النقد الروائي المغاربي
أعد التقرير: علاء نعماني
محمود طرشونة وواسيني لعرج وبوشعيب الساوري في ضيافة حلقة مختبر السرديات شهدت صبيحة يوم الجمعة30نونبر 2007 بقاعة الاجتماعات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء حلقة نقدية في محور تجارب نقدية مغاربية أشرف على تنظيمه مختبر السرديات بالتنسيق مع ماستر الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب. وقد تدارست هذه الجلسة ثلاث تجارب نقدية من تونس، والجزائر والمغرب، تتميز باستفادتها من حقول النقد والثقافة وكذا اجتهادها في مقاربة نصوص روائية مختلفة، وذلك من خلال نصوصها: - ألسنة السرد لمحمود طرشونة (تونس). - الطاهر وطار : تجربة الكتابة الواقعية لواسيني الأعرج (الجزائر). - رهانات روائية، قراءات في الرواية المغربية لبوشعيب الساوري(المغرب). افتتح اللقاء شعيب حليفي بتقديم عام حول النقد المغاربي وبعض ملامحه والسياقات التي يشتغل عليها.كما تطرق إلى الكتابة النقدية عند محمود طرشونة وأفقها المجدد وكذلك مساهمة واسيني في تحقيق رؤية فنية تأثيرها متبادل بين نصوصه النقدية والإبداعية، أما بوشعيب الساوري فتعد كتاباته بمشروع نقدي يشتغل على السرد العربي في محطاته الكلاسيكية والحديثة. بعد ذلك تدخل الباحث مصطفى فرحان بورقة حول (ألسنة السرد بين فواعل الإنطاق ومسالك الاستنطاق قراءة في كتاب ألسنة السرد للناقد التونسي محمود طرشونة)، حيث سعى إلى مناقشة التجربة النقدية لمحمود طرشونة في مؤلفه ألسنة السرد من خلال عدد من المحاور، منها: فواعل الإبداع المتمثلة في ثلاث سلط جدليةّ وهي: - المرجعية التي تشمل المصادر الثقافية، التراثية منها والوافدة وكذا معطيات الواقع بمختلف تعقداته (لسان الفكر، لسان التاريخ، ولسان الثقافة والتراث والنصوص الغائبة الحاضرة، ولسان الفن). - ذات المبدع نفسه ورؤيته للعالم (لسان الذات). - التلقي الذي لا يتجزأ من صميم العملية الإبداعية لما له من دور في إغناء وبلورة وتوجيه الإبداع (لسان التلقي). في الشق الثاني تطرق الباحث إلى عمل الناقد الفيلولوجي. وفق نظرة مزدوجة تجمع بين تراكمات الذاكرة الثقافية والمنهجية، وبلاغة الحداثة، بتطويرها بغية تطوير ذوق الروائي بجره إلى مغامرة الكتابة الباحثة عن الآفاق المستقبلية، دونما اقتصار على التقليد السلبي للمناهج والمسالك الجاهزة. وقد وظف فرحان مفردتي الإنطاق والاستنطاق مبرزا كيفيات تشغيلهما من طرف الناقد محمود طرشونة في مؤلفه النقدي ألسنة السرد. الورقة الثانية حول البعد الإيديولوجي في النقد المغاربي من خلال مؤلف لواسيني لعرج (الطاهر وطار: تجربة الكتابة الواقعية) قدمها الباحث إبراهيم أزوغ راصدا واقع النقد الأدبي الذي ساد فترة متأثرا بكل السياق الفكري والثقافي والسياسي، مما جعل الموقف الأيديولوجي يجئ بارزا في عدد من النقود المغاربية في مقاربتها للنص الإبداعي. وحول تجربة واسيني لعرج اهتم الباحث بالكشف عن هيمنة البعـد الواقعي الاشتراكي على الممارسة النقدية لواسني الأعرج والأبعاد الفنية المترتبة من خلال الانطلاق من المنهج التفسيري ــ الجدلي والمرجعيات النظرية الماركسية لهذه التجربة النقدية، وهو ما وسم السمات العامة لعمل الأعرج النقدي. الورقة الأخيرة قدمها الباحث سالم الفائدة حول مؤلف بوشعيب الساوري (رهانات روائية، قراءات في الرواية المغربية) وقد قاربت بعض السمات والعلامات التي تميز النقد المغربي الروائي راهنا، وذلك من خلال مساءلة هذه المقاربة النقدية التي تستقي بعض مفاهيمها وتقنياتها من مختلف حقول النقد الغربي الجدلية، الشعرية، البنيوية، الأسلوبية المعاصرة، نظرية التلقي....، وبعضها الآخر من اجتهادات الناقد نفسه وكذا بعض الدراسات النقدية العربية، مما يضعها أمام عمل غني بمفاهيمه، من جهة، متردد في اختياراته من جهة أخرى. واختتم اللقاء بنقاش انصب حول النقد المغاربي والمنهج والقضايا المرتبطة بهما.وأشار شعيب حليفي في الختام إلى أن المختبر بالتنسيق مع الماستر سيواصل هذه الحلقات النقدية حول التجارب المغاربية على مدار السنة.