تتناول القاصة المصرية هنا كتابا عن شتات اليهود المصريين يطرح الحقيقة التاريخية في مواجهة التصور الصهيوني المختلق الذي التقى لمرارة المفارقة مع تصور مصري قومي خاطئ.

المأزق الوجودي لليهود في مصر

مؤامرة الفكر الصهيوني وخطابنا القومي علي يهود مصر!

منصورة عزالدين

(شتات اليهود المصريين) قد يطالع أحدكم هذا العنوان ويتساءل: ولماذا اهتم أصلا بمثل هذا الموضوع؟ وقد يرغب آخر في قراءته استجابة لدافع الفضول وحده..  فضول التعرف علي «كائنات منقرضة» من وجهة نظره، أو مجموعة كاملة ومتنوعة تم اختزالها في صورة أشخاص يتآمرون ضد وطنهم، وينتظرون اللحظة المواتية للهجرة إلي إسرائيل. غير أن هذا الكتاب يستحق فعلا أن يقرأ باهتمام، كما يستحق أن تتم مناقشته بعقلانية لأنه دراسة عميقة تتسم بقدر كبير من الموضوعية لموضوع مهم تم تجاهله طويلا. فالبحث في تاريخ اليهود المصريين ومحاولة كتابته أمر لا تقف أهميته عند مجرد التعرف عليهم، بل تتعداها لتمثل خطوة لا يستهان بها في طريق كتابة تاريخ مصر الحديث، ولا أقصد هنا التاريخ الرسمي كما يتم تلقينه للطلبة في المدارس، إنما التاريخ الأقرب لما حدث فعلا.

في «شتات اليهود المصريين».. الجوانب الثقافية والسياسية لتكوين شتات جديد يفند الباحث والمؤرخ جوئل بينين الادعاءات القائلة بأن يهود مصر هرولوا إلي إسرائيل في أول فرصة سنحت لهم، وأنهم علي تنوع خلفياتهم الاجتماعية وتوجهاتهم الفكرية كانوا بمثابة «طابور خامس» يدين بالولاء لإسرائيل.

تلك الادعاءات التي روج لها بشدة كل من الفكر الصهيوني والخطاب القومي في مصر، اللذين اتفقا بمصادفة تاريخية نادرة رغم تناقض الدوافع علي ضرورة خروج اليهود من مصر، ثم بعد ذلك علي إنكار وجودهم فيها، كأن اليهود المصريين مجرد هواء، ولم يكونوا في يوم من الأيام ضمن النسيج الاجتماعي والاقتصادي والديني لمصر.

ولعل أهم ما يلفت النظر في الكتاب هو كشفه الثاقب لاتفاق مصالح طرفين متحاربين وخطابين قوميين مختلفين علي هدف واحد هو التعتيم علي كون «يهود مصر» حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها، وكشفه أيضا لسلسلة التواطؤات داخل كل طرف علي حدة التي تم بموجبها تحقيق هذا الهدف. فالسرد التاريخي القومي الإسرائيلي يضع التجارب الحياتية لليهود المصريين بأكملها في نطاق مسيرة المشروع الصهيوني، ويصر علي انسلاخها الكلي والمطلق عن مسقط رءوسهم. فالأوطان التي انتمي إليها اليهود قبل قيام دولة إسرائيل هي مجرد شتات من المفترض أن ينتهي دوره بمجرد نشأة الدولة العبرية. من هنا يصبح تاريخ اليهود في أوروبا هو فقط تاريخ اضطهادهم فيها الذي وصل إلي ذروته علي يد النازية، ويصبح تاريخهم في أرض الإسلام مجرد سلسلة من القمع والاضطهاد المستمرين منذ عهد النبي محمد حتي حرب السويس 1956 وفقا لرؤية «المفهوم البكائي» الجديد للتاريخ اليهودي العربي الذي كانت بات يائور واحدة من أوائل الكتاب الذين تبنوه وذلك في كتابها (اليهود في مصر: سرد موجز لتاريخ ثلاثة آلاف عام) الذي نشرت نسخة عبرية موسعة منه عام 1974 عن مكتبة معاريف والمجلس اليهودي العالمي، وهو ما يفسره بينين بقوله: «إن الموافقة علي نشر هذا الكتاب من قبل مؤسسات رئيسية في دولة إسرائيل، بالإضافة إلي الحركة الصهيونية ويهود العالم ودار النشر التابعة لجريدة ذات توزيع ضخم هي معاريف، لا يدل علي شيء سوي أنه تكريس لوجهة نظر بات يائور البكائية الجديدة بوصفها التفسير المعياري لتاريخ اليهود في مصر».

