كعادته يلتقط الشاعر العراقي الكبير هنا تفاصيل المشهد الصغيرة ومكوناته الأنجليزية المألوفة ويؤطرها بمفردات من الصور التي ينبض معها المشهد بالحياة، ولوهلة تختلط الأزمنة، ويمتزج الواقع بالحلم حتى يظهر هذا الخشف في القصيدة مستدعى من الذاكرة وقد اختفى، ليجعل الحلم تعبيرا عن حالة من الوحدة الشفيفة والتوق العارم للرفقة والحب.

خِـشْـفٌ خـلـفَ السياجِ

سعدي يوسف

تناوَحَتْ في المساءِ الريحُ.

كان على ماءِ البحيرةِ غيــمٌ

غير أنّ على الأفقِ البعيدِ بدتْ شمسٌ ، مفاجِـئةٌ

حمــراءُ ...

لم أرَ شمساً في النهارِ !

هل الدنيا تَبدَّلتِ: الصباحُ أعمى

و جَفنُ الليلِ ينفتحُ ؟

..................

..................

..................

ودِدْتُ لو كنتِ لِصْقي الآنَ ...

قبلَ قليلٍ كان خِشْفٌ وراءَ السور

أرقَـبُـهُ

يقتاتُ ما رَقَّ من نبْتٍ .

وأرقَـبُـهُ

يُدْني الغصونَ

ويُرْخِــيها  ، فَـتَـنْـسَـدِحُ  ...

لندن 27.03.2010