تقرير من هولندا: مشكلات الفكر الإسلامي المعاصر
في ندوة للدكتور نصر حامد أبو زيد
في إطار ندواتها الثقافية والفكرية والسياسية استضافت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا المفكر الدكتور نصر حامد أبو زيد في ندوة نظمت يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009. وبعد الترحيب بالجمهور الكبير الذي حضر وبالمحاضر تمت الإشارة إلى أن الدكتور نصر هو أحد المفكرين العرب البارزين بحث في التراث والفكر العربي والإسلامي بعمق وبرؤية فلسفية ومنهج عقلاني متوازن، ويتمتع إنتاجه الفكري الغزير بقيمة معرفية وعلمية كبيرة، على الصعيد العربي والعالمي. عقب ذلك بدأ المحاضر حديثه حول "مشكلات الفكر الإسلامي المعاصر" حيث حلل بعمق وبمنهج علمي متوازن الجذور التاريخية والاجتماعية لهذه المشكلات لأنه لا يمكن دراسة الفكر إلا بوضعه في سياقه الاجتماعي والثقافي والتاريخي التطوري. وتطرق لأعراض هذه المشكلات حيث اتسع الخطاب ضد الآخر في الفكر الإسلامي المعاصر ليشمل الجنس والملة والدين والمذهب والرأي وتحولت المرأة إلى آخر. وهنا الحديث يجري على مستوى الخطاب وليس الفكر. قبل القرن الثالث عشر أو الرابع عشر كانت هناك رؤى مختلفة في الفكر الإسلامي منها الرؤية الفقهية وكانت كل هذه الرؤى مصدر ثراء لكن خلال أربعة قرون بعد ذلك أصبح نمط الفكر الديني المهيمن هو الخطاب الفقهي أو الرؤية الفقهية للإسلام أو ما يسمى الشريعة واختفت الرؤى الأخرى وبذلك توقف تطور الفكر الإسلامي. ولبناء نظرية تشريعية لم يكن القرآن كافيا ولا السنة النبوية تكفي حيث أن السنة لم تكن قد جمعت واحتاج جمعها 150 سنة ولذلك عد الإجماع والاجتهاد كمصادر للتشريع. والآن يجري يجاد الحلول باللجوء إلى الماضي وهذا هو ما يسمى بالقياس. ولابد من الإشارة أنه لا توجد بنية معرفية في الإسلام لا تعترف بالقرآن والسنة النبوية كنصوص مؤسسة. السؤال المتكرر لماذا تخلفنا وتقدم الآخرون. إن الحداثة منتج غربي جاءت محمولة بحامل استعماري. وشكلت بدورها صدمة خلقت ما يعرف بجدلية القبول والرفض. رواد الحداثة من المفكرين المسلمين مثل محمد عبده وجدوا في بعضها أشياء مقبولة مثل شكل الدولة والديمقراطية والتقدم التكنولوجي والعقلانية كل هذا تم قبوله لكن هناك أشياء أخرى لم تقبل وبالأخص تلك التي تتعارض مع التراث. كانت هناك تحديات قد واجهت العالم العربي والإسلامي هي تحدي العلم والعقلانية وتحدي البنية السياسية وهو الانتقال إلى شكل الدولة الحديث من دولة الإمبراطورية العثمانية. وطوال القرن التاسع عشر وإلى منتصف القرن العشرين كانت هناك محاولات من قبل المفكرين المسلمين لتقبل النهضة ولكن في إطار التراث. وقد جرى مثلا رفض الإجماع ونقد المذاهب والدعوة لعدم التقوقع داخلها وعودة للاجتهاد حتى خارج إطار القياس نجد هذا مثلا في كتابات رشيد رضا. في مسألة فتح باب الاجتهاد والدخول في قضايا شائكة لم يدخل فيها القدماء لا يحتاج الأمر إلى القياس ومن ثم يجب إعمال العقل فيها. وإزاء أزمة الحداثة التي لا يمكن تقبلها أو رفضها أن يجري تطوير الفكر الإسلامي طبقاً للحداثة كان هذا باختصار مشروع النهضة. تحليل البنية العقلية لسيد قطب