النقد السيميائي المغاربي
علاء نعماني
في إطار التعاون القائم بين مختبر السرديات وماستر الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب ومجموعة البحث في النقد الجديد، عرفت قاعة المحاضرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدر البيضاء، صبيحة يوم الجمعة 7 دجنبر 2007، تنظيم الحلقة الثانية من النقد المغاربي. والتي خصصت لقراءات في النقد السيميائي المغاربي. وقد تدارست هذه الحلقة ثلاث تجارب نقدية من الجزائر وتونس. تتميز بعمقها في طرح القضايا النظرية وبقدرتها على مقاربة النصوص السردية والثقافية بشكل يضيء في نفس الوقت المرجع النظري والنص الإبداعي. وتمثلت التجارب في: - السيميائيات السردية: لرشيد بن مالك ( الجزائر) - سيميائيات التواصل و فعالية الحوار: المفاهيم و الآليات : لأحمد يوسف (الجزائر) - مداخل إلى الخطاب الإحالي في الرواية : لمحمد الخبو (تونس) في بداية اللقاء تدخل عبد اللطيف محفوظ حيث وضع التجارب المقروءة في سياقاتها العامة، فتحدث في البداية عن السيميائيات بوصفها علما عاما تهتم بمفاهيم الأنساق والسنن وأنظمة التواصل، راسما بذلك مدخلا ملائما لتقديم كتاب أحمد يوسف سيميائيات التواصل وفعالية الحوار؛ثم بوصفها مرجعية لتحليل النصوص، وفي هذا الإطار أشار إلى سيميائيات السرد وخصوصا إلى مدرسة باريس، ممهدا بذلك لوصف خلفية كتاب السيميائيات السردية لرشيد بن مالك. لينتقل إلى الحديث عن الشعرية المعاصرة وإلى آفاقها، وسبل تطويرها، وإلى الجهود المتميزة التي عمل بعض النقاد العرب ومن بينهم محمد الخبو على بدلها من أجل تجديد الدرس النقدي العربي، ومن ثمة خلص إلى ربط كتاب محمد الخبو مداخل إلى الخطاب الإحالي في الرواية بكل الجهود المتميزة. بعد ذلك تدخلت الباحثة حسنية تغزوان في موضوع حول مؤلف رشيد بنمالك ( السيميائية ونقد السردية العربية) وذلك في إطار التطور الذي عرفته الدراسات النقدية في تحليل الخطاب السردي العربي بعد أن استفادت من مختلف التيارات النقدية .وحول المشروع النقدي السيميائي للناقد الجزائري رشيد بن مالك تطرقت الباحثة الى استجلاء أهم منطلقاتها المنهجية و المعرفية و إبراز مميزاتها وقيمتها، عبر المحاور الآتية : - في المحور الأول قدمت قراءة للكتاب السيميائيات السردية لرشيد بن مالك، باعتباره يقدم قراءة للرواية العربية وفق إجراءات التحليل السيميائي و النظر في فعالية هذه الإجراءات و إمكانية وضعها كقاعدة علمية تنبني عليها محاورة النصوص ومسائلتها وفهمها فهما يرتكز على تحليل يستمد مشروعيته العلمية من تحديد موضوع الدراسة وزاوية النظر. - و في المحور الثاني أبرزت المنهجية التي اعتمدها الناقد في دراسته للنصوص السردية العربية و التي تنطلق من النص كمحور أساس للاشتغال . - أما المحور الثالث فكان حول مميزات هذه الدراسة وأهم خصوصياتها . المتدخل الثاني الباحث اليديم ناصر في موضوع درجة النظام التواصلي الدال في السيميائيات الحديثة . ــ نحو بناء ثقافة الحوار وحوار الثقافات ــ(قراءة نقدية في كتاب سيميائيات التواصل و فعالية الحوار : المفاهيم والآليات : أحمد يوسف) معتبرا ان الخطاب السيميائي بمختلف تمظهراته الإبستمولوجية وأدواته الإجرائية، يشكل خطابا تحليليا واختيارا منهاجيا، يسعى الباحث من خلاله مقاربة المعطيات المدروسة بشتى تجلياتها (الأدب، اللغة، العلوم التجريبية) وذلك قصد التوصل إلى معطيات تروم إلى العلمية قدر الإمكان. وتبقى الظاهرة التواصلية، من أهم المباحث التي ينمازبها الدرس السيميائي في دراسة أنظمة العلامات الموسومة بالوظيفة التواصلية بمختلف تلويناتها الممكنة. وأبرز المتدخل فعالية الحوار كخصيصة تواصلية، عبر تحديد المفاهيم والمكانيزمات المتحكمة بها وذلك عبر مسائلة إشكالية القصدية و الوظيفة