وقد لاقت رؤية بات يائور لحياة اليهود في مصر قبولا واسعا بين كل من العلماء وعامة الناس في إسرائيل والغرب لأسباب عديدة أولها أن اليهود المصريين التزموا الصمت التام حيال حياتهم في مصر منذ عام 1948 إلي أواخر السبعينيات كما يكتب المؤلف، وثانيها أن التفسير البكائي الجديد الخاص بالتاريخ اليهودي العربي قد صرف الانتباه عن مطالبات الفلسطينيين بممتلكاتهم التي جردتهم إسرائيل منها. عن طريق سرد روائي يركز علي المعاناة الأبدية لليهود تحت حكم المسلمين. وبعض الموالين لهذه الطريقة يوحون بأنه حتي لو كان حقيقيا أن العرب الفلسطينيين قد جردوا من ممتلكاتهم، فإن عددا مساويا تقريبا من يهود الشرق الأوسط قد هربوا من منازلهم وفقدوا ممتلكاتهم. وبالتالي فإن الفلسطينيين ليست لهم أية مطالبات قانونية ضد إسرائيل!

أيضا تركزت الجهود الأولي لليهود المصريين من أجل إثبات هويتهم ووجودهم الجماعيين المتميزين في إسرائيل علي فكرتين ـ كما يكتب بينين ¬ـ الأولي أنهم كانوا صهاينة في مصر، والثانية أنهم كانوا ضحايا الاضطهاد المعادي للسامية. الأمر الذي خلق نقاط اتصال بين اليهود المصريين والتجربة الحديثة لليهود الأوروبيين. «كانت ذكري القتل الجماعي للشعب اليهودي الأوروبي قد قدمت مبررا أخلاقيا شديد القوة لقيام دولة إسرائيل، كما أصبح التفسير الصهيوني لمغزي هذه الذكري عاملا مركزيا في تشكيل القيم والمعايير الإسرائيلية. وقد أدي ترسيخ ادعاء يطالب بالاعتراف بهم من خلال هذه المفاهيم إلي تشجيع اليهود المصريين علي إدخال تاريخهم وتجربتهم في مصفاة أسلوب الخطاب الصهيوني الأشكينازي، تاركين ذكريات ونقاط تفاهم متضاربة خلفهم في مصر».

هذا عن الخطاب القومي الإسرائيلي، فماذا عن الخطاب القومي في مصر؟! يفسر السرد التاريخي القومي المصري زوال الطائفة اليهودية المصرية من خلال المؤامرات الصهيونية. فيهود مصر هنا لا يتم التعامل معهم كمواطنين مصريين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، إنما كمجموعة متجانسة تدين بالولاء لإسرائيل وتعمل في الخفاء لنشر الفكر الصهيوني في خيانة صريحة لمسقط رأسهم، في هذا السرد يتم التركيز علي فكرة أن رجال الأعمال والأثرياء اليهود كانوا جميعا وكلاء محليين للأجانب هدفهم الأساسي السيطرة علي الاقتصاد المصري لصالح الصهيونية، وبالتالي يتم تجاهل حقائق مهمة في هذا الصدد منها أن حزب الوفد دعا المصريين فيما بين عامي 1921 ـ 1922 إلي شراء احتياجاتهم فقط من متاجر وطنية احتجاجا علي نفي سعد زغلول لجزيرة سيشل، وكان متجر شيكوريل من ضمن تلك المتاجر الوطنية، وأن يوسف شيكوريل بك ويوسف قطاوي باشا كانا في مجلس إدارة بنك مصر جنبا إلي جنب مع طلعت حرب.