يستنتج منه فكر الأقلية أي أن المسلمين أصبحوا أقلية وعليهم هجرة هذا المجتمع الجاهلي الكافر وأن يحصنوا أنفسهم ليعودوا من جديد أقوياء مثل ما هاجر النبي محمد إلى المدينة وعاد بقوة إلى مكة. التكفير والهجرة أخذت هذه الأفكار من سيد قطب وبنت عليها أفكارها. لذلك خطاب الفكر الإسلامي انقلب من تحديث الفكر الإسلامي إلى أسلمة الحداثة أي أن مرض الحداثة يحتاج إلى مقوي إسلامي يتم عبر أسلمة الحداثة والمعرفة على اعتبار أن الحداثة واقع يجب أن نعيشه ولكن في نفس الوقت نفكر إلى الخلف. إن المقولات الرائجة الآن في الفكر الديني تتمثل في: "لا اجتهاد فيما فيه نص" وفي هذه المقولة هناك خلط بين النص في الفقه الإسلامي وما نفهمه في نص اللغة الحديثة أي بنية لغوية كاملة. فالقرآن نص لغوي ذو بنية كاملة مقسمة إلى السور والآيات. لكن ما موجود داخل هذا النص كيف نفهمه؟ وهناك في الفكر الإسلامي مستويات لمعنى النص. مثل النص الواضح وضوحاً بيناً. والنص المحتمل الذي يمكن أن يكون مجازاً أو حقيقة وعليك أن تفرق. والمعنى المجمل حيث السنة تفصل ما أجمله القرآن. ومن المعلوم أن اللغة مليئة بالمعاني ونقيضها مليئة بتحويل الدال إلى شيء أجمل مثل القول عن الصحراء مفازة وهي مهلكة والقول عن الكفيف بصير وهي لغة مؤدبة. أذن اللغة مليئة بهذه الاحتمالات. كذلك هناك النص الغامض أي المتشابه في اللغة في مستو آخر. وبالتالي يفترض أن تستبدل المقولة المذكورة أنفا بـ "لا اجتهاد إلا في النصوص" لأن النصوص معطى لغوي والفلسفة وعلم الكلام يعلمنا ذلك. أبن رشد عمل خمسة مستويات للمعنى في القرآن. لأن أبن رشد تكلم في القرن الثاني عشر حيث المعرفة للأقلية المحظوظة والتي تختلف عن العصر الحاضر تماما حيث معرفة الانترنت. وهناك مقولة "هذا معلوم بالضرورة" وهي المعرفة التي يصل إليها البشر بدون نظر أي البديهيات. أما المستوى الأعلى من المعرفة وهي النظريات فتحتاج إلى مجهود عقلي. الضروريات يشترك فيها جميع البشر على اختلاف أديانهم. لكن ليس كل أمور الدين بديهية حيث الضروريات قليلة. أذن هناك مساحة واسعة للمعرفة النظرية. وهناك معنى ظني الدلالة وقطعي الدلالة. وقطعي الثبوت ما وصلنا من أحاديث النبي محمد المتفق عليها والمتواترة وهي قليلة جداً. ولكن هذا لا يعني أنها قطعية المعنى فيمكن أن تكون ذات معنى ظني. أذن كل الحديث والسنة ظنية الثبوت. القرآن فقط قطعي الثبوت لكن فيما يخص الدلالة هذا شيء آخر. ما هو معلوم بالضرورة قليل. أما في الفكر الإسلامي المعاصر أصبح كل شيء معلوم بالدين معلوم بالضرورة وهذا يقود إلى التكفير إذا أنكرت معلومة بالضرورة. وقد أنتشر التكفير وأصبح أضحوكة. أصبحت المرجعية بالكامل لهذا النوع من الشريعة. في السابق كانت هناك بنية تشريعية شامخة لأنها كانت تستمد من الرؤى الأخرى المحيطة بها مثل الرؤى الفلسفية والصوفية واللاهوتية وعلم الكلام وكان الكثير من الفقهاء ينتمي إلى هذه الرؤى. أما البنية الفقهية الحالية نراها تتسم بالفقر الكبير. الفقيه الآن لا يعرف شيء عن علم الكلام والفلسفة ويكره التصوف والذي يعد ملعونا في السعودية. مثلا الفقهاء في السابق الغوا إقامة الحدود في مسائل السرقة والزنا بدون