هنا ملخص تقرير عن اجتماع مجلس إدارة المركز الاقليمي العربي للتراث العالمي، والذي خصص لمراجعة حصاد السنة الماضية ضمن برنامج حماية التراث الإنساني في الوطن العربي، وما شهده من فقرات تحسيسية وأنشطة عربية ودولية لمزيد من ترسيخ سياحة ثقافية متميزة تستحضر البعد الرمزي للآثار وعمقها الثقافي.

المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي

عقد المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي اجتماع مجلس إدارته السادس، الشهر الماضي، برئاسة معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز وبحضور أعضاء مجلس الإدارة: الدكتورة شادية طوقان مديرة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة ممثلة وزارة الخارجية، السيدة ندى الحسن ممثلة منظمة اليونيسكو، كريستيل بيروشو من الاتحاد الدولي لصون الطبيعة  (IUCN)، السيد جوزيف كنج من (ICCROM)، الدكتورة كيرستي كوفانين من المجلس الدولي للآثار والمواقع ( (ICOMOS، والممثلين عن كل من تونس والكويت السيد نبيل كلالة والمهندس عبد الله البيشي. 

وبهذه المناسبة قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "نراجع حصاد عام كامل من النشاط الذي كرسّناه لحماية التراث الإنساني في وطننا العربي، حققنا الكثير من الإنجازات التي يحق للجميع أن يفخر بها". ورحّبت معاليها بالدكتورة شادية طوقان مديرة للمركز الإقليمي، وقدّمت شكرها للدكتور منير بوشناقي، المدير السابق للمركز والمستشار الحالي فيه، على إدارته الفعّالة وترويجه لعمل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في المحافل الدولية. كما وتوقّفت معاليها عند أهمية الاهتمام بالتراث الإنساني والآثار، قائلة إنه يجب تكريسها لصناعة سياحية ثقافية متميزة.

وتناول اجتماع مجلس الإدارة مجموعة من المحاور كان أولها إنجازات المركز التي حققها خلال عام 2016م، والتي كان من أبرزها تنظيم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي إلى جانب منظمة اليونيسكو المؤتمر الدولي "مواقع التراث العالمي والمتاحف" في العاصمة الفرنسية باريس بحضور 300 مشارك من العالم.

واستعرض الاجتماع كذلك الفعاليات المتنوعة المعنية بالتراث الإنساني الطبيعي والثقافي، حيث نظّم المركز خلال عام 2016م  ورشة عمل لتوجيه وتنمية قدرات فريق العمل العراقي القائم على ملف ترشيح موقع "مدينة بابل" ليتم إدراجه على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو. كما واستضاف ورشة عمل ضمن برنامج التدريب الخاص ببرنامج "طبيعة" بعنوان "ترشيح مواقع التراث العالمي: تطبيق القيم الاستثنائية العالمية (SoOUV) . و من أجل الحفاظ على التراث العربي، عقد المركز الإقليمي ورشة عمل لاختبار نموذج تجريبي هو الأول من نوعه لتطبيق يمكن استخدامه على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من أجل توثيق وتقييم الأضرار التي قد يتعرض لها التراث الثقافي المنقول وغير المنقول. ويعمل المركز الإقليمي على تطوير التطبيق الذي يحمل اسم "أمل في التراث" بالتشارك مع منظمة Global Heritage Fund وغيرها من المنظمات المعنية بالتراث الثقافي. وإضافة إلى ذلك فقد أطلق المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مقره في وقت سابق من العام الماضي، وبالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة تقرير " القائمة الحمراء للأنواع المهددة في مملكة البحرين".

و تطرق اجتماع مجلس الإدارة أيضا إلى المشاركات الخارجية التي قام بها المركز، حيث كان قد أرسل وفداً إلى جمهورية السودان من أجل المساعدة في الحفاظ على موقع "سانجنب دنقوناب" الطبيعي المسجل حاليا على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو. كما وشاركت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في جلسة افتتاح اجتماع لجنة التراث العالمي في دورته الأربعين في اسطنبول. ومواصلة لحضوره في الحراك العالمي للحفاظ على التراث الإنساني، شارك المركز في افتتاح النسخة السادسة والعشرين للاجتماع الفنّي الخاص بلجنة التنسيق الدولية لحماية وتطوير الموقع التاريخي "أنكغور" والتي تختصر ب( (ICC-Angkor في كمبوديا، إضافة إلى مشاركة في أعمال الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي الذي عقد في الكويت.

وضمن استراتيجيته، يعمل المركز على الحفاظ على علاقات متميزة مع المؤسسات المحلية والعالمية المعنية بالتراث العالمي والثقافة عبر عقد شراكات واتفاقيات تعاون، ومن بين هذه المنظمات: الاتحاد الدولي لصون الطبيعة  (IUCN)، هيئة البحرين للثقافة والآثار، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ALECSO)، المركز الدولي لدراسة صون الممتلكات الثقافية وترميمها(ICCROM) ، المجلس الدولي للآثار والمواقع (ICOMOS) والصندوق الدولي للآثار.

كما ناقش الاجتماع البرامج الجديدة للمركز الإقليمي خلال الفترة المقبلة، والتي سيسعى فيها إلى تطبيق استراتيجيته الرامية إلى التواصل مع المنظمات المعنية بالتراث العالمي في العالم العربي والعالم والعمل على تقديم المشورة والمساعدة المادية والفنية للدول العربية للحفاظ على إرثها الثقافي والطبيعي، إضافة إلى العمل المتواصل من أجل تسجيل مواقع عربية جديدة على قائمة التراث العالمي الطبيعي والثقافي.