، وقادها في حفلاتها على مسرح الحمراء. وضمت طلاب وأساتذة المعهد، وكان "دكتاتوريا في العمل" مصرا على ضرورة التدريب والتمرين المكثف.. لهذا وصل أعضاء الفرقة إلى العالمية .. 

إنجازات وجوائز!
لم يجد صلحي الوادي وقتاً كافياً للتأليف فإدارة المعهد العربي للموسيقى الذي أسسه أخذت كل وقته، إلا أنه قدم  العديد من المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية تأليفا ولحنا ما زالت الأجيال الجديدة تصدح بها في الأمسيات الفنية، وقد قدمت الفرقة السيمفونية وغيرها من الفرق  الكثير منها كان أبرزها /قصيدة الحب/,و/تنويعات على لحن أمل حياتي/ لمحمد عبد الوهاب..ويروى عنه شغفه بموسيقى عبد الوهاب منذ الصغر فقد كان يبكي عند سماعها كما يؤكد المقربون منه! وتتميز موسيقاه بالتمازج الجميل بين التراث الموسيقي العربي مع الموسيقى الغربية ضمن توزيع أوركسترالي مدروس وله قاعدة هارمونية. ومعروف عنه اهتمامه الخاص بالموسيقيين الأطفال تدريبا وتأهيلا حتى أصبحوا عازفين مشهورين أبرزوا موهبتهم في الغرب ولفتوا النظر إلى سورية كموطن حضاري للفن والثقافة مثل غزوان زركلي وفايز علبي ورياض سكر وعرفان جنبلي ومحاسن  مطر وغيرهم.. وقد لمع اسمه في معظم البلدان الأوروبية التي زارها فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية وقدَّم حفلات موسيقية هامة سلطت الضوء على موهبته العالية وذوقه الرفيع كقائد أوركسترا ومؤلف لكثير من الأعمال الأوركسترالية وموسيقى الحجرة إضافة إلى مؤلفات ومقطوعات منفردة أوأوركسترالية فنية وسينمائية وتصويرية..

عام 1995‏ قدمت فرقته أول أوبرا في سورية وهي  (دايدوواينياس) لهنري بورسيل،‏ وفي العام ذاته  قلده الرئيس الراحل حافظ الأسد وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة لخدماته التي قام بها لأجل الموسيقى في سورية ..  وبقي قائدا للفرقة حتى مرضه عام 2002‏ حينما سقط  فجأة على خشبة المسرح في إحدى الأمسيات الموسيقية وهويقود الفرقة في قصر الأمويين نتيجة إصابته بنزيف دماغي..

منح الوادي درجة الدكتوراه الفخرية من كونسرفتوار كوميتاس فى يرفان بأرمينيا فى نفس العام، وفي عام 2000  حصل على مثلها من الأكاديمية الروسية للعلوم والفنون.  وخلال زيارته لسورية عام 2001 منحه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وسام  القديس بطرس وبولس تقديرا لإبداعاته الفنية.  قدم الوادي حفلات في كل من لبنان ومصر والعراق والأردن والكويت وتونس وألمانيا وإسبانيا وتركيا والولايات والمتحدة وبريطانيا واستحق صلحي الوادي لقب فنان عالمي حسب تلميذه وصديقه الموسيقي رعد خلف- لما يمتلك من :"ميزات عالية فنية وإدارية استطاع من خلالها أن يشكل هذه المساحة الكبيرة من الموسيقى التي نحن عليها اليوم"...‏ 

حضور لافت وكاريزما مؤثرة!
عرف عن صلحي الوادي تفانيه وانضباطه في عمله وكان لجهده الإبداعي الأثر الأكبر في ترسيخ حركة موسيقية جادة لها جمهور ومعجبين كثر .. وكانت "مسألة الزمن تشغل تفكيره" وتلزمه :"بإبداع لغة موسيقية لم يتناولها غيره" كما يصفه الباحث الموسيقي المعروف صميم الشريف الذي يصف فكره بالفكر "الغير عادي"لأنه مؤلفاته كانت خلاصة دراسته :"لجميع المؤلفات الموسيقية وتراكماتها من عهد ما قبل الكلاسيكية ومروراً بالكلاسيكية والرومانسية وانتهاء بالحديثة واتجاهاتها المختلفة ليعطي من وراء كل ذلك اتجاهه الذي حاول فيه جاهداً أن يتغلب على مسألة المعاصرة والزمان".‏