التواصلية ومن ثمَّ تحديد فعالية الحوار بين اللغات والثقافات كقيمة إنسانية عزَّ مطلبها في مختلف مناحي الحياة . وقد عملت هذه الدراسة على وصف و توصيف البنى المخبوءة للتواصل و الحوار، كأداة فعالة في مواجهة تحديات العصر وزحف شبح العولمة الداعي إلى صِدام بين الحضارات يترجم على أرض الواقع إلى تشظيات على مستوى الذات و الهوية، في إطار الصراع السرمدي بين تمثلات الأنا وتصورات الآخر. الورقة الثالثة والأخيرة في هذا اللقاء،قراءة نقدية في كتاب مداخل إلى الخطاب الإحالي في الرواية لمحمد لخبو، قدمها الباحث سعيد سهمي،تناول مقاربة المرجع في الرواية العربية المعاصرة حيث ينقسم الكتاب إلى خمس فصول،يتناول الفصل الأول منظور الناقدة يمنى العيد للمرجع في كتابها فن الرواية العربية بين خصوصية الحكاية وتمييز الخطاب حيث تلح على ضرورة ربط النص بمرجعه معتمدة على مزج بين المنهج البنيوي والنظرية الماركسية المادية . وفي الفصل الثاني : التشكل القصصي للمدينة في الرواية العربية المعاصرة و فيه يؤكد الكاتب على أن وجود المدينة في الرواية العربية إنما هو تشويه للمدينة الواقعية مهما وسم النص بأنه واقعي إذ يصبح متخيل المدينة مصبوغا برؤية المبدع الذي يضفي عليه ذاتيته. أما الفصل الثالث المعنون بمسائل الخطاب الإحالي في النص الروائي، ففيه ميز محمد الخبو بين النص و المرجع إذ الإحالة في النص المتخيل هي إحالة على كائنات لا يعتقد قائلها في وجودها خارج نطاق الخطاب الذي يحملها. وقد عنون الفصل الرابع بالكتابة الراسمة في الرواية العربية المعاصرة تلك الكتابة التي تحدث عنها ر. بارت، قرينة الكلام وقد تشكل بأسلوب الكاتب تشكيلا مغايرا لما هو قائم من أساليبه مستنتجا طغيان الذات على الموضوع، وتحويل الواقعي إلى متخيل مشوه. أما الفصل الأخير فقد عنون بمدخل إلى الجهة في الرواية، حيث أكد أن الجهة أو وجهة النظر في السرد الروائي ممزوجة بفكرة واعتقاد المبدع،وسيادة الأسلوبغير مباشر. بعد ذلك قدم الباحث تحليلا لرؤية لنقدية وأدواتها عند باحث متمرس مثل محمد الخبو.
في إطار التعاون القائم بين مختبر السرديات وماستر الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب ومجموعة البحث في النقد الجديد، عرفت قاعة المحاضرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدر البيضاء، صبيحة يوم الجمعة 7 دجنبر 2007، تنظيم الحلقة الثانية من النقد المغاربي. والتي خصصت لقراءات في النقد السيميائي المغاربي. وقد تدارست هذه الحلقة ثلاث تجارب نقدية من الجزائر وتونس. تتميز بعمقها في طرح القضايا النظرية وبقدرتها على مقاربة النصوص السردية والثقافية بشكل يضيء في نفس الوقت المرجع النظري والنص الإبداعي. وتمثلت التجارب في: - السيميائيات السردية: لرشيد بن مالك ( الجزائر) - سيميائيات التواصل و فعالية الحوار: المفاهيم و الآليات : لأحمد يوسف (الجزائر) - مداخل إلى الخطاب الإحالي في الرواية : لمحمد الخبو (تونس) في بداية اللقاء تدخل عبد اللطيف محفوظ حيث وضع التجارب المقروءة في سياقاتها العامة، فتحدث في البداية عن السيميائيات بوصفها علما عاما تهتم بمفاهيم الأنساق والسنن وأنظمة التواصل، راسما بذلك مدخلا ملائما لتقديم كتاب أحمد يوسف سيميائيات التواصل وفعالية الحوار؛ثم بوصفها مرجعية لتحليل النصوص، وفي هذا الإطار أشار إلى سيميائيات السرد وخصوصا إلى مدرسة باريس، ممهدا بذلك لوصف خلفية كتاب السيميائيات السردية لرشيد بن مالك. لينتقل إلى الحديث عن الشعرية المعاصرة وإلى آفاقها، وسبل تطويرها، وإلى الجهود المتميزة التي عمل بعض النقاد العرب ومن بينهم محمد الخبو على بدلها من أجل تجديد الدرس النقدي العربي، ومن ثمة خلص إلى ربط كتاب محمد الخبو مداخل إلى الخطاب الإحالي في الرواية بكل الجهود المتميزة.