أن يقولوا أنها منسوخة ولكن من الناحية العملية نسخوها. الآن تقام لأحكام فوراً في السعودية وأحياناً في إيران وفي باكستان على الظن مثلا يشهد رجل ويقول زنيت بالمرأة الفلانية لتنفذ العقوبة ضدها حيث في الفقه الحديث أصبح الذكر هو الشاهد خلافا للفقه في عصر شموخه الذي يطلب في مثل هذه الأمور الإثبات الصعب. تحديث الفكر الإسلامي ظل خارج القرآن. هناك محاولات مشكورة في معنى القرآن وفي تعريف القرآن. لأن هذه المنطقة ظلت خارج الموضوع وكل من أقترب منها دفع الثمن. ما معنى الوحي ما معنى التاريخ ما معنى العلاقة بين الوحي والتاريخ؟ هذه الأسئلة بسبب عدم مناقشتها تجعل من السهل جداً تحويل مشروع تحديث الفكر الإسلامي إلى تكرار أسلمة الفكر. وهذا يطرح مهام كبيرة على المفكرين والمثقفين كيف يمكن طرح هذه الأسئلة والحوار حولها. هذه الأسئلة إلى أي مدى تمثل خطراً على الإيمان أم تدعم الإيمان. ليس المقصود من ذلك هدم الدين والعقيدة. ما لم يحدث مثل هذا الحوار حول هذه الأسئلة يظل خطاب الفكر الديني المعاصر يجد في الماضي كل شيء والذي أعيد تكييفه لكي يجيب عن كل مشاكل العصر. بعد ذلك طرحت مجموعة مهمة من الأسئلة والمداخلات من قبل الحضور الذي تفاعل مع موضوع المحاضرة وساهمت في تعميق الحوار وقد أجاب عنها الدكتور نصر حامد أبو زيد برحابة صدر. باحث عراقي مقيم في هولندا
في إطار ندواتها الثقافية والفكرية والسياسية استضافت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا المفكر الدكتور نصر حامد أبو زيد في ندوة نظمت يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009. وبعد الترحيب بالجمهور الكبير الذي حضر وبالمحاضر تمت الإشارة إلى أن الدكتور نصر هو أحد المفكرين العرب البارزين بحث في التراث والفكر العربي والإسلامي بعمق وبرؤية فلسفية ومنهج عقلاني متوازن، ويتمتع إنتاجه الفكري الغزير بقيمة معرفية وعلمية كبيرة، على الصعيد العربي والعالمي. عقب ذلك بدأ المحاضر حديثه حول "مشكلات الفكر الإسلامي المعاصر" حيث حلل بعمق وبمنهج علمي متوازن الجذور التاريخية والاجتماعية لهذه المشكلات لأنه لا يمكن دراسة الفكر إلا بوضعه في سياقه الاجتماعي والثقافي والتاريخي التطوري. وتطرق لأعراض هذه المشكلات حيث اتسع الخطاب ضد الآخر في الفكر الإسلامي المعاصر ليشمل الجنس والملة والدين والمذهب والرأي وتحولت المرأة إلى آخر. وهنا الحديث يجري على مستوى الخطاب وليس الفكر. قبل القرن الثالث عشر أو الرابع عشر كانت هناك رؤى مختلفة في الفكر الإسلامي منها الرؤية الفقهية وكانت كل هذه الرؤى مصدر ثراء لكن خلال أربعة قرون بعد ذلك أصبح نمط الفكر الديني المهيمن هو الخطاب الفقهي أو الرؤية الفقهية للإسلام أو ما يسمى الشريعة واختفت الرؤى الأخرى وبذلك توقف تطور الفكر الإسلامي. ولبناء نظرية تشريعية لم يكن القرآن كافيا ولا السنة النبوية تكفي حيث أن السنة لم تكن قد جمعت واحتاج جمعها 150 سنة ولذلك عد الإجماع والاجتهاد كمصادر للتشريع. والآن يجري يجاد الحلول باللجوء إلى الماضي وهذا هو ما يسمى بالقياس. ولابد من الإشارة أنه لا توجد بنية معرفية في الإسلام لا تعترف بالقرآن والسنة النبوية كنصوص مؤسسة.
