الي سركون بولص
1
لا يهم أنَي ذهبتِ
لن أكفَّ عن الحب
تقولُ القصيدةُ المضيئة ُ في دفتر الشاعرِ الغريب
تخط ُ له بيوتا ًيحرسها طلل ٌَّمن الجنةِ
وظلالٌ من بغداد، يجلسُ فيها متكئا ً علي عذابه
يسقي رفيف َالرؤي، تتصبب عليه من ليل ٍ عطشان كثير التأوه،
ناثرا ًحلكته بين صريرِ الباب ِ وظلِّ امرأةٍ لا تبرح ُ العتبة،
لها وجنتان علي إحداهما يتحسَّرُ الرّمانُ
وعلي الأخري يتنهد ُ النقش ُوالذهب.
سمَّاها وشما ً لعناوينَ مبهمة ٍ في فهرس ِالغياب،
تجلب ُ له الترانيم َ من كنائسِ ِ روما
وعشباً معطراً من خزائن ِ سمرقند،
تمزجه بماءٍ ينضح ُ من كروم وارفة تسقيه حتي الحب
وحتي تبرأَ يداها من العمي.
تُخبئُ أنين َ النهرين، بين دفتي كتاب ٍ سومريٍّ جريح،
دونته ملكة ٌ أشوريةٌ بحبر ٍ نبوي ٍّشريف
تحب بابل وتهب ُ قيظها شعرا ً وفيراَ،
يستظلُّ به الحائرُ والأعمي،
الغريب والشاعر،
الأرملة والثكلي.
2
يهرم ُ الغريب
ولاتذبل أشواقه
يقول الليل
3
رأيت ُبغداد َ
ترتدي عباءة الريح
في هودج ٍ يحمله أربعة ملوك ٍ
ويجره حصانان أعميان
تشدوها الفلاة لصليل ِ النَّوح والعذاب
تلمُّ خطي القتلى،
تجزُّ الألم َبصديً
يسائلها الدربَ إلي مدينة ِ أين
تترنحُّ بخلخالين وقيد، تستجيرُ بالنخل ِ
والنخل ُمنهمكٌ بتأليف الرَّوحِ ِ والزغاريد ِ
لجرحي يتجولون في لهيب ِ وجدها
خلعتُ الوهنَ، أطرق ُ ليلها بقلب ٍ ناشف ٍ وبيدين ِ يغمرهما الشوق
أ ُمَجد الله علي عتباتها حتي تيبست شفاهي
يرنو إلي طفلان جريحان يحملان
مخطوطا ً للموت ِ ترفُ بين طياته شمس ٌ منهوبة ٌ
وعراق ٌ بقلب ٍ من الوله قد ذوي.
4
يضع ُ الليل خده
علي زند الغريب
ويحلم بريع ِنجومه
5
يضع الغريب خده
علي زند الليل
ويحلمُ بكسرة ِ حرية ٍ لبلاده
وريحان ٍمنها يشتله في
مرآة الأمل
6
بغداد تنام في سريرِ يأسها
الريح ُ تعانق الريح
والوردُ يسفحه الدم علي شهقة عاشقة ٍتصوغ ُ الدليل َ
لجهات ٍيكبلها ليل ٌّ هشيم ٌ تتيه بين صدي عتمته
ملائكةٌ ترتعد ُ من العذابِ
وشمس ٌ تجف ُأناملها من الحنين
بغداد ُ تنام في سرير يأسها
وأنا أنام ُ في سرير الكتابة
أخمد ُاليأسَ وأشعل ُ الأمل،
أوزع هِبات الخيال علي السطور
وأنزع ُ الوهن َعن صور الموتي
أ ُطفئ ُبصوتها الوقت َالمرتعش
علي جسد ِ الموت ِالفادح ِ
وهو معصوب القلب والسؤال
7
تضعُ بغداد
قصائدَ شعرائها في أصصٍ ٍ
وتسقيها كل يوم ٍ
بذات ِ الحزن ِ
بذات الضوءِِ ِ
بذات... الدمْ
8
يئنُ...
يئنُ الشاعر ُحتي ينبلج الخيال
ويري بغداد َ طالعة منه مثل الدمع
تطفئُ مرايا الموت
قلبها معلق ٌ علي أسوار الهواء
ويداها مسودتان من العذاب
تقولُ للنخل ِ:
يخيفني الليل ُ
هذا الليل ُ في العراق. يداه المجنحتان ِوقلبه الأعمي
والعتمة ُ التي تهتك ُ الضوء،
توقد ُ شميم َالشوق ِ في أنفاس ِالغريب
يؤججها زرياب عازف ُ العود ِ والعنبر
يبتكر ُ السرور َ لأهله الحزاني
ترن ُ أنامله بين َ الوتر ِوالوتر.
بالنغمِ ِ يطوي سواد َ أرض السواد
وينفض ُعن كتبها الوني
ويسطع ُ في تدابيرها الغزيرة ِللغة ِ والهوي
ويعزف لامرأة ٍ واحدة
إذ تنحني علي سجادة ِ الصلاة
يتناثر ُمن يديها ضوء ٌ
يعبر ُمنه المصلّون الدرب َ
إلي الجنة.
9
للموت يدان
وليديه سلطان لا تعرفه
إلا بغداد ويداي
قد قرأنا له مرارا ً
بوح َ الشاعر ِ
تاركاً ظله نصاً
يلمع من البهجة ِ
يرف ُ. . يرف ُ في النحيب ِ
ويغيب ُ في المدي. .
27. 10. 2007
شاعرة سورية تقيم في المانيا