جودي فوستر
لم يشارك في مظاهرة طوال عمره، لم يتعارك مع إنسان سواء في الشارع أو زملاء العمل، لم يتصارع مع الجيران الفاسدين...
لم يحب الاحتلال يوما، وحاول ما أمكن الابتعاد عن قذراته.
لا شيء يسعده في هذا الدينا إلا ميل جيبسون وجودي فوستر...
منذ الصباح يحضر للأمر عدته، مكسرات، ومشروبات، وصحون الفشار، و الفواكهه. ففي منتصف الليل سيعرض التلفاز فلما استثنائيا يضم كلا البطلين...
استعدت العائلة الصغيرة على أكمل وجه، وجلس الجميع سعداء بانتظار الفلم...
بدأ...
الزجاجات الحارقة تقتحم الغرفة، تشتعل النيران وتبتلع الرجل والمرأة والطفل.
جبسون يقترب من جودي، أصوات أنفاس حارقة منعشة، يمتص من نبع شفتيها حياة جديدة.
يحلم أنه في أرض بكر لم تطأها أقدام الاحتلال..
مواء
يعلل وزير الثقافة المليونير، إعادته ميزانية الوزارة إلى الحكومة، إن ثقافتنا تنمو طبيعيا...
وثقافتنا كقط أسود بعين واحدة في حاوية لا تصلها أيدي عمال البلدية.
نسي الوزير نصف الميزانية في حوش قصره.
هذا طبيعي أيضا.
استراتيجية كمان وكمان
يتلهى المفاوض بالمفاوضات، يسأله أحدهم:
- أي استراتيجية تتبع...؟
ضحك المفاوض وقال:
- حاليا أفضل استراتيجية هي أن لا يكون هناك استراتيجية.
قال أحد المناصرين مؤيدا:
- لا تقلقوا، فالاستراتيجية موجودة، بل هناك استراتيجيات ...لا تندهشوا، في "النملية" استراتيجية الماضي، واستراتيجية الحاضر، لا تذهلوا...واستراتيجية المستقبل. ف "النملية" تتسع لكل شيء حتى الصراصير فما بالكم بالاستراتيجيات.
عندها اخرجت امرأة عجوز من "عبها" استراتيجية ساخنة وطازجة.
استراتيجية مرة أخرى
قيل له:
- من أين لك هذه الاستراتيجية؟
قال:
- هذا من فضل ربي.
ضحك إبليس، وقال لأولاده:
- رافقوه وتعلموا. والذي نفسي بيده، إنه مدرسة في الاستراتيجية.
وظيفه ثقافية
يحضن صديقه من الفرحة، يصيح بحبور، بعد أن قرأ الإعلان...
يسأله صديقه مستغربا:
- ما الجديد؟ ولماذا تعتقد إنك ستفوز بوظيفة دائما محجوزة.
قال:
- مطلوب منشق مشاريع...
- منشق!
- ولم يبق أحد من المنشقين على قيد الحياة غيري.
صهريج
في كل مكان يحتله، يخلف كميات هائلة من النفايات، والروائح العفنة العميقة. عندما يرحل يتم استدعاء صهريج نضح لعمل اللازم...
احتلاله ساحة الثقافة، أدت إلى ما تحمد عقباه، ولم ينفع أي إجراء لوقف فيضان المياه العادمة، غرقت المدينة.
انتقل هو إلى احتلال مكان آخر.
غد
يقفز إلى الغد. وهو لا يملك سوى عكاز جده،
هناك
قال لنفسه اللوامة:
- سأوقف نزيف قلبي، سأكف عن القلق، ففي النهاية تبقى المسألة من اختصاص الحكومة...
فأما يفتتحوا حمامات عامة كما يفتتحوا النوادي الليلية، أو أبقى أبول هناك...
هزيمة
يصدر القائد أوامره للجنود الذين يقاتلون على الحدود من مكتبه في العاصمة:
- عليكم بالقتال حتى الموت.
في أحد الخنادق المحروقة، كان جندي مشغول رغم القصف بلملمة ما تبقى من جسد رفيقه...
أما القائد فانشغل هو الآخر في محاولات يائسة لبيع أسهمه في البورصة لتفادي الهزيمة..
لا هروب
تحت شجرة الخروب العتيقة، جلس يلعب بالتراب(بعد غربة قسرية طويلة، و كما في الماضي) عثر على صرة من القماش، احتوت على خصلة شعر، ووردة متيبسة ذات رائحة نفاذة...قطع ذهبية قديمة، وشهادة وفاة...
نجاح
بعد محاولات عدة للهرب، نجح اللص بالفرار...
لقد تخفى بثوب سياسي...
قتال
قال العجوز لحفيدة:
- لا يوجد نصر نهائي في الحياة، فاحرص على القتال.
- كيف ذلك أيها العجوز صعب المراس؟
- عليك أن تؤمن بالكفاح الدائم، فالحقيقة والعدالة لا تتحققا بالأمل...
- لم أفهم، هل تريد القول...
- القتال المستمر حتى النهاية....وحده يبقي شعلة الحقيقة مشتعلة، وسراج العدالة لا ينطفئ.
فساد
يتدحرج الفساد حتى يصل فسائل الورود...
يلطخها برائحته...ويكمل طريقه إلى بئر زمزم...
يخرج أبيض من غير عذوبة...
حفرة صغيرة، وجموع كثيرة...
في الانتظار...
قداحة
يختبر بإبرة وخيط إذا بنطاله الوحيد، الجينز الواسع جدا، ذو الجيوب المثقوبة، يمكن أن يتفادى التقادم...
يخيب ظنه...
يسرق قداحة قديمة، يبدو إنها متوارثة...
لرجل بثياب فاخرة، وسيارة فارهة....وزجاجات عطر نسائية لا تحصى...
وصول
قضى ثلاثين سنة في متاهات الدروب، وعندما وصل إلى المراد، كان الجميع قد رحلوا، ولم يتركوا خلفهم سوى صورة معلقة على الحائط منذ عقود.
إصرار
يرسم الشيخ بعكازه، على شاطئ البحر الساكن، قوافل الفرح المنتظرة منذ عقود...
يرفع رأسه، ويمعن النظر في المدى البعيد...
هل رأى أخيرا عيني الحورية البراقة...التي تنتظر أن يلتفت لها منذ عقود...؟
حب
ضحكة يديها الناعمتين، تزيد فوران حمرة شفتيها.