بعد ذلك تدخلت الباحثة حسنية تغزوان في موضوع حول مؤلف رشيد بنمالك ( السيميائية ونقد السردية العربية) وذلك في إطار التطور الذي عرفته الدراسات النقدية في تحليل الخطاب السردي العربي بعد أن استفادت من مختلف التيارات النقدية .وحول المشروع النقدي السيميائي للناقد الجزائري رشيد بن مالك تطرقت الباحثة الى استجلاء أهم منطلقاتها المنهجية و المعرفية و إبراز مميزاتها وقيمتها، عبر المحاور الآتية : - في المحور الأول قدمت قراءة للكتاب السيميائيات السردية لرشيد بن مالك، باعتباره يقدم قراءة للرواية العربية وفق إجراءات التحليل السيميائي و النظر في فعالية هذه الإجراءات و إمكانية وضعها كقاعدة علمية تنبني عليها محاورة النصوص ومسائلتها وفهمها فهما يرتكز على تحليل يستمد مشروعيته العلمية من تحديد موضوع الدراسة وزاوية النظر. - و في المحور الثاني أبرزت المنهجية التي اعتمدها الناقد في دراسته للنصوص السردية العربية و التي تنطلق من النص كمحور أساس للاشتغال . - أما المحور الثالث فكان حول مميزات هذه الدراسة وأهم خصوصياتها . المتدخل الثاني الباحث اليديم ناصر في موضوع درجة النظام التواصلي الدال في السيميائيات الحديثة . ــ نحو بناء ثقافة الحوار وحوار الثقافات ــ(قراءة نقدية في كتاب سيميائيات التواصل و فعالية الحوار : المفاهيم والآليات : أحمد يوسف) معتبرا ان الخطاب السيميائي بمختلف تمظهراته الإبستمولوجية وأدواته الإجرائية، يشكل خطابا تحليليا واختيارا منهاجيا، يسعى الباحث من خلاله مقاربة المعطيات المدروسة بشتى تجلياتها (الأدب، اللغة، العلوم التجريبية) وذلك قصد التوصل إلى معطيات تروم إلى العلمية قدر الإمكان. وتبقى الظاهرة التواصلية، من أهم المباحث التي ينمازبها الدرس السيميائي في دراسة أنظمة العلامات الموسومة بالوظيفة التواصلية بمختلف تلويناتها الممكنة. وأبرز المتدخل فعالية الحوار كخصيصة تواصلية، عبر تحديد المفاهيم والمكانيزمات المتحكمة بها وذلك عبر مسائلة إشكالية القصدية و الوظيفة التواصلية ومن ثمَّ تحديد فعالية الحوار بين اللغات والثقافات كقيمة إنسانية عزَّ مطلبها في مختلف مناحي الحياة . وقد عملت هذه الدراسة على وصف و توصيف البنى المخبوءة للتواصل و الحوار، كأداة فعالة في مواجهة تحديات العصر وزحف شبح العولمة الداعي إلى صِدام بين الحضارات يترجم على أرض الواقع إلى تشظيات على مستوى الذات و الهوية، في إطار الصراع السرمدي بين تمثلات الأنا وتصورات الآخر. الورقة الثالثة والأخيرة في هذا اللقاء،قراءة نقدية في كتاب مداخل إلى الخطاب الإحالي في الرواية لمحمد لخبو، قدمها الباحث سعيد سهمي،تناول مقاربة المرجع في الرواية العربية المعاصرة حيث ينقسم الكتاب إلى خمس فصول،يتناول الفصل الأول منظور الناقدة يمنى العيد للمرجع في كتابها فن الرواية العربية بين خصوصية الحكاية وتمييز الخطاب حيث تلح على ضرورة ربط النص بمرجعه معتمدة على مزج بين المنهج البنيوي والنظرية الماركسية المادية . وفي الفصل الثاني : التشكل القصصي للمدينة في الرواية العربية المعاصرة و فيه يؤكد الكاتب على أن وجود المدينة في الرواية العربية إنما هو تشويه للمدينة الواقعية مهما وسم النص بأنه واقعي إذ يصبح متخيل المدينة مصبوغا برؤية المبدع الذي يضفي عليه ذاتيته. أما الفصل الثالث المعنون بمسائل الخطاب الإحالي في النص الروائي، ففيه ميز محمد الخبو بين النص و المرجع إذ الإحالة في النص المتخيل هي إحالة على كائنات لا يعتقد قائلها في وجودها خارج نطاق الخطاب الذي يحملها. وقد عنون الفصل الرابع بالكتابة الراسمة في الرواية العربية المعاصرة تلك الكتابة التي تحدث عنها ر. بارت، قرينة الكلام وقد تشكل بأسلوب الكاتب تشكيلا مغايرا لما هو قائم من أساليبه مستنتجا طغيان الذات على الموضوع، وتحويل الواقعي إلى متخيل مشوه. أما الفصل الأخير فقد عنون بمدخل إلى الجهة في الرواية، حيث أكد أن الجهة أو وجهة النظر في السرد الروائي ممزوجة بفكرة واعتقاد المبدع،وسيادة الأسلوبغير مباشر. بعد ذلك قدم الباحث تحليلا لرؤية لنقدية وأدواتها عند باحث متمرس مثل محمد الخبو.