لقد أشرف  صلحي الوادي على نجاحات بارزة رفعت اسم سوريا في المحافل الفنية الدولية، وكان يتمتع بشخصية موسيقية قيادية مؤثرة  اتسمت بإرادة فولاذية وتصميم ودأب  وإخلاص وعزم وإصرار استطاع عبرها أن يسهم في تشكيل ذائقة موسيقية مجتمعية وتكريس الثقافة الموسيقية كجزء من المشهد الثقافي في البلد..بل في كل مما يتعلق "بتقاليد الاستماع إلى الموسيقى الغربية" التي رسخها بشكل يختلف تماما عن :"تقاليد الآهات والتفاعل الحي في الموسيقى العربية" كما تقول د. حنان قصاب حسن عميدة المعهد العالي للفنون المسرحية إذ لم يكن ذلك بالشيء السهل. وللأسف لم يكن صلحي الوادي معروفا بوجهه الإبداعي بالقدر نفسه الذي عرف به كقائد أوركسترا وإدراري ومعلم ومربي..  

فنان من طراز خاص!
تعترف الحركة الموسيقية في سورية  بالأيادي البيضاء لصلحي الوادي وتدين له بالفضل في إحيائها وإثرائها وتطورها وإنجازاتها أيضا..كونه ساهم في خلقها كحالة إبداعية وحضارية وثقافية زرع نواتها الأولى وعمل بكل ما أوتي من قوة وجهد على إرساء أسسها الكلاسيكية ونهضتها حتى اللحظة الأخيرة من حياته، متحديا عقبات كثيرة مولعا بتجديد الفكر الإنساني ومحاولا ابتكار أفكار مميزة واثقا من نفسه واضعا النجاح دائماً نصب عينيه لكن  المرض أوقفه عن بلوغ أهدافه.. خصوصا وأن الموسيقى العربية برأيه: "تعيش واقعاً جاهلاً بأصول الموسيقى وملحنين  لا علاقة لهم بالتلحين وعازفين جهلة". كما كان له الفضل في تأسيس :"تقاليد التدريب والمواظبة على التدريب الموسيقي بفضل الكاريزما الشخصية التي يتمتع بها حيث وظفها توظيفاً ذكياً في القيادة الأوركسترالية.‏ " كما يصفه د.نبيل اللومدير عام دار الأسد للثقافة والفنون..

فلم تكن الموسيقى لدى صلحي الوادي سوى شغله الشاغل وهاجسه الوحيد وحلمه المتجدد وطموحه الذي لا ينتهي .. إنها عمره المسكون بها حد الافتتان وهوالموسيقي الممزوج بعراقة أرض النخيل وأصالة الشام وثقافة الغرب  وهوالخبير بأسرار كل آلة موسيقية على حدا والعارف بها  معرفة تامة بعيوبها وقدراتها وسماتها ..وهوالفنان الإنسان المفعم بالإبداع من أعماق الروح حتى العظم! 

"باب الحارة" الذي أعاد تاريخ دمشق إلى الواجهة
كما الدهشة التي توقظ الأشياء دون انتظار مسبق، شاهد ملايين العرب مسلسل "باب الحارة" الذي تخطى في رأي النقاد العرب مجرد كونه "مسلسلا فانتازيا" بالمعنى المتعارف عليه .. تلك رسالة ثقافية كاملة وجهها المسلسل ليس إلى السوريين الذين اكتشفوا بشكل مغاير وجه دمشق القديمة، بل أيضا إلى المشاهد العربي الذي بدوره وجد نفسه قبالة واجهة مثيرة للدهشة على بساطتها وعلى تناقضاتها التي كانت أحيانا قريبة من ذات الواقع المتناقض الذي نعيش فيه جميعنا .. لهذا في ظل الحصار الذي فرض على النص "الفني" السوري من قبل العديد من الدول العربية والخليجية، استطاع مسلسل " باب الحارة" أن يكتسح الإنتاج العربي ويتحول إلى أفضل مسلسل حقق إعجاب الجماهير من المحيط إلى الخليج .. لأنه ببساطة: أعاد الحارة السورية العتيقة إلى بيوت الجميع بمن فيها البيوت المتعودة على "الفخفخة" البعيدة عن العمق الفكري، والتي عادة ما تستهلك الأشياء الجاهزة الآتية من الغرب، لكنها هذه المرة استهلكت حارة سورية من عمق حرارتها الضاربة في التاريخ..! احتفاء السوريين قبل أيام بنجاحهم الكبير في باب الحارة كان ما يبرره في نظر بعض النقاد الفنيين العرب الذين اعترفوا أنه " حتى في ظل الحصار السياسي الممزوج بالحصار الإعلامي" يحقق الإنتاج السوري جمهورية من المعجبين ويصنع لنفسه هالة من الصعب تجاوزها، بل على العكس يجب فهمها وفهم مناطق الضعف والقوة فيها، خاصة عندما تتعاطى مع التاريخ الحديث تارة، ومع التاريخ القديم تارة أخرى، وخصوصا عندما تتعامل بالعربية الفصحى بالطريقة التي تتعامل معها والتي جعلت لغة الضاد في بيوت أكثر من 100 مليون عربي .. والأجمل كما تقول المترجمة والمستشرقة الفرنسية "كاثرين شاريو" في مداخلة لها في ملتقى مدينة حلب السورية، أن هذا المسلسل كان مدهشا في بساطته وبسيطا في دهشته، معتبرة أن ما يحقق اليوم جماليات النص الفني في سورية يكمن في ارتباطه بالأرض نفسها..   

