تقدم لنا الشاعرة العراقية في هذه القصائد الثلاث ثلاثة مقتربات شعرية مختلفة لكل منها بنيته ولغته واستعاراته، ولكنها تصوغ عبرها جميعا عالما واحدا.

ثلاث قصائد

فليحة حسن

 

زيارة لمتحف الظل

                                      الإهداء

                                      لي وله ولملكة الليل اعتقد إننا أكثر من ثلاثة

 المقدمة :

عند انفجار القنابل

اصنع من رأسي ترسا

وألوذ به

تمهيد:

بوقار شديد

 وبأكثر عقلانية

 استأنف جنوني

1 ـ باب ظل البحر

«ويسألونك عن الموج قل منافعه لايعرفها ألا الغرقى»

استدرجك الساعة حتى المخبأ

وأقيم عليك حداداً أحمر

في الربع الزائل من هذا القرن

حجّ العالم للسكين بخاصرتي

بدم التفاحة يغسل آدم عينيه

وحواء تنوح على العتبة

نوح أستجمع أبناءه

قال :ـ

أنبأكم لاشيء سيخلد إلا ولدي

يحميه الماء من الغبراء

ولا عاصم إلا ...

الصرخة تلد الصرخة

وأحتاط الناجون السبعة

إذ نبذوا الأرض

وكانوا قوقعة خرساء بباطن بحر ثائر .

2 ـ باب ظل النار

«وعد في الإنجيل إذا برق الجوع بأعلى قمة إن ينزل شجر ناري ويقيم صلاة الحاضر بين صفوف الغيّاب»

بين السكون

وبين السكون

هل تفردون المسافة

كي تتسع للصراخ ؟

3 ـ باب ظل الروح

«في الأول من تكوين الروح أنصهر الأحمر والأبيض والأسود والفاتح والغامق والصامت»

في بوتقة مائية

في آخر سجدة

أرتعش ملاك التكوين

إذ هربت كلّ الألوان

تاركة بوتقة سوداء

صاح : ـ

ياربة هذي الصنعة

ما أحوجني الآن إليك

قالت : -لا تقلق وأخلق روح الإنسان من اللالون

وكان البحر إذا لاقى وجه الشطان

يصهل من زيف الأرواح؛

4 ـ باب ظل البيت

«صمتت الأرض وحملتنا على الصراخ»

قبل انتصاف الحلم في لون الشراع

خوف التصاق الدم بالخناجر

والظل بالحناجر

تأوي النساء إلى بيوتهن الكالحة

والذئب يخلع وجهه

فيكون سيدتي (المدينة)

5 ـ باب ظل الحرب

«كان لابد أن يموت ليجد مكاناً شاغراً لجسده»

الحرب أوزار

ولكن التيبس في صناديق المخاوف

يقتل العشاق بين الأضرحة

ولان سألت الأرض

كفيك يا .....

ستقول أحلم بالصهيل

ويخيفني معنى التصحر

في رؤوس الأوردة؛

6  ـ باب ظل الليل

«يهرب الصبح إذ يشتكي لجة من ظلام»

لأبي تراجعه المقيم على الضلوع الراجفة

لو يرسم البيت المخضرم

في خطوط الكف

يعرضه طويلاً للسماء

فلسوف تمنحه الرياح الباردة

    ـ ليس التسول مهنتي

 ما بالكم تنسون إطراف الخيوط الناصعة؟

7 ـ باب ظل الكينونة

«كلنا من آدم وآدم للعذاب»

هكذا تبدأ المسألة

نرجم السماء بأحلامنا

تنفطر

نسقط نحن

آه .......

حتى هذه توخز تاريخنا

ولا توجز؛

8 ـ باب ظل السراب

«لأشلائنا إذ تستبيح الفضاء ارتعاش النحيب»

الحقيقة زيف

والأساطير مرآتنا الكاذبة

ولي غاية في التفتت

كي يستعاد بناء الصروح

والسراب الذي قد تسمونه بالسراب

سيتبعه الركض في المستحيل

فيصبح نحن

أو نتبادل الأقنعة؛

9 ـ باب ظل الدمعة

«الدموع ، أصغر من تحتوينا ، اكبر من نحتويها»

وعد ٌ مني أذا رأيته من جديد

وجلده ينزّ بعصير التوت

سأغمض عيني

وأمرّ ؛

10 – باب ظل السؤال

«الدروب تقود الدروب لماذا نضيع بوسط المتاهة؟»

سأسال بصارة الحي

علّ الجواب يراودها في الهزيع

فيولد للرأس حلم جديد.