أيضا يتم النظر بارتياب للدور المركزي لليهود المصريين في الحركة الشيوعية المصرية، ولدورهم في الصحافة المصرية.

في تعميم غريب يصبح أي شيء وكل شيء يخصهم جزءا من مؤامرة كبري تصب في صالح إسرائيل سواء عبر إضعاف الاقتصاد المصري، أو عبر المساس بأمن مصر من خلال التجسس والأعمال التخريبية، أو عبر تنظيم الهجرة إلي إسرائيل. (اللافت للنظر أن التاريخ الرسمي الصهيوني، يري أن أهم موضوع في الفترة مابين 1948 ـ 1956 كان بطولة النشطاء الصهاينة المحليين والعملاء الإسرائيليين في تنظيم هجرة اليهود من مصر).

يركز المؤلف في معالجته النقدية لزوال الطائفة اليهودية المصرية علي ثلاث نقاط هي: أن أقلية فقط من اليهود كانوا نشطاء صهاينة حتي بعد عام 1948، أن معظم اليهود الذين غادروا مصر بعد عام 1948، خاصة ممن لديهم موارد تكفي ليختاروا ما يريدون، لم يذهبوا لإسرائيل، وأن العديد من اليهود المصريين علي اختلاف البلدان التي هاجروا إليها حاولوا تشكيل أنماط من الحياة الطائفية والممارسات الجماعية التي تحافظ علي رابطة بينهم وبين مصر.

تكونت الطائفة اليهودية المصرية ـ كما يذكر المؤلف من خلال عملية متميزة من التكاثر الخارجي التاريخي. يقع في قلب تلك العملية السكان المحليون المتحدثون بالعربية من اليهود الربانيين واليهود القرائين ذوي الثقافة اليهودية العربية، والذين يدعي بعضهم أن إقامتهم بهذا البلد تعود إلي فترة ما قبل الإسلام. وهؤلاء بلغ تعدادهم 20 ألف من بين 75000- 80000 يهودي في مصر عام 1948.هذا العدد مثٌل طائفة «متعددة العناصر ذات خليط عالمي. ذلك الأمر كان يشكل نقطة قوة بالنسبة للطائفة، كما كان بالمثل أحد العناصر التي أدت إلي زوالها النهائي». فبسبب التنوع داخل الطائفة اليهودية والاختلافات في الطبقة الاجتماعية والأصول العرقية والشعائر والنظرة السياسية لم تكن هناك تجربة حياتية مشتركة بين كل اليهود المصريين، مما أدي إلي تآكل التضامن الطائفي اليهودي دون محوه تماما.

وينفي بينين أن تكون المضايقات التي تعرض لها اليهود في مصر جاءت كنتيجة لسياسات لا سامية موجهة ضدهم من قبل الحكومة المصرية، كما يدعي الكثير من الصهاينة الذين يتجاهلون واقع أن مصر كانت في حالة حرب مع إسرائيل، هو يضع الأمور في سياقها التاريخي الذي لا يمكن فهمها بدونه، فالمضايقات التي تعرض لها يهود مصر أثناء وبعد حرب 1948 كانت لأسباب سياسية والدليل علي ذلك تأثرها من حيث القوة أو الضعف بمجريات الأمور في فلسطين. فعلي سبيل المثال تعرض اليهود وممتلكاتهم لهجمات متكررة في صيف وخريف 1948. في 20 يونيو 48 انفجرت قنبلة في حارة اليهود القرائين بالقاهرة مما أدي لمقتل 22 يهوديا وجرح 41 آخرين. وبعد قيام الطائرات الإسرائيلية بإلقاء القنابل علي حي سكني بالقرب من قصر القبة في 15 يوليو، تم الرد بإلقاء قنابل علي متجري شيكوريل وأوريكو، ثم علي متجري عدس وجاتينيو. كما وقع انفجار يوم 22 سبتمبر في حارة اليهود الربانيين أسفر عن قتل 19 وجرح 62 آخرين.  وبحلول عام 1949 وطبقا للقرار الذي أعطي السلطات المصرية الحق في وضع ممتلكات أي شخص محتجز أو مراقب أمنيا تحت إدارة الدولة بمناسبة حرب 48، تم وضع ممتلكات حوالي 70 فردا وشركة يهودية تحت إشراف الدولة.