حنين إلى الماضي!
ثقافة الكرم والشهامة والوطنية والإيثار التي افتقدها المواطن العربي في عصر الاستعمار والاحتلال والغزوالثقافي والقتل اليومي والعنف الطائفي..نجح "قبضايات حارة الضبع" في إحيائها وبعثها واستحضارها من جديد في عصر المرارة والهزائم والعري المجاني، فأثارت شجون الشارع العربي وحنينه إلى الماضي الأصيل الموشى بالذكريات الحميمة حين كانت تلك المعاني خصالا حميدة ومظهرا اجتماعيا لافتا في حضوره كجزء من التاريخ والعادات والتقاليد المتوارثة والعنفوان العربي والهوية الإسلامية  التي شوهتها العولمة والحداثة وحاولت تفريغها من ملامحها ومضمونها الإنساني الراقي ..

ورأى المشاهد في رموز "الحارة" ملامستها للواقع وتشابهها إلى حد بعيد مع التراث العريق المشترك لبلاد الشام خصوصا لجهة المأكولات والأزياء واللهجة والعادات الاجتماعية النبيلة التي شكلت رابطا قويا تفاعل معه الناس نظرا لبراعة أبطاله في تعميم قيم الانتماء والفروسية والشجاعة وحب الخير والنخوة والرجولة، والتركيز عليها في ثنايا الحكاية الرئيسية كصراع الخير والشر وأهمية بر الوالدين وضرورة الصبر والتضحية والتسامح   نبذ الغدر والنذالة والعطف على الفقراء والمساكين ومساوئ الطلاق وأهمية التضامن والوحدة الوطنية . .ولعل الفنان السوري عباس النوري الذي جسد شخصية "أبوعصام" قد أصاب كبد الحقيقة حين أكد أن "البساطة التي تميز بها العمل هي التي كانت السبب في نجاحه"..بينما شدد زميله سامر المصري أو"العقيد أبوشهاب" على أن الجمهور "تعاطف مع العمل" بسبب المرحلة "السياسية العاصفة التي تمر بها المنطقة العربية" والتي تتشابه إلى حد ما مع المرحلة التاريخية التي يركز عليها المسلسل في فترة العشرينات حين كانت سورية ترزح تحت وطأة الاحتلال الفرنسي. 

تفاصيل شامية!
خلف باب الحارة  ثمة شخصيات مفعمة بالمحبة والكرامة والرأفة ومطالبة بسيادة الفضيلة والمآثر وروح المقاومة والحرص على نقاء العلاقات الإنسانية وتغليب المصلحة العامة، فأبطال الحارة مارسوا  حياتهم اليومية بعفوية وتلقائية وألفة دون مبالغة أوتهويل أوضجيج مفتعل، وجسدوا حكاياتهم  بحساسية ورهافة وقدرة على التقمص، وبراعة فنية وحرفية مدهشة كان الفضل فيها أولا لمخرجها بسام الملا الخبير بخفايا السير الشعبية وتفاصيل البيئة الدمشقية وخلفياتها السياسية والاجتماعية ومستلزماتها في البيت والمقهى والدكاكين والأزقة والحمام، واستطاع بعينه المبدعة توظيفها بمشاهد بصرية مفعمة بالحميمية والألفة والروعة .. 

