تشعر الدكتورة م. أنها كسبت هذه الجولة وأن السائق سيفعل ما تود. ـ لأ أنا هوصل اللي عايزين يحاربوا، بس يدفعوا الأجرة. سأل العميد في وجود بعض الأساتذة والاداريين. ـ مش عاجبني النظام. تسمع همهمات عدم تصديق واستغراب من الموجودين وترى نظرة تعجب على وجه العميد. ـ لأ مختلفين يا دكتور... أنا ما بسترزقش من الجامعة. يتبرع أحد الزملاء من قسم آخر بتعليق رمقته الدكتورة م. بنظرة معناها ـ طيب الحل ايه؟ هز العميد كتفيه بما يعني أنه لا حول له ولاقوة. فاستمرت الدكتورة، ـ يا دكتورة اللايحة والقوانين... تقاطعه الدكتورة م. لأنها تعرف جيدا بقية الحديث. و بعد فترة صمت لم تعرف الدكتورة م. ما الذي يجب عليها فعله الآن، تكلم العميد ثانية، ـ اختاري حضرتك المواد اللي عايزة تدرسيها، اكتبيها لي في ورقة. تفاجأ الدكتورة م. بهذا العرض غير المتوقع، وتنظر إلى العميد باندهاش. ـ احنا عايزين نريحك يا دكتورة ونحل الأزمة. وصل الكلام إلى نهايته القصوى، ولم يعد لدى الدكتورة م. أي كلام آخر تضيفه، فهمّت بالانصراف. ـ أوكي يا دكتورة. المواد اللي انت عايزاها بس، خلاص كدة، مرتاحة. ـ لو حضرتك موافق بجد، خلاص. وصافحته بحرارة بأن شدّت على يده التي حاولت الافلات من التلامس الضاغط.
ـ انت أصلا برة النظام، هو حد بيشوفك.
ـ ما تشوفش حاجة وحشة يا دكتور...
ـ الحل ان الكلية ما توافقش على تجديد اعارات الأساتذة اللي بقى لهم عشر سنين برة.
ـ اتفقنا. هنعيد تعديل الجدول.
ـ مرسي يا دكتور جدا.
عد روايتها الأخيرة (إني أحدثك لترى) التي تشكل إعادة نظر جذرية في كتابة الجسد ومفاهيم الذكورة والأنوثة، هاهي الكاتبة المصرية تواصل تفكيك مفاهيم السلطة وتدعو لمواجهة شجاعة مع التخلف والتردي والفساد، وهي تكشف عما آل إليه حال الجامعة المصرية من تدهور.
اضربها صرمة تكسب