السؤال المتكرر لماذا تخلفنا وتقدم الآخرون. إن الحداثة منتج غربي جاءت محمولة بحامل استعماري. وشكلت بدورها صدمة خلقت ما يعرف بجدلية القبول والرفض. رواد الحداثة من المفكرين المسلمين مثل محمد عبده وجدوا في بعضها أشياء مقبولة مثل شكل الدولة والديمقراطية والتقدم التكنولوجي والعقلانية كل هذا تم قبوله لكن هناك أشياء أخرى لم تقبل وبالأخص تلك التي تتعارض مع التراث. كانت هناك تحديات قد واجهت العالم العربي والإسلامي هي تحدي العلم والعقلانية وتحدي البنية السياسية وهو الانتقال إلى شكل الدولة الحديث من دولة الإمبراطورية العثمانية. وطوال القرن التاسع عشر وإلى منتصف القرن العشرين كانت هناك محاولات من قبل المفكرين المسلمين لتقبل النهضة ولكن في إطار التراث. وقد جرى مثلا رفض الإجماع ونقد المذاهب والدعوة لعدم التقوقع داخلها وعودة للاجتهاد حتى خارج إطار القياس نجد هذا مثلا في كتابات رشيد رضا. في مسألة فتح باب الاجتهاد والدخول في قضايا شائكة لم يدخل فيها القدماء لا يحتاج الأمر إلى القياس ومن ثم يجب إعمال العقل فيها. وإزاء أزمة الحداثة التي لا يمكن تقبلها أو رفضها أن يجري تطوير الفكر الإسلامي طبقاً للحداثة كان هذا باختصار مشروع النهضة.
تحليل البنية العقلية لسيد قطب يستنتج منه فكر الأقلية أي أن المسلمين أصبحوا أقلية وعليهم هجرة هذا المجتمع الجاهلي الكافر وأن يحصنوا أنفسهم ليعودوا من جديد أقوياء مثل ما هاجر النبي محمد إلى المدينة وعاد بقوة إلى مكة. التكفير والهجرة أخذت هذه الأفكار من سيد قطب وبنت عليها أفكارها. لذلك خطاب الفكر الإسلامي انقلب من تحديث الفكر الإسلامي إلى أسلمة الحداثة أي أن مرض الحداثة يحتاج إلى مقوي إسلامي يتم عبر أسلمة الحداثة والمعرفة على اعتبار أن الحداثة واقع يجب أن نعيشه ولكن في نفس الوقت نفكر إلى الخلف.
إن المقولات الرائجة الآن في الفكر الديني تتمثل في: "لا اجتهاد فيما فيه نص" وفي هذه المقولة هناك خلط بين النص في الفقه الإسلامي وما نفهمه في نص اللغة الحديثة أي بنية لغوية كاملة. فالقرآن نص لغوي ذو بنية كاملة مقسمة إلى السور والآيات. لكن ما موجود داخل هذا النص كيف نفهمه؟ وهناك في الفكر الإسلامي مستويات لمعنى النص. مثل النص الواضح وضوحاً بيناً. والنص المحتمل الذي يمكن أن يكون مجازاً أو حقيقة وعليك أن تفرق. والمعنى المجمل حيث السنة تفصل ما أجمله القرآن. ومن المعلوم أن اللغة مليئة بالمعاني ونقيضها مليئة بتحويل الدال إلى شيء أجمل مثل القول عن الصحراء مفازة وهي مهلكة والقول عن الكفيف بصير وهي لغة مؤدبة. أذن اللغة مليئة بهذه الاحتمالات. كذلك هناك النص الغامض أي المتشابه في اللغة في مستو آخر. وبالتالي يفترض أن تستبدل المقولة المذكورة أنفا بـ "لا اجتهاد إلا في النصوص" لأن النصوص معطى لغوي والفلسفة وعلم الكلام يعلمنا ذلك. أبن رشد عمل خمسة مستويات للمعنى في القرآن. لأن أبن رشد تكلم في القرن