فالقضية ليست الانغلاق أو الانفتاح، فالانفتاح لا مندوحة عنه، إذا أرادت الشعوب تنمية وتقدما. والعرب عندما انتصروا وسادوا لم يرتدوا ويعودوا إلي ماضيهم وتراثهم القبلي الجاهلي، بل انفتحوا علي أرسطو وحضارة اليونان والرومان.. فالتواصل بين الحضارات محتوم أكثر من الصراع. والأهم في كل الحالات، ومهما تباعدت الأحقاب والأجيال هي شروط هذا الانفتاح ووجهته علي من، ومن أجل من. وقاعدته الذهبية هي المساواة في التبادل وحرية الاختيارات ورفض كل هيمنة وخضوع.. وهذا يقودنا إلي حاضرنا المنكوب.. الانفتاح التبعي وشروط المنظمات الدولية القائمة أدوات الإمبريالية الجديدة، التي أذاقتنا من جديد مرارة الخراب.. نقطة البدء في معركتنا هي التصدي لهذه الهيمنة والتخلص من التبعية وإزاحة نظمها العميلة الاستبدادية الفاسدة، واستئناف مسيرة حركة التحرير الوطنية العربية وزخمها من جديد.
يعرض الباحث المصري هنا لكتاب شهير عن خراب مصر إبان عصر الخديوي إسماعيل، ويقيم تناظرا دالا بين الخراب الذي أدى للاحتلال البريطاني لمصر، والخراب المعاصر الذي تعيشه.
خراب مصر
من صندوق الدين إلي صندوق النقد الدولي