استقبل مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث في موسمه الذي يحمل عنوان" الحبُّ طوُق نجَاةٍ"، اليوم الأثنين الموافق 9 يناير 2017، في قاعة المركز الروائي الفرنسي المصري جيلبر سينويه المعروف عالمياً والتي تترجم كتبه الحاصلة على جوائز عديدة في مختلف القارات.
في هذه القراءة عاد سينويه بالتاريخ إلى أوائل القرن الماضي بهدف استعادة التاريخ والعلاقة بين الشرق والغرب واعتبر العالم العربي "امرأة مجروحة" خاب ظنها من وعود سايس بيكو اللذين "باعا أحلاماً للعرب، ووعدوهم بالاستقلال. وفي حين دفع العرب دماءهم، كان الرجلان منكبان على خارطة المنطقة وكأنها كعكة حلوى" وأردف "على الرغم من كل القوانين الدولية، وجميع القوانين وحقوق الإنسان المعروفة، اخترعوا دولة إسرائيل كي تدفع أوروبا مجزرة إبادة ملايين اليهود، وبغض النظر إذا ما كانت تعيش على هذه الأرض الجديدة عائلات وشعب، شعب لديه تاريخ ومصير". وفي قراءته وحلوله للمشكلات الحالية، كما توقف سينويه عند أمجاد العرب والعصر التنويري الذي شهد أهم الفلاسفة والعلماء، ومن ثم أعطى الحلّ الوحيد للعالم العربي: "الثقافة والتعليم والمعرفة والتعليم ونوعية المعلم، هي أسلحة الدمار الشامل الحقيقية. وهي على الأقل لا تتسبب بوفاة مئات الآلاف من الناس الأبرياء. العودة إلى الإسلام المتنور لا يحدث إلا بهذه الأمور". وأعطى الأمل بالشباب العربي "المهمة الملقاة على عاتق الجيل القادم هي كبيرة، ومهمتها منع العالم من الانهيار. هي بمثابة إرثٍ لتاريخ فاسد، تجمع ثوراتٍ فاشلة، تقنياتٍ أصبحت مجنونة، ايديولوجيات غامضة، حيث انحنى الذكاء كي يصبح خادما للكراهية والاضطهاد. الجيل الجديد، أي أطفالنا سوف يضطر لإعادة بناء ما يعطي كرامة العيش أو الموت".
تجدر الإشارة إلى أن الأديب جيلبرت سينويه ، " روائي، وسيناريست وكاتب نصوص تلفزيونية ، ترعرع بالقاهرة سنة 1947، اتسمت حياته بالعديد من المؤلفات الأدبية التي فاقت عددها على أكثر من ثلاثين عملاً ، منها: أبنة النيل _اللوح الازرق _أخناتون والعديد من الإصدارات الأخرى التي تتراوح بين روايات ومقالات رأي وسير ذاتية.
من المعروف أن سينويه غادر القاهرة عندما كان في عمر التاسعة عشر، دأب على دراسة الموسيقى في معهد الدراسات الموسيقية في باريس، من ثم أصبح عازف جيتار ماهر، ونشأ من خلالها على ممارسة الكتابة، وفي عام ١٩٨٧ وفي عمر الأربعين أصدر روايته الأولى " المخطوط القرمزي"، وقد نالت جائزة jean de' heures كأفضل رواية تاريخية.
وفي عام ١٩٨٩ أصدر رواية" ابن سينا والطريق الى أصفهان " ثم صدرت روايته " المصرية" التي تروي تاريخ مصر في القرن الثامن والتاسع عشر وهي جزء من سلسله صدرت في عام ١٩٩١ وقد حازت على جائزة الأدب اللاتيني، ومن بعد توالت الروايات الأخرى كرواية " السفيرة" ، ورواية the silence of God" التي حازت على جائزة في الروايات البوليسية.