اهتمام شعبي عارم!
لقد سجل "باب الحارة" نجاحات استثنائية كثيرة وسيطر على قلوب المشاهدين من المحيط إلى الخليج وتابعوا حلقاته  بشغف شديد واهتمام لافت، حتى أن المصلين في بعض الدول العربية كسورية وفلسطين والأردن كانوا يستعجلون إمام المسجد في صلاة التراويح ليتمكنوا من متابعة أحداث المسلسل!وكانت الشوارع في تلك الدول وغيرها تشهد حالة أشبه بحظر التجول أثناء عرضه مساء! بينما ذكرت وسائل الإعلام أن  إمام مسجد في حي  شعبي شرقي العاصمة عمان، خير المصلين خلال التراويح في آخر ليلة من شهر رمضان، بين الصلاة أومغادرة المسجد  لحضور المسلسل!!  بدوره  أصدر إمام أردني آخر واسمه محمد صالح فتوى حرم فيها  مشاهدة المسلسل في ليلة القدر حيث وقف بين جموع المصلين وقال "اسمعوا مني الفتوى التالية وأنا أتحمل مسؤوليتها حضور باب الحارة في هذه الليلة المباركة والانصراف عن القرآن الكريم بسببها يعني الوقوع في الحرام  والإثم"  بحسب تقرير نشرته صحيفة "القدس العربي" .. 

جدل .. وانتقاد وتكريم!
لقد سجل "باب الحارة" أعلى نسبة مشاهدة بين الأعمال الدرامية للموسم الرمضاني الحالي لكنه في الوقت نفسه أثار جدلا واسعا في الأوساط الدينية والثقافية بين مؤيد له ومعارض، فقد ذهبت فئة من العلماء والدعاة الإسلاميين على تحريم مشاهدته والمطالبة بوقف عرضه باعتباره:"شكل من أشكال إشغال الأمة بسفاسف  الأمور وصرفها عن دينها"، بينما قرر مجمع "كفتارو" الديني في سورية -وبخطوة غير مسبوقة - تكريم فريق المسلسل لأنه يحمل رسالة :"تعيدنا إلى الأصالة والثقافة ومكارم الأخلاق.. إنه يعيد إلينا تراثا غُيّب عنا خلال عقود من الزمن"....ويأتي هذا التكريم في إطار ما تحدث عنه مدير المجمع د.صلاح كفتارومن أخطاء وردت في العمل ومنها :"الطريقة التي تم فيها تصوير وتقديم النساء". وبكل الأحوال، ومهما قيل عن سلبيات أوإيجابيات "باب الحارة" إلا أنه من غير الممكن إنكار حقيقة النجاح الجماهيري الذي حققه هذا العمل الجاد بجدارة إذ أنه  حاز على إعجاب الملايين من المشاهدين رغم اختلاف انتماءاتهم الفكرية وتوجهاتهم الاجتماعية والثقافية. 

وإسرائيل تعلق على الظاهرة!
"باب الحارة" تلك الظاهرة التي سحرت ألباب الناس خلال شهر رمضان الكريم سببت هوسا جماعيا لمتابعة مجريات العمل وأحداثه المشوقة ليس فقط على التلفزيون بل على الانترنيت والصحف والمجلات، مما لفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية فنوهت عنها بمقال مطول مرفقا بصور لأبطال العمل مشيرة إلى:" توقف الحياة في ساعة عرض المسلسل بالمدن الفلسطينية"!! وأعد الصحفي الإسرائيلي "يوءاف شطيرن" للصحيفة المذكورة حول أصداء "باب الحارة" على عرب 48 داخل إسرائيل مشيرا كيف أن هذا المسلسل :"أعاد بسهولة العادات والتقاليد العربية إلى السكان الفلسطينيين رغم 60 عاما من الحكم الإسرائيلي عليهم" معتبرا أن المخرج الملا استطاع :"إنجاح هذا المسلسل من دون مؤثرات معقدة وشد أنظار ملايين المشاهدين العرب"!!، مؤكدا بأن "باب الحارة" : "عابر الأجيال وعابر الجغرافية والأديان" لأن الجميع دروزا ومسيحيين ويهودا: "لا يتوانون عن متابعة حلقاته"!

إلا أن الأمر الأكثر غرابة ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية عن أصداء المسلسل في الأوساط اليهودية داخل الكيان الصهيوني، فنقلت عن أحد اليهود "الإسرائيلين" من أصل "سوري" قدم إلى إسرائيل في التسعينات ويدعى" باروخ ناحوم" قوله:"هذه التمثيلية تذكرنا بحياتنا في حلب. كان واقعنا في سوريا شبيها بحياة المسلسل بل أفضل "!!مضيفا:" هذه حياة الشام الحقيقية وحياة سوريا التي نحبها"!ويربط ناحوم سر انجذاب الناس للعمل لكونه يعلمهم:"أن يهبوا حياتهم لبلدهم، والممثلون قادرون على توصيل فكرة، إعادة الناس للتعامل بمشاعر وإنسانية"!..مؤكدا أن كل اليهود السوريين البالغ عددهم خمسة آلاف شخص :"يتحدثون عن باب الحارة ويقولون العقيد فعل هكذا، باتت مثل الأكل أومثل الإدمان"!!