يكتب بينين: «قبل اندلاع الثورة العربية في فلسطين فيما بين عامي 1936 ـ 1939، كان التيار السائد بين المصريين المثقفين ينظر إلي اليهود المصريين علي أنهم أعضاء ذوو عضوية كاملة في الأمة. كما كان التعليق السياسي العلماني يميز بشكل واعي بين اليهودية والصهيونية. لكن يبدو أن الصراع العربي اليهودي علي حائط المبكي/ الحرم الشريف في القدس عام 1929 قد أضفي شرعية علي تصوير الصراع العربي الصهيوني علي أنه نزاع ديني بين المسلمين واليهود، كما قوض المفاهيم العلمانية الخاصة بنظام الحكم المصري».

لكن هل يعني ذلك أن أحوال اليهود كانت جيدة تماما قبل بدء الصراع العربي الصهيوني؟ يري المؤلف أن المشاعر والأفعال المعادية للسامية في مصر هي بشكل واضح ظواهر تنتمي إلي القرن العشرين، «حيث أصبحت ذات أهمية عامة بسبب تفاقم الصراع العربي الصهيوني في فلسطين والتعاطف مع إيطاليا وألمانيا الذي أبدته دوائر سياسية معينة (خاصة ضباط الجيش) والتي كان أعضاؤها قد فهموا الفاشية في المقام الأول علي أنها تحد للحركة الاستعمارية البريطانية. ومن أواخر الثلاثينيات فصاعدا امتزجت معاداة الصهيونية بمعاداة السامية بشكل متزايد وبدون تمييز». وقد تركزت معاداة السامية في الجماعات ذات التوجه الإسلامي أو القومي المتطرف مثل جماعة الإخوان المسلمين ومصر الفتاة. وتمثلت مشكلة اليهود الأساسية في غياب مفهوم المواطنة بمعناه الحديث، فأحيانا ما كان كل من الطائفة اليهودية والمسئولين الحكوميين يصورون علاقتهما بشكل يمكن للفرد أن يطلق عليه اسم الذمة الجديدة كما يري بينين وهو مفهوم مستقي من تعريف القرآن لليهود كذميين أو كأهل ذمة، وليس من المفاهيم الحديثة للمواطنة التي تؤمن بالمساواة التامة بين المواطنين بغض النظر عن دينهم.