الثاني عشر حيث المعرفة للأقلية المحظوظة والتي تختلف عن العصر الحاضر تماما حيث معرفة الانترنت. وهناك مقولة "هذا معلوم بالضرورة" وهي المعرفة التي يصل إليها البشر بدون نظر أي البديهيات. أما المستوى الأعلى من المعرفة وهي النظريات فتحتاج إلى مجهود عقلي. الضروريات يشترك فيها جميع البشر على اختلاف أديانهم. لكن ليس كل أمور الدين بديهية حيث الضروريات قليلة. أذن هناك مساحة واسعة للمعرفة النظرية. وهناك معنى ظني الدلالة وقطعي الدلالة. وقطعي الثبوت ما وصلنا من أحاديث النبي محمد المتفق عليها والمتواترة وهي قليلة جداً. ولكن هذا لا يعني أنها قطعية المعنى فيمكن أن تكون ذات معنى ظني. أذن كل الحديث والسنة ظنية الثبوت. القرآن فقط قطعي الثبوت لكن فيما يخص الدلالة هذا شيء آخر. ما هو معلوم بالضرورة قليل. أما في الفكر الإسلامي المعاصر أصبح كل شيء معلوم بالدين معلوم بالضرورة وهذا يقود إلى التكفير إذا أنكرت معلومة بالضرورة. وقد أنتشر التكفير وأصبح أضحوكة. أصبحت المرجعية بالكامل لهذا النوع من الشريعة. في السابق كانت هناك بنية تشريعية شامخة لأنها كانت تستمد من الرؤى الأخرى المحيطة بها مثل الرؤى الفلسفية والصوفية واللاهوتية وعلم الكلام وكان الكثير من الفقهاء ينتمي إلى هذه الرؤى. أما البنية الفقهية الحالية نراها تتسم بالفقر الكبير. الفقيه الآن لا يعرف شيء عن علم الكلام والفلسفة ويكره التصوف والذي يعد ملعونا في السعودية. مثلا الفقهاء في السابق الغوا إقامة الحدود في مسائل السرقة والزنا بدون أن يقولوا أنها منسوخة ولكن من الناحية العملية نسخوها. الآن تقام لأحكام فوراً في السعودية وأحياناً في إيران وفي باكستان على الظن مثلا يشهد رجل ويقول زنيت بالمرأة الفلانية لتنفذ العقوبة ضدها حيث في الفقه الحديث أصبح الذكر هو الشاهد خلافا للفقه في عصر شموخه الذي يطلب في مثل هذه الأمور الإثبات الصعب.
تحديث الفكر الإسلامي ظل خارج القرآن. هناك محاولات مشكورة في معنى القرآن وفي تعريف القرآن. لأن هذه المنطقة ظلت خارج الموضوع وكل من أقترب منها دفع الثمن. ما معنى الوحي ما معنى التاريخ ما معنى العلاقة بين الوحي والتاريخ؟ هذه الأسئلة بسبب عدم مناقشتها تجعل من السهل جداً تحويل مشروع تحديث الفكر الإسلامي إلى تكرار أسلمة الفكر. وهذا يطرح مهام كبيرة على المفكرين والمثقفين كيف يمكن طرح هذه الأسئلة والحوار حولها. هذه الأسئلة إلى أي مدى تمثل خطراً على الإيمان أم تدعم الإيمان. ليس المقصود من ذلك هدم الدين والعقيدة. ما لم يحدث مثل هذا الحوار حول هذه الأسئلة يظل خطاب الفكر الديني المعاصر يجد في الماضي كل شيء والذي أعيد تكييفه لكي يجيب عن كل مشاكل العصر.
بعد ذلك طرحت مجموعة مهمة من الأسئلة والمداخلات من قبل الحضور الذي تفاعل مع موضوع المحاضرة وساهمت في تعميق الحوار وقد أجاب عنها الدكتور نصر حامد أبو زيد برحابة صدر.
باحث عراقي مقيم في هولندا