11 ـ باب ظل الجواب

«كلمات الدم تحاور شفاه الأوردة»

لا حياة في التراخي

وفق قانون الطبيعة

والطبيعة تقتفي أثر التكهن في وجه شرطي التوجس

أو ضريح الأمثلة

*  *  *  *

طوبى لمن يبني القلاع

بما يخيم من ضياع!

12 ـ باب ظل الريح

«رأسي كثير الدوار كأنه يتنبأ بالرياح»

راعني أن أكون المهاجر وحدي برأس الخطر

فالتفت بجلد الشخير

واستدرت إلى حيث كانت عصاي تنوح

ورحت أسير بغيم الصباح لنهر المساء لكي يستحم

وأما الكلأ

فحدقات النحيب

مرت القافلات على وهن

يلتهمها الرحيل المباغت

والرجال استباحوا

كلّ ما شاقهم من دروب

الوحيد الذي لم يلج في الوحول

طائر من لهب

كان إذ يركض المادحون للغصون اليباس

يمتهن مهنة الأخيلة ويعد الثلوج :-

1-                 نقطة في الهواء تثلج النائحين في صدور البكاء

2-                 نقطة في الظلام يأمل القانتون في سجون العناء

3-                 نقطة للرعود يهدأ الغاضبون في بروج السماء

4-                 نقطة

5-                 نقطة

6-                 نقطة

 تستعيد الجبال شكلها المنبسط؛

13 ـ باب ظل الموت

«أيامنا مرهونة في قبضة التابوت»

ها نحن نجلس خلف أكياس المخاوف ساهمين

لنعد ما يبقى من الإطراف في جسد الحياة

والأرض صارت تعلك الأجساد

تبصقها شحوبا للعناء

والرب ابعد من مدارات التكهن بالوصول.

14 ـ باب ظل الموقف

«للذي يأتي تحيات الوداع»

اصنع من رذاذ النار تمثالا يمجد صولة

الأقدام أن نزحت إلى المطلق

وخمن هذه الدنيا

صهاريجا من الحلم

يبنيها الذي يولد

فهل تأتي إلى الدخان ممزوجاً بتعويذة ؟

 *  *  *  *

لاذ الصمت بجذر الصمت

وتداركنا الأمر سريعاً

جاء المد الراكض جدا ً

مولوداً

في كف الرفض.

15 ـ باب ظل اللون

«في سراط غير محكوم بخنجر،

تركض الأسماء تكتظ بصيحات الجذور»

ملك والقلعة والفيل

وحصان يلهث في السر

الأبيض خط ممنوع

والأسود يجتاح القلعة

هل صار الأبيض محكوماً

أن يسكن قسمات الخوف؟؟

16 ـ باب ظل الرمل

«في الدمع النائح استيقاظ مفاجئ لذاكرة الرمل»

يشاغبني الرمل عن أصله

ويحتد قلبي لوقع الرحيل

فلولا المشانق وجه الجذور

لكان الزمان يبسمل في لحظة المد

أن لا شريك

لهذي الشوارع غير الضياء

17 ـ باب ظل الرغبة

«سأحمل كل ّالشوارع في رأسي علني عند منعطف الطريق أفقده»

 من أقصى الرغبة

جيء به

يتضوع هماً وحنيناً

وكان سيسكنه الطاغوت

لكن الإزهار اعترضت

في سحنته شيء من أطياف الهمس

وعلامات للحلاج

ودروب مافتئت تهرب

و....

هكذا قال آدم :-

واقفين خلقنا والدروب تمرّ بنا مسرعة!