لقد رسخت ثورة 19 مفاهيم علمانية حديثة تمثلت أول ما تمثلت في شعارها ¢الدين لله والوطن للجميع¢، لكن الخطاب العلماني المتحرر لم يقض تماما علي الخطاب الذمي الملي الباقي من زمن خضوع مصر للسلطة العثمانية، بل تجاور معه واختلط به لدرجة أن بعض المسئولين كانوا يصرحون بتصريحات حول اليهود تجمع أفكارا مختلطة من الخطابين. ففي بداية العشرينيات، كان اليهود الذين يستحقون الحصول علي الجنسية المصرية، طبقا لقانون الجنسية الصادر عام 1929 وما تلاه من قوانين يشكلون ما يقرب من نصف الطائفة اليهودية، لكن في عام 1948 كان من 5000 إلي 10000 يهودي فقط من مجموع يهود مصر البالغ عددهم حوالي 80 ألف يحملون الجنسية المصرية!! وقد شجع الحاخام الأكبر ناحوم اليهود المؤهلين للحصول علي الجنسية أن يتقدموا للحصول عليها خلال الثلاثينيات والأربعينيات، لكن طلباتهم غالبا ما كانت عرضة لتأخير الإجراءات المكتبية المعقدة والرفض كما يكتب المؤلف الذي يؤكد أن مثل هذه الممارسات لم تكن موجهة تحديدا إلي اليهود، حيث كان أبناء الطوائف المتمصرة الأخري من غير المسلمين والمقيمين لفترة طويلة في مصر من المسيحيين السوريين واليونانيين والإيطاليين والأرمن يعاملون بالمثل.

تمثل «عملية سوزانا» الشهيرة أكثر بـ«فضيحة لافون» نقطة مركزية في الكتاب، ذلك أنها كانت نقطة تحول أساسية في حياة يهود مصر أو كما يصفها بينين «أبرز حدث سياسي في حياة الطائفة اليهودية في مصر من عام 1949 إلي عام1956» في هذه العملية تورط يهود مصريون في أعمال تخريب وتجسس ضد مصر نظمتها المخابرات الحربية الإسرائيلية، الأمر الذي أثار أسئلة جوهرية بشأن هوياتهم وولاءاتهم.

وفي واحد من أهم فصول الكتاب يتناول المؤلف أسلوب الخطاب الخاص بعملية سوزانا في كل من مصر وإسرائيل علي حدة. لقد استغلت إسرائيل «عملية سوزانا» والقبض علي المتورطين فيها، وإعدام اثنين منهم في صياغة أسلوب خطاب يصف نظام الحكم المصري، وفي النهاية كل العرب، بأنهم نازيون جدد في وقت كانت فيه الإبادة الجماعية والمحرقة النازية ما تزال ماثلة في الأذهان.  وبالغت الصحف الإسرائيلية والغربية في النشر عن موجة اعتقالات واضطهاد تعرض له اليهود المصريون عقب «عملية سوزانا»، حيث ظهرت تقارير صحفية تؤكد بشكل لا يقبل الشك وجود نازيين ألمان علي رأس إدارة يهودية في الحكومة المصرية، قاموا بتنظيم محاكمة للمتورطين في ¢عملية سوزانا¢، ويقومون بالإعداد لمحاكمات إضافية!!

غيب الخطاب الإسرائيلي الرسمي حقيقة أن المتورطين في ¢فضيحة لافون¢ قاموا بأعمال تجسس ضد مصر، وبالتالي من حقها محاكمتهم، وركزوا علي تماهي النظام المصري مع النظام النازي، وصوروا عبد الناصر علي هيئة هتلر جديد يخطط لإبادة اليهود، في محاولة منهم للحد من موجة إعجاب بناصر في الغرب، وقد نجحوا بالفعل في إقناع دوائر عديدة بروايتهم لما حدث. ومن جانبهم أصيب المسئولون المصريون بالذهول من جراء ردود الأفعال الغاضبة التي تلقوها بشأن تقديم المتآمرين في ¢فضيحة لافون¢ للقضاء. لأن القضية بالنسبة لهم كانت قضية تجسس وتخريب واضحة بل ومكتملة الأركان تقريبا، إلا أنهم لم ينجحوا في جعل الجمهور الغربي يتقبل روايتهم لهذه القصة.

يبقي أن أشير إلي أن أهمية هذا الكتاب تنبع من أنه أعاد يهود مصر إلي الوجود ولو رمزيا فعبر هذا العمل يتجسد أمامنا عصر كامل بكل تناقضاته التي وضعت طائفة كاملة من المواطنين المصريين في مأزق وجودي نادر.