18ـ باب ظل السكين

«للذئب فضل في صناعة السكين»

في عام الطين

احتدم الموقف بين الجرح وبين السكين

سيدتي :-

سيغرر باسمك

وتلوكين دماءاً قد رهنت

حتى الذبح القادم

فهل أنت خلاص ؟

جفل الجمع إذ كان ربيع الدم

يقيم صلاة أخرى في جوف البحر

19ـ باب ظل القمر

«وكان إذ ترجم الإلهة يقول لإبليس وجهي يكون الرداء»

وتولد مابين زعانفه أشجار زرق

وقيل يمام يأتي

أو ريح تلبس هيكلها العظمي

فتصبح أنثى

وقيل امرأة حاكت ثوب الملكوت

بخيط دام

لكني اعلم إني قد آتي بجراح أخرى

ملحوظة :ـ

لا تبتأسي قد ارجع بقناع ثان

وكان ينادي لاحد أتقنه الصمت

سوى (الأخرس)

هامش :ـ أبتأسي ها إني مت.

20 ـ باب ظل الصهيل

«بين التكهن والمرحلة كان فراغ التحاور يشيخ طويلا فوق التصلب والفرار الأكيد»

وإذا نلم الهمس

أم نبقى نساءل بعضنا عن صدى الأزميل

يحفر في تماثيل الرؤوس؟

21 ـ باب ظل القبر

«في أول الدم المدون في شرايين الفرق سنعد قبراً صالحاً للتجربة»

في التماثيل في ثآليل المدينة

في استغاثات المداخل

في حروف التاتاة

ثمة الأرواح يلمع فوقها وهج الخطايا.

22 ـ باب ظل الجدران

«تتراكض الجدران بحثاً عن ملاذ»

* «انّا حشرناك حشرا»

في ساق قد ركضت دهراً

خلف امرأة غطاها الشوك إلى الرقبة

والبركان

بعيد عن منبعه الماء

* «ثم سقيناك مرا»

ستدق الساعة في الحائط

رأسك أو وجه الجدران

أو أضلع من كانوا دربا للسائل عن ظل الماء

* «ثم منحناك قبرا»

في اللوح الصاخب في الوادي

هل تسمعه يجهش من إسرار الماء؟

 23ـ  باب ظل أبي ذر الغفاري

«كان يؤدي إلينا فامعنو ا في تحويره»

إن كان بمقدورك تذويب العمر إلى ما فوق الأحمر

فابدأ بالصمغ الموضوع على حلميك

طريقة الاستعمال :ـ

بمجرد تذويب العلبة

يغلي فيها ما يحويها ؛

 ملحوظة :ـ

من دخل جوف قاتلي فهو آمن؛

24 ـ باب ظل الأمل

«أنا قادم واعتذر لشدة ضوئي»

عشر مرايا كسرت

حين شمخت بمعطفك الغائم

تصنع عشا مائيا

لطيور الرخ.

25 – باب ظل جدتي

«الربيع تنبأ بتاريخك فأنجب زهورا حمراء»

احتفالا بموتي

تأبينا لها

سأعود نفسي على الذوبان؛

26 ـ باب ظل العشق

«أنت روحي واعتذر من ظلمتها أنت جسدي وأعتذر من اثر السياط»

يغمض العطر عينيه

ويجعلك تنساب منه

تاركاً لك

حرية الانتشار بين مساماتي.

27 ـ باب ظل أل(آه)

«كانت أعمدة الصلبان تؤرقه فأصيح أخي وابتاع مسامير الصلب»

قادر على التسلط

ممنوع من القيام

مع ذلك أتجادل في جعل النقطة منفى

ورسم القوس سراطاً

و.....

......

ثمة اثر للعسس فوق قلبي؛

28 ـ باب ظل المعشوقة

«وهبتك أنا فلا تهبني الاك»

قيل بان ظلاما تتريا

حاول مزج سراط انشده بلعاب دمى

فتوخيت الحلم

وقمت .

ملحوظة :ـ

لضيق الأفق

اختصر حبي على عمر واحد.

29 ـ باب ظل الشوق

«معك أقيم تحالفا ضدي»

وأمر بالقلب الموصول فقطع

وقيل انفرطت كلمات الشوق من الشريان

فغطت وجه القاعة

الموكب ينأى والرمح قريب جدا.

30 ـ باب ظل الرقبة

«دعاء الرقبة ، أيها الحبل كن ناعما ورقيقا كحلمي»

وطمأنني بعد أن صنع الأشياء جميعا

إن يخلق من روح الأحزان سوايّ.

31 ـ باب ظلي

«الصمت قناع الكلمة»

الظلام صلاة التطهّر

والوضوح صلاة نزيف الحديد

أعليّ أن احترز بالمعري

كي أرى الآخرين؟

* جميع التضمينات للشاعرة فليحة حسن

تعريفات لمفاتيح الأفق

حين يقايضك السكّر بحلاوته ... أذكر مرّ طفولتنا

في الرابعة:

         كانوا أربعة

في الخامسة:

          صاروا زوبعة ؛

الفائز في مارثون الغربة ... حاز على ملجأ

أزمع أن يرجع للمضمار

         طمعا في تكرار هداياه

في القاعات الضيقة ... تتسع الأحاديث

أرمم داري ... يسقط وجهي هرماً

في القصر الهادئ ... صراخ ورود

المحاربون القدامى ... حولتهم المدافيء حطبا ونهايات حزينة

الرقاب التي صلبتها الريح ... تعيد بناءها الأسئلة

كلما رأيت أسداً

سألته عن قلبه

قال لي: سرقه ريتشارد

فابكي لضآلة الأسد؛

تلك أولات الصلاة

حين أتم الأكمه (ف) دورته الآلية جداً

 حول مشاكله المعتادة

 قال :

       سأريح العالم من شاكلتي

       وألملم ما نزّ من الرأس

        من أحلام لا تصلح للتحليق

         أو التطبيق

  نهض

   أستوقف ظله

   ازدادت قامته صغراً

   واحدودبت الروح شحوباً

   لملمها يأساً

   وأخترق (الأوزون)  إلى حيث (هو)

 - يا هذا الضالع في النور

   نادى

   سأعيد إليك قميصاً البسنيه القدر جزافاً

   فالحلاج كلام مصحوب بالنار

   والأرض هشيم

   اجتاز الدائرة الأولى

    وقع صراخ

 - يا هذا المستوحش أبداً

   في غابات تمطر تيهاً

   لا تعبث بتراب الصورة

    أو  وهج حصاها

     فاللوحة

            لغراب حائم

   أكمل تأثيث منافيه

   وأقتطع سجوناً مسمومة

   حاصرت الشاعر مرات

    هذا المشغول بآصرة التحليق بفضاء الغربال

  يبحث عن مفردة تستوعبه

  يمارس فيها التحذير

  لكهان لا تبصر دوماً

   غير الهالات المتخمة حول رؤوس ملوك اللعبة

   التطحن فينا الأحلام

   وتذّريها كوابيساً قبل مجيء الأخضر

    تلتم على زغب الأفكار

     تتناسل فينا فزعاً

     وجنون هراوات

     ارجع فسديم الذرات جحيم

      أو لهب متبوع بحطب

      والإسراء إلى حيث ( هو)

      مرهون بضحايا عتقوا

      ولست كهم

      لا ............

     لن تجد لسّر نبؤتك

      صدّيقاً يرضاه الرب

      عدّ بإشارتك الأولى

      حيث النقطة مازالت تجهل وجهتها

      وأقاليم لم تمزج بعد بنواح الحور

      ناهيك عن النشوى

      في إحصاء الجنات المخبوءة

 في أكداس القهر

 و إلا فالموت ربق في الأعناق

  والطيرة اسلم من تعجيل في شارع دنسه الدم بدوامات مكتنزة

 يا هذا الوالج في التيه

 لا احد

 يدعوك بان تحضر في وعي المجنون

 كي تعلم أسرار الصحوة

  فغيابك موجود

  والدرب إلى حيث ( هو)

  موصود بقلائد من وجع وحطام

  والمجد لمن ليس على شاكلتك ؛

شاعرة من العراق